طالب خطباء المساجد في العراق أمس بوقف التدخلات الخارجية في الشأن العراقي محذرين من مشاريع تقسيمية محتملة بعد القرار الأخير للكونغرس الاميركي، ونددوا بعمليات الاغتيال التي تطاول علماء الدين. وانتقد الشيخ محمود الصميدعي خطيب وامام جامع ام القرى"سكوت الحكومة وبعض الاطراف السياسية على التدخلات الاجنبية"وقال ان"هذا السكوت هو خيانة للشعب داعياً العراقيين الى رص الصفوف والوحدة"وأكد ان"العراق لم يكن يوماً ضيعة بيد المحتل وعلى العراقيين ان يقفوا وقفة واحدة للم شملهم والرد على كل من يريد لبلادهم سوءاً". وانتقد الصميدعي تفاقم عمليات الاغتيال التي طاولت رجال الدين في كربلاء والنجف والبصرة، وقال ان"هذه الاغتيالات تقوم بها أياد غريبة من خارج البلاد لها حواضن في الداخل"واصفاً تلك الحواضن بأنها"خائنة للبلاد والدين والمراجع"وقال ان ما يجري في العراق ناتج عن منازلة كبيرة بين اجندة سياسية مختلفة نتجت عنها صراعات طائفية وعرقية. من جهته حذر وكيل المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي"الكتل السياسية المشاركة وغير المشاركة في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني العراقية والمعنيين بالشأن العراقي والمواطنين، من الإصغاء والاهتمام والالتفات لما تناقلته وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول مشروع تقسيم العراق على أساس عرقي وطائفي"ولم يستثن الشيخ الكربلائي"الدول المجاورة للعراق من هذا التحذير"مضيفاً"أن كل من سيدعم هذا المشروع من دول الجوار بدفع ثمن من عدم الأمن واستقرار بلاده، وربما سينعكس سلباً على وحدة هذه البلدان عاجلا آم آجلا". وحذر الكربلائي من"الأسلوب الجديد الذي تقوم به قوات الاحتلال لتهدئة الوضع الأمني في بعض أحياء بغداد بتسليح بعض الجماعات غير الحكومية لتؤدي مهمات حفظ الأمن في هذه الأحياء". كما استنكر"عمليات اغتيال الشخصيات العلمية والجامعية والدينية وكل من يؤدي فقدانه إلى خلل كبير يصعب جبره داخل بنية المجتمع". الى ذلك وصف السيد صدر الدين القبانجي، امام وخطيب جمعة النجف، قرار مجلس الشيوخ الامريكي بأنه"غير طبيعي، فهو يقر بمبدأ التقسيم وهو مبدأ مرفوض. اما الفيديرالية فهي امر مقبول". ودعا القبانجي الى رفض مشروع مطروح على مجلس النواب تؤسس فيه المفوضية العليا للانتخابات على اساس المحاصصة الانتخابية والحزبية، وقال:"هذا خطأ حيث ستقسم المحافظات على اساس الاحزاب والكتل السياسية". وتطرق الى نتائج التحقيق في احداث كربلاء قائلاً ان"الاحداث كان مخطط لها ماليا وتنظيميا وسياسيا وانها لم تكن مجرد ردود افعال فردية"وطالب وزارة الداخلية والاجهزة الامنية بعرض نتائج التحقيق"بشكل علني وشفاف على الجمهور". وفي الكوفة طالب خطيب التيار الصدري الشيخ عبدالهادي المحمداوي في خطبته الاجهزة الامنية في كربلاء بوقف حملات الاعتقالات والمداهمات العشوائية المتواصلة لاتباع التيار الصدري في المدينة. وانتقد خطيب وامام المدرسة الخالصية في بغداد الشيخ سليم المنذري قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق وحذر من ان هذا القرار"سيؤول الى التمزيق والتناحر في البلاد"وطالب العراقيين بالتمسك بوحدتهم والعودة الى رشدهم وان يكونوا بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ووصف امريكا بأنها"فرعون العصر الحديث تسعى الى تقسيم الشعب العراقي الى طوائف وشيع وعرقيات".