إذا كانت المساواة في الظلم عدلاً، فإن المساواة في هز الوسط فيديو كليب. هذا ما أثبته المطرب - إذا صح التعبير - بينو الذي اتحف الجمهور العريض من مشاهدي الفيديو كليب بأحدث ما تفتقت عنه أذهان مخرجي الأغاني المصورة في عالم الإثارة ومنتجيها، لكنها هذه المرة ليست إثارة نسائية موجهة الى جنس الرجال، بل هي إثارة غير محددة المعالم ولا الأهداف. طالعتنا إحدى القنوات الفضائية المتخصصة في الفيديو كليب بأغنية لشخص اسمه "بينو" عنوانها "قولي إنت فين"... ويبدأ مطلع الأغنية المصورة بجزء من جسد يرتدي بدلة رياضية على دراجة رياضية... كأنها أغنية "ليه بيداري كده" للمطربة المثيرة شكلاً وموضوعاً روبي. لكن سرعان ما يظهر وجه صاحب البدلة الرياضية وهو رجل غير معروف يبدأ في الغناء في الفيديو كليب الذي يبدأ من غرفة نومه حيث بوستر لروبي معلق على الحائط. ويغط المغني في نوم عميق ليحلم بروبي ويقوم بأداء حركاتها المشهورة وتتخللها رقصات من فتيات ينافسن روبي في ما قل ودل من الملابس... لكنهن أكثر امتلاءً، ما جعل اهتزازاتهن الراقصة أكثر ارتجاجاً ويصحو "بينو" من النوم ليهرع الى عمله ك"سايس" يغسل السيارات وهو ما زال يتمتم بكلمات أغنيته. وعلى رغم أنه يتردد في الأوساط الفنية قيام الثنائي روبي ومخرجها وصانعها شريف صبري برفع دعوى قضائية، لكن الأسباب لم يعلن عنها، إذ ان قيام شخص مهما كان صوته وضآلة موهبته بتقليد أغنية لروبي بهذا الشكل لا يعني سوى إضافة جديدة لملف إنجازاتها. وإضافة الى الضجة العارمة التي أثارتها بحركاتها ورقصاتها وإيماءاتها التي فسرها البعض بأنها "جنسية بحتة"، أضافت روبي بنفسها الكثير الى لائحة انجازاتها بسلسلة الأحاديث التي أدلت بها في أعقاب عرض فيلمها الفاشل "سبع ورقات كوتشينة" إذ أكدت أنها لا ترقص بغرض الاثارة، لكن الرقص يسعدها، وأنها تتمنى ألا يضيع الجمهور وقته في قياس السنيتمترات المكشوفة من جسدها، وأن يركز أكثر على معاني أغانيها، وهو التركيز الذي لم يسفر عن شيء بعد، ربما لصعوبة المعاني بالنسبة الى المدارك المحدودة للمتلقي العادي. روبي التي أضحى الأهل يخشون وجودها على شاشات القنوات الفضائية في بيوتهم أمام ابنائهم شأنها شأن غيرها من عشرات من صاحبات الفيديو كليب أعلنت ايضاً في حديث صحافي عن غاية سامية ترقص وتغني من أجلها، ألا وهي أن تكون مثالاً يحتذى للفتيات وربما يكون هذا هو تحديداً سبب خوف الأهل ورعبهم. فروبي واحدة تكفي. وربما تتنبه جماعات حقوق الانسان الى الانجاز الأكبر في سجل روبي الحافل، ألا وهو إقناع الرجل بتمثيل أدوار النساء في الاغراء اذ ربما يعرف الرجال بأنفسهم التعب الذي تتكبده المرأة أو على الأقل هو نوع من المساواة بين الجنسين يصعب تحقيقها في نواح أخرى تافهة مثل المساواة في الرواتب والمعاملة اذن هي مساواة "أحسن من مفيش".