بدأت مجموعات من متمردي دارفور في مدينة أروشا التنزانية، مساء أمس، مشاورات مع مسؤولين من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وأطراف دولية وإقليمية، بهدف توحيد موقف الفصائل قبل إحياء المفاوضات مع الخرطوم. وتقاطع فصائل رئيسية الاجتماع الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي والامم المتحدة خلال مؤتمر دولي حول دارفور عقد الشهر الماضي في طرابلس. وقال المبعوث الأفريقي إلى السودان سالم أحمد سالم للصحافيين أمس:"هدفنا إيجاد موقف مشترك بين الفصائل، إذ لا يمكن إجراء مفاوضات بين حكومة الخرطوم من جهة، وسبعة أو ثمانية أو تسعة فصائل متمردة من جهة أخرى". وأضاف:"أعتقد أنه لا شك في أن الحركات كلها تريد المفاوضات... المشكلة الوحيدة التي تظهر هي أن بعضها تكون له أحياناً شروطه المسبقة. اذا أراد أحد البدء بوضع شروط مسبقة، فلن تكون هناك أي اجتماعات أبداً". وأكد أنه لم يتم تحديد موعد للمحادثات بين الحكومة والمتمردين، غير أنه يتوقع أن تكون في غضون"نحو شهرين". واعتبر المبعوث الأممي يان إلياسون الذي يشارك أيضاً في اجتماع أروشا، أن العملية السياسية في دارفور دخلت"مرحلة حاسمة". وأشاد بقرار نشر قوة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في الإقليم، مؤكداً أنه"مؤشر قوي إلى أن وحدة المجتمع الدولي تزداد أكثر فأكثر". وقال:"أخشى من تدهور خطير للأوضاع في المخيمات في حال عدم تحقيق تقدم على الصعيد السياسي بشكل سريع، فهذا سيستغرق وقتاً قبل أن تنتشر قوة السلام الدولية. العملية السياسية دخلت الآن مرحلة حاسمة". ويهدف اجتماع أروشا للتوصل إلى موقف مشترك بين الفصائل المتمردة التي لم توقع اتفاق أبوجا للسلام في دارفور، بهدف إجراء مفاوضات جديدة مع الحكومة السودانية. لكن التمرد الذي بدأ بفصيلين، هما"حركة تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"، بات عصياً على الاحتواء بسبب الانقسامات في صفوف الحركتين التي أدت إلى ولادة نحو 12 فصيلاً متمرداً. وقرر أحد أبرز الفصائل المتمردة مقاطعة مشاورات أروشا. وقال مؤسس"حركة تحرير السودان"وزعيمها عبدالواحد محمد نور إنه سيقاطع الاجتماع بحجة أن غالبية الفصائل تفتقر إلى الشرعية مشترطاً التزام وقف فعلي لإطلاق النار قبل بدء الحوار. وكانت خمسة فصائل أعلنت الشهر الماضي من العاصمة الاريترية إنشاء حركة جديدة اسمها"الجبهة الموحدة للتحرير والتنمية"، لخوض المفاوضات مع الخرطوم. وفي سياق اجتماع أروشا، قالت أربع حركات متمردة لم توقع اتفاق السلام إنها تبنت"موقفاً موحداً"، وهي"حركة العدل والمساواة"و"التحالف الديموقراطي الوطني"وجناحان من"حركة تحرير السودان"يتزعمهما أحمد عبدالشافي وعبدالله يحيى. وقال الناطق باسم"العدل والمساواة"أحمد حسين آدم إن قرار نشر القوة المختلطة"يفتح الباب أمام عملية سياسية جديدة". وأضاف:"سنرى في أروشا كيف يمكن أن نستفيد جميعاً من هذه العملية الجديدة، بحيث تكون جدية وكاملة. لا ارى اختلافات في الموضوعات الأساسية بين مختلف الفصائل". وقال عضو وفد"العدل والمساواة"جمالي حسن جلال الدين:"هذه مشاورات غير رسمية نأمل في أن تفتح الطريق أمام المشاورات المقبلة، ونأمل في الوصول إلى أرضية مشتركة". واتهم الاتحاد الافريقي في بيان الخميس"جيش تحرير السودان"، وهو الذراع العسكرية ل"حركة تحرير السودان"، بمحاولة ترهيب قوات حفظ السلام في مدينة الفاشر بإرسال"20 عنصراً مدججين بالسلاح"إلى بوابة مقر بعثة الاتحاد. وقال:"هذا مؤسف وغير مقبول على الإطلاق.. خصوصاً في وقت يظهر المجتمع الدولي التزاماً قوياً وواضحاً تجاه استعادة السلام والأمن في دارفور".