اتفقت الفنانات على أن "الصدفة" فقط، وراء إطلاقهن عدداً من الأغاني الخليجية في مدة زمنية متقاربة مصحوبة بفيديو كليبات تثبت تمكن الفنانة من اللهجة والاطلالة، والرقص الخليجي. يسعى الفنان دائماً الى التقرب من جمهوره وكسب المزيد من المعجبين، ما المانع؟ ذكرى غنت. كذلك أصالة، وأنغام، وديانا حداد بصوت جميل ونطق واضح بلا رقص، مجرد انسجام مع الأغنية. غيرهن حاولن الغناء مع كثير من التفخيم، والضغط على حروف وتغيير أخرى، واستعراضات لا تمت للخليج وأهله بأي صلة. الغريب أن المحاولات الأخيرة اقتصرت على الجنس الناعم. ربما كان للإمكانات الجسدية، والرقص دور في ذلك، والأخير صار جزءاً لا يتجزأ من حضور عدد من الفنانات سواء في الأغاني المصورة، أو الحفلات، أو البرامج، أو الإعلانات، ولكل فنانة"بصمتها"أو"رقصتها"التي تتميز بها، مع بعض الاختلافات حسب كلمات ولحن الأغنية. حاولت أمل حجازي في كليب"نفسي تفهمني"بأداء غير متقن. نوال قدمت أغنيتها"عادي"بعد أن غنت منذ سنوات"غريب الراي". في ذلك الوقت كان عدد المتنافسات على الساحة الفنية أقل من اليوم. إصدارها الأخير كان أقل من عادي، ومثلهما مادلين مطر في"أشغله"، ودينا حايك في كليب"جرب الغيرة"إضافة إلى أغنية"مشتاقة لك"لنانسي عجرم التي سبقها تصويرها لاعلان عطر يحمل نفس الاسم، لكنه أيضا"الكليب"لم ينجح بالشكل المتوقع. الوحيدة التي استمعنا لأغنيتها ولقيت رواجاً هي صاحبة"الصدفة"يارا، بأداء جميل في كليب وإن كان مليئاً بالإعلانات، إلا أنه جاء بسيطاً وقريباً من المشاهدين. وآخر"المتخلجنات"كانت ميريام فارس بأغنية"مكانه وين"التي حاولت أن تقدم صورة حديثة للصحراء العربية والعيش بها. الا أن الاهتمام بالصورة والرقصات والمظهر أتى على حساب اللهجة غير المتقنة. المحبون للتراث الخليجي يتذكرون أغنيات مثل"يا رمانة"،"المسيكينة"وغيرها من الأغنيات المصحوبة بفرقة راقصة، أو عدد من الفتيات يقمن باستعراض مرافق للمطرب أو المطربة. هذه الأغنيات لا تزال متداولة بين الشباب والكبار، ومحفوظة في عدد من المكتبات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية. البعض يرسلها مرفقة بتعليق، أو يقلد رقصاتها... الانسجام مع الموسيقى ليس اختراعاً جديداً على الخليجيين، الفوازير اعتمدت على الاستعراضات، وبرامج الأطفال وأغانيهم حوت الكثير من المشاهد الراقصة، وكذلك الإعلانات. الرقص في ذلك الوقت كان مكملاً للأغنية، واليوم يشكل جزءاً أساسياً منها ولا حاجة للفرق الراقصة، الفنانة كفيلة بأداء المهمة. لا مشكلة في الرقص... لكن ما شاهدناه في كليب فارس التي اشتهرت برقصها وعفويتها الممزوجة بالأنوثة، كان هذه المرة مزيجاً من هز الرأس والجسد، والكثير من إيحاءات الإثارة، أو الانتفاضات الشبيهة بالرقص الأفريقي أو غيره باستثناء الخليجي، والذي شتت الانتباه عن المجهود الذي بذله فريق العمل، ساعد في ضياعه اللقطات الضيقة التي أخذها المخرج بموافقة الفنانة أو هذا هو المفروض، لنتساءل نحن عن مكان الحبيب، وإن كانت كل هذه التمايلات محاولة لإثبات أن حبه يسري في الوريد. ليصبح الإغراء والإثارة هما البطلان الرئيسان للأغنية، مبررة ذلك بأن إيقاعها بحاجة إلى مثل هذه الرقصات، وأن جسدها المرن يساعد على أدائها بسهولة. ما فعلته فارس وأخواتها لا يختلف كثيراً عن غيرهن من المغنيات، ولا يقتصر على جنسية معينة، ربما توثيقاً من الفنانات للعلاقة مع الجمهور وتلبية لرغبته، أو استثماراً لنجاحات سابقة، وربما لاعتمادهن على الإنتاج والجمهور الخليجي المتحكمين بالسوق، أو حقيقة أن معظم النجوم يعتمدون على عائد الحفلات والسهرات الفنية والمناسبات كمصدر للدخل، أو ربما صدفة كما ذكرن.