قُتل ثلاثة جنود أميركيين بنيران أسلحة خفيفة خلال عملية عسكرية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، في وقت أفادت القوات الأميركية أن عمليتها ضد متشددي"القاعدة في بلاد الرافدين"تواجه مقاومة ضعيفة في شمال العراق حيث انتقل عناصر هذا التنظيم بعد استهدافهم في العاصمة العراقية ومحافظة الأنبار غرب البلاد. تزامن ذلك مع انطلاق عمليات أمنية تستهدف تنظيم"القاعدة"في مناطق متفرقة من العراق، بينها"حصاد الأقوياء"في محافظة ديالى حيث ستستمر حتى منتصف العام الجاري. وأوضح الجيش الأميركي في بيان أن"ثلاثة جنود أميركيين توفوا نتيجة جروح أُصيبوا بها في هجوم بأسلحة خفيفة خلال عملية في محافظة صلاح الدين الثلثاء". وأضاف أن"جنديين آخرين أُصيبا بجروح نُقلا على أثرها إلى وحدة عسكرية تابعة لقوات التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة. ولم يعط الجيش أي تفاصيل أخرى عن الهجوم. ويصل بذلك عدد العسكريين وموظفي وزارة الدفاع الاميركية الذين قُتلوا في العراق منذ الغزو الاميركي لهذا البلد في آذار مارس عام 2003، الى 3915، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة"فرانس برس"، استناداً الى أرقام وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون. وفي الموصل، أفادت القوات الأميركية أنها تأكدت من أن مسلحاً قُتل أثناء عملية عسكرية في 25 الشهر الماضي، هو حيدر العفري الزعيم البارز في"القاعدة"في المنطقة. وكان العفري بين 27 مسلحاً قُتلوا في عملية أميركية في الموصل أسفرت أيضاً عن اعتقال 27 عراقياً. وفي كركوك، انفجرت سيارتين مفخختين أمام كنيستين في المدينة في هجومين هما الأحدث في إطار سلسلة عمليات ضد أهداف مسيحية في العراق هذا الأسبوع. وأوضحت الشرطة أن الهجومين على الكنيستين الواقعتين في وسط كركوك وشمالها، أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار طفيفة بمبنيي الكنيستين. ويشكل المسيحيون حوالي ثلاثة في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 27 مليوناً. وتعرض عدد من رجال الدين المسيحيين إلى الخطف أو القتل في العراق، فيما أرغم مسيحيون على الفرار من منازلهم. وفي محافظة ديالى، أكد عضو"مجلس انقاذ ديالى"الشيخ مشعان السعدي انطلاق عملية"حصاد الاقوياء"الهادفة الى استثمار"نتائج"عملية"السهم الخارق"العام الماضي. وأضاف السعدي في تصريح إلى"الحياة"أن"أبناء العشائر والصحوات يدعمون عملية حصاد الاقوياء التي تنفذها قوات الجيش والشرطة العراقية بدعم من القوات الأميركية"، لافتاً الى أن العمليات العسكرية"تتركز في أطراف المحافظة التي لا تزال القاعدة تهيمن عليها، ولا سيما منطقة جبال حمرين"المتاخمة للحدود مع إيران. لكن السعدي أعرب عن اعتقاده بأن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق الأمن في محافظة ديالى، مشيراً الى أن"بقية مناطق ديالى تحتاج الى مصالحة حقيقية بين العشائر للحفاظ على المكاسب الأمنية إذ أن المصالحة تضمن عدم عودة العناصر المسلحة إلى المناطق المطهرة". وشدد على"جدية معظم زعماء العشائر والسياسيين في المحافظة في المضي قدماً في مشروع المصالحة"، لافتاً الى أن"تشهد الأيام المقبلة مزيداً من مؤتمرات المصالحة". وكان محافظ ديالى رعد جواد التميمي أعلن تشكيل مجالس للمصالحة الوطنية من عشائر سنية وشيعية تعمل على"عودة العائلات المهجرة". وقال التميمي ل"الحياة"إن"تشكيل مجالس للمصالحة الوطنية وتغليب مصلحة السكان على الانتماءات الأخرى يعتبران خطوة جدية في اتجاه محاربة الارهاب وإنجاح مشروع المصالحة الوطنية واعادة العائلات المهجرة التي لا تزال تعيش أوضاعاً مأسوية بعدما هجّرت قسراً". وأكد قائد شرطة ديالى اللواء غانم القريشي أن عملية"حصاد الاقوياء"تستهدف"القاعدة"والجماعات المسلحة المرتبطة بها في مناطق شمال المقدادية وشرقها وسلسلة جبال حمرين. وأضاف أن"القوات المشتركة وجهت ضربات قاصمة إلى تنظيم القاعدة خلال العمليات السابقة، ولا سيما في قضاء الخالص حيث قُتل كثير من عناصر هذا التنظيم واعتقال كثير منهم".