حذر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى دارفور يان إلياسون من تعثر التحركات الجارية لتسريع تسوية أزمة الإقليم. ورأى أن انهيارها سيؤدي إلى انهيار اتفاق السلام في جنوب البلاد. وكشف أن المنظمة الدولية ستطلب من الأطراف السودانية خلال مؤتمر يجمعها والمتمردين في تنزانيا مطلع الشهر المقبل، إعلان وقف الأعمال العدائية. وقال إلياسون خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الخرطوم أمس، إن اجتماع أروشا المتوقع في الفترة بين 3 و5 آب أغسطس المقبل حظي بموافقه الحكومة التي قال إنها أبدت استعداداً لإدخال تحسينات على اتفاق أبوجا الذي وقعته مع"حركة تحرير السودان"في آيار مايو 2006. وأضاف أن فصائل التمرد ستشارك في الاجتماع لمناقشة تنسيق مواقفها والتوصل إلى اتفاق أولي لوقف القصف الجوي والهجمات العسكرية، كبادرة حسن نية لتطبيع العلاقات تمهيداً لانطلاق المحادثات. وأشار إلى أنه والمبعوث الأفريقي سالم أحمد سالم يعتزمان رفع تقرير إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ليتولى توجيه الدعوات إلى اطراف النزاع بنهاية الشهر المقبل. لكنه رفض تحديد موعد قاطع لبدء المحادثات. وقال إن تحديد الموعد متروك لتغييرات عدة، مشدداً على حرص المنظمة الدولية على إطلاق المحادثات في أقرب فرصة ممكنة. واعتبر الشهرين المقبلين أكثر حسماً في القضية بمجملها. وتحدث إلياسون عن"مخاطر كبيرة"تواجه دارفور في حال فشل المساعي المبذولة حالياً لتسوية الأزمة، مشيراً إلى أن الصراع بدأ يتخذ شكلاً آخر مع ارتفاع وتيرة الضجر من الأوضاع داخل مخيمات النازحين التي وصلت الحال فيها مرحلة بالغة من البؤس والمعاناة. وأعرب عن أسفه لإعلان زعيم فصيل"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور مقاطعته اجتماعات أروشا، معتبراً أن"وجوده مهم باعتباره يمثل صوت النازحين الذين ينتمي معظمهم إلى قبيلته الفور". وامتدح المبعوث الدولي موافقة الحكومة السودانية على نشر قوات مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور. ورأى أن ذلك من شأنه خلق حال من الاستقرار تحتاجها العملية السياسية حتى تمضي قدماً. وأعرب عن أمله في أن يبدأ نشر القوات قبل نهاية العام، موضحاً أن تأخير حل قضية دارفور سيدفع نحو انهيار اتفاق السلام في جنوب البلاد بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، سيما وأنه"يتحدث عن وحدة السودان، فضلاً عن حال الهشاشة التي يعانيها وتستدعي إنهاء أزمة دارفور". إلى ذلك، انتقدت الخرطوم في شدة أمس تهديد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بفرض عقوبات على السودان في حال فشله في وقف العنف في دارفور في أسرع وقت ممكن. ورأت أن"لا فائدة من التلويح بالعقوبات وممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة". واعتبرت أن"من شأن مثل هذه التصريحات تأزيم المشكلة وليس حلها". وقلل مسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية السودانية السفير خضر هارون من تصريحات براون. وقال للصحافيين إنها ليست جديدة، ولا تخدم المساعي الجارية من الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة ودول الجوار لرعاية محادثات بين أطراف النزاع في الإقليم. وكان براون هدد بفرض مزيد من العقوبات على الحكومة إذا لم تضع حداً سريعاً لأعمال العنف في دارفور. وقال أمام مجلس العموم أول من أمس إن بلاده مستعدة"لاتخاذ إجراءات جديدة ضد الخرطوم إذا لم توقف الميليشيات وتبذل كل ما في وسعها لتأمين مستوى حياة لائق للناس في منطقة عانت طويلا الفقر والجوع والحرب"، داعياً المجتمع الدولي إلى التوصل إلى اتفاق سريع بخصوص ما يلزم القيام به.