تستعد الاسواق الاوروبية والآسيوية التي عاشت "يوماً احمر" امس، بحذر لمعرفة اتجاهات البورصات الاميركية، التي كانت مقفلة امس بسبب ذكرى مولد مارتن لوثر كينغ، بعدما تكبدت البورصات في القارتين خسائر لم تعرفها سوى بعد اعتدءات 11 ايلول سبتمبر العام 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. واقفل مؤشر"فايننشال تايمز - 100"لبورصة لندن عند حدود 5637.3 متراجعاً 323.5 نقطة في حين اقفل مؤشر"داكس"الالماني عند 6790.7 متراجعاً نحو 524 نقطة ومؤشر"كاك 40"الفرنسي عند 4744.5 متراجعاً 348 نقطة. وتراجع مؤشر بورصة طوكيو"نيكاي 225"بنسبة 3.9 في المئة واقفل عند 13.326 الف نقطة مسجلاً خسارة 13 في المئة منذ بداية السنة. وكانت اسواق الاسهم في آسيا واوروبا فتحت منخفضة بنسب راوحت بين 3.5 و11 في المئة. ومن بين اكبر الخاسرين مؤشر"فايننشال تايمز - 100"في بورصة لندن، اكبر البورصات الاوروبية، والذي عادلت خسائره الخسائر المحققة بعد الهجوم الارهابي على مركز التجارة العالمي في 11 ايلول 2001، وتجاوزت 84 بليون استرليني 160 بليون دولار عندما تراجع في فترة التداول الصباحية الى 5571 نقطة، من 5901.1 نقطة اغلاق الجمعة، والى ادنى مستوياته منذ حزيران يونيو 2006 كما زادت خسائره على الف نقطة منذ تموز يوليو الماضي وبنسبة 20 في المئة من اعلى مستوياته المسجلة العام 2007. وتراجع مؤشر"داكس"الالماني، ومؤشر"كاك"الفرنسي في بداية التداول بنسبة 5 و7 في المئة ليسجلا مستويات مشابهة لما جرى في ايلول 2001 لكن المؤشرين عدلا مستوياتهما قليلاً بعد الظهر. وشهدت اليابان تراجع مؤشر بورصة طوكيو، بنسبة 3.9 في المئة ليسجل ادنى مستوياته منذ 2005، كما خسر مؤشر"هانغ سانغ"في هونغ كونغ 5.5 في المئة من قيمته ولحقته على الفور خسائر سُجلت في بورصات الصين والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان والفليبين. وكانت الاسواق الآسيوية بدأت الخط التراجعي للاسواق في العالم بعدما شعر المستثمرون بان خطة الرئيس جورج بوش لضخ 140 بليون دولار التي تستهدف حفز الاسواق الاميركية وانقاذها من الركود غير واضحة و"غير كافية"حتى لانقاذ المؤسسات المالية الكبرى المتضررة من ازمة العقار على رغم الاموال التي ضختها صناديق السيادة العربية لشراء حصص في هذه المؤسسات. ويمكن تقدير حجم الخسائر الاسمية للاستثمارات الخليجية في الاسواق الدولية، واذا فتحت الاسواق الاميركية على انخفاض مماثل اليوم، بنحو 45 بليون دولار على اساس ان نسبة متوسط الخسائر تراوح بين 2 و2.5 في المئة من مجموع 1.8 تريليون دولار قال"معهد التمويل الدولي"انها مستثمرة في الاسواق الدولية حتى نهاية السنة 2007. ووسط قلق من دخول الاقتصاد الاميركي مرحلة الركود يعتقد القيمون على الشركات الدولية بان تراجع"شهية المستهلك الاميركي الى السلع المستوردة سيُقلل من فرص النمو والارباح في العالم". وقال مارتن سلاني من"كابيتال ماركتس"في لندن"ان الاسواق تعيش حالة فقدان ثقة وازمة، وهي مذعورة من المستقبل".