سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهاشمي زار السيستاني للوقوف على رأيه بمزيد من الاستقلال الأمني للسنة . المالكي ل "الحياة": عناصر "القاعدة" يفرون إلى سورية ولبنان والسعودية والمغرب والجزائر
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" أصبح "مرتبكاً"، وأن عناصره بدأوا يفرون من العراق الى"سورية ولبنان وإيران والسعودية والمغرب". وقال في حديث الى"الحياة"نصه ص3 بإنه أوصى"بتسليم ملف كامل"عن التنظيم للحكومة الجزائرية"لأن لدى بغداد معلومات أنه ينوي تنفيذ أعمال خطيرة"هناك. إلى ذلك، حمل نائب رئيس الجمهورية العراقي، زعيم"الحزب الاسلامي"طارق الهاشمي، نسخة من مشروعه"العقد الوطني"الى المرجع الشيعي علي السيستاني، في بادرة نادرة، فللمرة الأولى يزور المرجع مسؤول سنّي كبير، لعرض برنامج سياسي أمامه. وقال إنه وجده مطلعاً على نص الوثيقة، وقد أبدى تحفظات على بعض بنودها. ويسعى الهاشمي الذي يروج، عبر برنامجه، لحكم أكثر استقلالية للسنّة في مناطقهم، الى الاطلاع على رأي النجف في هذه القضية التي باتت تحظى بقبول محلي واقليمي وأميركي. وقال المالكي ل"الحياة"في نيويورك، حيث يحضر اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة إن وضع"القاعدة"داخل العراق أصبح"مرتبكاً الى درجة كبيرة"، وان المنتمين اليها"بدأوا بالهرب"الى دول أخرى"لإثارة مشاكل فيها". وأضاف:"هربوا باتجاه ايران وسورية ولبنان والسعودية، قسم منهم عاد الى المغرب العربي - الى الجزائر. ولقد أوصلنا هذه المعلومات الى كل هذه الدول من أجل ان تتخذ الحيطة والحذر". وأعرب عن خشيته من حرب أميركية - ايرانية، وقال إنه سمع باتهام ايران بمد أطراف عراقية بصواريخ، انما لا معلومات لديه، متعهداً التحقيق في الموضوع. وأكد أن لديه:"وعداً قاطعاً من الحكومة الإيرانية بأنها ستمنع أي سلاح من دخول العراق". وأضاف ان حكومته"لم تسمح ولن تسمح، لإيران أو لغير ايران بأن تتخذ العراق قاعدة لضرب الأميركيين، وقلنا لهم للإيرانيين صراحة ما نحرمه على العراقيين محرم عليكم بالنسبة للأميركيين، وأكدنا لهم أننا لن نسمح لأحد ان يتخذ من أرضنا منطلقاً للإضرار بأمنكم وبأمن سورية أو بأمن السعودية". في النجف، قال مقربون من مكتب السيستاني ل"الحياة"إنهم فوجئوا بزيارة الهاشمي غير المتوقعة، فيما أشار مسؤولون في النجف الى أنها حظيت بتغطية أمنية اميركية في محيط المدينة القديمة التي تقع فيها مكاتب المرجعيات الشيعية ومنازل رجال الدين وقادة بعض الأحزاب السياسية. وقال الهاشمي، بعد خروجه من مكتب المرجع الشيعي:"وجدت سماحة السيستاني ملماً بكل القضايا التي يعاني منها العراق وكان قلبه على العراقيين جميعاً ...، وقال لي بالنص ان قلبي يحترق ألماً على ما يجري في العراق". وزاد ان"زيارتي للسيد جاءت متأخرة ... ومن الآن فصاعداً قررت ان احيط سماحته علماً بكل ما يجري في مكتبي". وكان نائب الرئيس الذي اعلنت كتلته التوافق الانسحاب من الحكومة ووضعت شروطاً لعودتها اليها، أبرزها توسيع نطاق المشاركة السنية في اتخاذ القرار، طرح الأربعاء نص مشروع في عنوان"العقد الوطني العراقي"، من 25 مبدأ. قال إن"هناك آليات لتطبيقها وإقرارها وتفعيلها بالحوار المباشر والاستفتاء الشعبي والتدخل الدولي". واللافت في هذا"العقد"اقراره مبدأ الفيديرالية، بعد رفض دام أربع سنوات لاعتبار العراق كياناً اتحادياً. ويشير القيادي في"الحزب الاسلامي"، الناطق باسم كتلة"التوافق"السنية سليم عبدالله الى تغيير في تعاطي السنّة مع فكرة صلاحيات المحافظات والاقاليم، ويقول إنهم باتوا"يطالبون بمزيد من الصلاحيات، خصوصاً في الجانب الأمني، على أن لا يكون ذلك جزءاً من التقسيم الفيديرالي". على صعيد آخر، حمّل الجيش الاميركي امس تنظيم"القاعدة"مسؤولية الهجمات التي طاولت عدداً من المدن، وأودت بحياة العشرات منذ بداية رمضان. وأعلن في بيان ان حوالي 70 شخصاً على الاقل قتلوا منذ الاثنين الماضي، وان معدل العنف حتى منتصف رمضان انخفض بمقدار 38 في المئة عما كان عليه خلال الفترة ذاتها عام 2006.