دَخل الى المسرح بهدوئه ورصانته المعتادتين. مشى رويداً رويداً كمن يلقي على قومه رسالة حب ووطنية. صدح بصوته الرمز لبلاده، فأطرب، وهو الخمسيني، الشباب والصبايا والآباء والأمهات والعجّز، الذين غصت بهم قاعة الدفنة في الدوحة. الليلة الاختتامية التي خُصصت لتكريم"أبو نورة"بدأتها صاحبة الصوت الرخيم المصرية أنغام. ليأتي بعدها موعد التكريم لفنان العرب الذي قلّده مدير المهرجان محمد المرزوقي وسام شرف، كما قلّده ممثل عن جزيرة"اللؤلؤة قطر"الراعية للمهرجان درعاً تكريمية. الليلة الاختتامية كانت خليجية بامتياز، مع اجتماع نجوم الغناء الخليجي عبدالله الرويشد ونوال الكويتية، والعراقي طلال سلامة والمصرية أنغام، حول المحتفى به، ليغني كل منهم أغانيه التي كانت بمثابة رمز للفن الخليجي وخصوصاً السعودي. الفرح حلّ في عيون النجوم الذين يقفون حول"القمر"كما قالت أنغام، ورقصت قلوبهم وعيونهم فرحاً وابتهاجاً بالرجل الخلوق والفنان في فنه ونفسيته وحبه لجمهوره وطموحه غير المحدود. البداية كانت بأغنية"ما عاد بدري"مع أنغام، ثم"حبيتك حبيبي"مع نوال الكويتية التي شاركها فيها عبدالله الرويشد وعبده نفسه، وشارك المحتفى به كل فنان في أغنية من أجمل ما غناه. وعندما غادر النجوم المسرح أعلن عبده لجمهوره بصدق الطفل العفوي،"أنا رح أستفرد فيكم استفراد...". فغنى حتى الفجر من أغانيه القديمة والجديدة ومنها"نوى القلب نية"،"لا تسرق الوقت"،"وينك يا درب المحبة"التي غناها العام الماضي في مهرجان الدوحة مع أبو بكر سالم في ليلة تكريمه. لكن غالبية الحاضرين استمرت في مناداة فنان العرب ليُغني"الأماكن"التي لحنها ناصر الصالح، لكن الوقت داهم الفنان الكريم... ولم يغنِّ أشهر أغانيه الحديثة.