انتقد خطباء الجمعة في المساجد العراقية امس تفاقم المشكلات الامنية في البلاد، وحمل خطيب وامام جامع ام القرى الشيخ محمود الصميدعي المؤسسات الامنية مسؤولية تفجيرات سنجار في الموصل، مطالباً بتشكيل تحالف سياسي بين القوى التي لم تشارك في مشروع المصالحة، فيما حض ممثل المرجعية الشيعية في كربلاء الشيخ عبدالهادي الكربلائي القادة السياسيين على تجاوز مصالحهم الحزبية. واستنكر الشيخ الصميدعي التفجيرات الاخيرة التي وقعت في سهل سنجار واودت بحياة اكثر من 400 شخص من ابناء الطائفة الايزيدية. وقال إن"هناك عصابات متمرسة لديها اجندة خارجية تنفذ اعمال القتل ضد المواطنين في بغداد وكركوك والموصل وباقي انحاء البلاد". وحمل المؤسسات الامنية في البلاد مسؤولية التقصير الحاصل في الجانب الامني ووقوع تفجيرات متلاحقة بحجم تفجيرات سنجار. وتحدث الصميدعي عن التحالف السياسي الجديد بين الشيعة والاكراد، مؤكداً دعمه لأي تحالف يمكن ان يخدم العراق بغض النظر عن الطائفة او الدين او العرق. لكنه لفت الى ان"هذا التحالف لم يأت بجديد في الساحة السياسية ولن يكون له اثر فيها لأنه موجود بشكل فعلي مسبقاً". ودعا الى تشكيل تحالف يجمع كل اطياف العراقيين ويضم كل الاطراف السياسية التي بقيت خارج اطار المصالحة الوطنية والابتعاد عن التحالفات ذات النظرة الضيقة. من جهته حض الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني في كربلاء"القادة المجتمعين هذه الايام لحل الأزمة الحكومية الى اتخاذ بعض الخطوات لحل هذه الازمة التي يدفع الشعب ثمنها يومياً". وقال إن"الخطوة الأولى للحل هي تغليب المصالح العامة لكل العراقيين على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية للكتل والكيانات السياسية"، مؤكدا"ضرورة تحقيق التوافق بين جميع الفرقاء السياسيين وفقاً لقواعد الدستور العراقي". وحذر الكربلائي جميع الأطراف السياسية من أن"بقاء الأزمة لن يخدم أي طرف، فالجميع سيكونون خاسرين إذا لم تجد الأزمة طريقها الى الحل". وعن معاناة أبناء محافظة ديالى دعا امام جمعة كربلاء"الحكومة والمسؤولين الأمنيين الى إيجاد حلٍ يرفع هذه المعاناة"مذكرا بأن"أبناء ديالى ما زالوا يتوافدون الى كربلاء طالبين منا نقل معاناتهم عبر منبر الجمعة، وذلك يؤكد أن الواقع الميداني في المحافظة يختلف عمّا يقوله بعض المسؤولين بأن الوضع يتحسن". ولفت خطيب وامام جامع الغزالية في بغداد الشيخ علي الحسين الى"وجود تحسن امني نسبي خلال الايام الماضية"بعدما باشر فوج حماية الغزالية الذي تم تشكيله بالاتفاق مع القوات الاميركية ويضم مجموعة من ضباط الجيش السابق عمله في المنطقة، وقال إن هذا الفوج استطاع الامساك بعناصر ارهابية واخرى تابعة للميليشيات الطائفية مطلوبة للجانب الاميركي، مشيراً الى ان هذا الانجاز يدل على نجاح تجربة الحماية الذاتية للمناطق الساخنة. وطالب الشيخ ياسين العزام، خطيب وامام جامع النورين في حي الفضل في بغداد، باعادة الخدمات الى الحي، ولفت الى أنه"من الخطأ تحميل الاهالي مسؤولية عمليات الاستهداف التي تطاول القوات الامنية"وانتقد تحويل المنطقة الى مركز للمواجهات المسلحة بين اطراف متصارعة، وقال ان الاهالي باتوا يدفعون ثمن هذه الصراعات من دون وجه حق، واكد ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لايقاف هجمات الهاون التي تستهدف الحي واودت بحياة العشرات من سكانه كان آخرها مقتل عائلة باكملها اثر سقوط قذيفة هاون على سطح منزلها. من جهته دعا الشيخ شوقي طالب، امام وخطيب المدرسة الخالصية في بغداد، حكومة نوري المالكي الى اجراء تحقيق جدي في قضية تفجيرات سنجار ومعاقبة المجرمين المسؤولين عنها، وقال إن هذه الاعتداءات تعبر عن مدى سعي الارهاب لقتل العراقيين بغض النظر عن اديانهم واعراقهم، وانتقد القرار الأخير لمجلس الامن حول تبني دور اكبر في العراق، محذراً المنظمة الدولية من التحول الى مطية بيد القرارات الاميركية. وانتقد السيد حيدر الجابري، خطيب وامام جامع المحسن في مدينة الصدر، عجز الحكومة عن توفير الخدمات للمواطنين مثل الماء والكهرباء، وطالبها بتكثيف الجهود لازالة المعوقات أمام تحسين الخدمات، كما انتقد الاعتقالات الكيفية التي تقوم بها القوات الاميركية ضد اتباع التيار الصدري في مدينة الصدر والنجف، وقال إن هذه الاعتقالات تتم من دون علم الحكومة العراقية.