استطاع الفنان السعودي طلال سلامة أن يحقق الكثير من طموحاته. منذ أغنية"رضى الله ورضيناك"التي وضعته على أولى درجات الشهرة، ما زال سلامة يبحث عن الأغنية القريبة والجيدة. وهو يدافع عن اختياراته الفنية ويرى أن أغنيات ألبوماته الأخير"صدقني"لا تقل شأناً فنياً عن"رضى الله وراضيناك". لكنه عاتب على الإعلام"الذي يسوّق لأغنية على حساب أخرى"."الحياة"التقت طلال سلامة، ودار معه هذا الحوار. ما هي حقيقية الخلاف بينك وبين فنان العرب محمد عبده؟ - تحدثت الصحافة عن الموضوع كثيراً. كنت حينما أُسأل عن محمد عبده في المقابلات التلفزيونية، أجيب بالصمت. ربما هناك اختلاف في وجهات النظر، فأنا لم أدع أبداً إلى مهرجان الجنادرية. أنا عاتب وهذا حقي، سواء جاء الرفض من فنان العرب أو من اللجنة المنظمة للمهرجان. هل تعتقد بأن لجنة المهرجان اختارت أسماء تراها أهم من طلال سلامة؟ - على اللجنة أن تسأل الجمهور، لا أن ترضخ لعوامل أخرى. ما هي هذه العوامل؟ - العلاقات الشخصية. وماذا عن خلافك مع المخرج سليم الترك؟ وكيف تقوّم موقف"روتانا"؟ - لو أرادت"روتانا"إنصافي لأوقفت العمل. لم أرض عن الصورة التي قدمني فيها الترك، ما يعني أنني لم أوافق على بثه. ومع احترامي لفكرة اللقطة الواحدة والتقنية التي استعملها المخرج سليم الترك، لكن الجمهور لا يهتم إلا للصورة التي تتطابق مع فكرة الأغنية. هل من الممكن أن نشهد تعاوناً جديداً بينك وبين سليم الترك؟ - عندما نفذ سليم الترك الفيديو كليب، خرج العمل في طريقة مغايرة عما اتفقنا عليه. علاقتي الشخصية به جيدة. ولكننا في العمل نبحث عن النتيجة. لا أريد أن يخدم المخرج نفسه في العمل الإخراجي ويطبق فكرته الخاصة ويهمش فكرة غنائية تعب عليها شاعر وملحن وموزع ومطرب. الترك ضرب كل هذا المجهود من أجل فكرة اللقطة التصويرية الواحدة. وهل دفعك الخلاف إلى تصوير أغنيتين مع المخرج المصري جميل جميل المغازي دفعة واحدة؟ - بالطبع لا. نجحت مع المغازي في أعمال سابقة، فأعدت التجربة لأنني لا أستطيع المغامرة مرة ثانية. في الخليج مخرجون مبدعون، لماذا لم يحصل تعاون مع أحدهم؟ - إذا قدم لي أحدهم فكرة جميلة وأعجبتني سأعمل معه بكل سرور. غناء اللهجات هل توجهك إلى غناء لهجات عربية غير الخليجية كان سعياً وراء الانتشار للغناء؟ - ليس للانتشار بل التنويع والإعجاب بكلمات وألحان الأغنية التي أختارها. موضوع الأغنية يهمني جداً. لذا عندما تعجبني أغنية وأرتاح في أدائها أختارها. غنيت اللهجة اللبنانية واللهجة المصرية في السابق، وفي ألبومي الحالي هناك أغنية"شال الهوى"باللهجة اللبنانية من كلمات وألحان مروان خوري، وكان من المتوقع أن أضيف أغنيتين باللهجة اللبنانية والمصرية أيضاً، لكن شركة"روتانا"في جدة وجدت أن عدد الأغنيات أصبح كبيراً، فآثرت تأجيلهما إلى الألبوم المقبل. لمن هذه الأغنيات الجديدة؟ الأغنية اللبنانية تحمل عنوان"ياما لاموا"من ألحان وسام الأمير وكلمات منير بو عساف، والأغنية المصرية من ألحان كامل علي، وسأتبعهما بأعمال أخرى بينها دويتو. ألا تجد صعوبة في أداء اللبناني والمصري؟ - لا يتوقف الغناء عند حدود اللهجة وكيفية أدائها، فأنا أنظر للأداء بموضوعية وأحاول أن أقرّب اللهجة بأسلوب سهل. قدمت في أغنية"قدرت تغيب"اللهجة البيضاء. وهي تتضمن مفردات قريبة من اللهجات العربية كافة. وهذا ما أفعله حينما لا أستطيع تطويع اللهجة في شكل جيد. الاغنية الضاربة فرضت أغنية"رضى الله وراضيناك"في كل الوطن العربي وغناها الجميع، لماذا لم تسجل نجاحاً مثيلاً لها في أي من أغنياتك التالية؟ - كل نجم يستطيع أن يحقق النجاح من خلال أغنية. اعتبر أن أغنية"رضى الله وراضيناك"شكلت علامة فارقة في مشواري الفني، تطبع نهجه الغنائي. مروان خوري نجح في"كل القصائد". أعتقد بأن الأغنية التي يتم التركيز عليها إعلاميا تكون ضاربة وتنتشر اكثر من غيرها. لكنني أرى كل أغانيّ ضاربة لأن الألوان الموسيقية متعددة تخاطب جميع الأذواق. من يصنع الفنان؟ الأغنية أم الإعلام؟ - الإعلام يكرّس المطرب الذي قدّم أغنية ناجحة. لكن الفنان الحقيقي هو الذي يقدم أعمالاً جيدة تجبر الإعلام على تسليط الضوء عليها. سبق وغنيت دويتو مع أنغام، لماذا لم يصوّر؟ وهل تفكر في دويتو قريب؟ وما هي أقرب الأصوات إليك؟ - على رغم نجاح الدويتو، فإن شركة الإنتاج حينها رفضت تصوير كليب للأغنية. وبعد هذه الأغنية، فكرت في دويتو جديد يثمر صدى كبيراً. هناك عمل يحضّر، لكنني أفضل أن اتركه مفاجأة، لأن الفنانة التي سأغني معها جديدة. لماذا معظم أغنياتك هادئة ولا تركز في ألبومك على الأغنيات الإيقاعية؟ - اعتز بما أقدم والجمهور يحب فيّ هذه الناحية. هناك من يحب أدائي للأغاني الصاخبة وبعضهم يحب اللون الهادئ. أجد أنني أجود بأداء اللون الكلاسيكي الذي أجده قريباً مني ويلائم صوتي وشخصيتي، خصوصاً اللون الذي يجمع بين الواقع والخيال.