قرر المحقق العدلي في أحداث نهر البارد والشمال القاضي غسان عويدات أمس ترك شيخين من "رابطة علماء فلسطين" بسندي إقامة بعدما استمع إلى إفادتيهما، حول ما أدليا به لجهة معاينتهما جثة في مستشفى طرابلس الحكومي أكدا انها تعود إلى رئيس تنظيم"فتح الإسلام"شاكر العبسي. وذكرت مصادر مطلعة أن الشيخين صرحا بأنهما استندا إلى أقوال زوجة العبسي، رشدية العبسي التي كانا يرافقانها أثناء تعرفها إلى الجثة، وأكدت حينها أنها تعود إلى زوجها، ثم تراجعت عن أقوالها أمام المحقق العدلي. وأوضحت المصادر أن الشيخين استندا في أقوالهما لجهة تعرفهما إلى الجثة، إلى كونهما كانا يقابلان شخصاً في مخيم نهر البارد أثناء المفاوضات، يعتقدان بأنه شاكر العبسي، وان ملامح الجثة مشابهة لملامحه. وكان القاضي عويدات واصل أمس التحقيق مع الموقوفين من"فتح الإسلام"، فاستجوب ستة منهم وأصدر بحقهم مذكرات توقيف وجاهية. من ناحية ثانية، جددت اللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، مطالبتها بتسريع العودة الى نهر البارد وتوفير الحاجات الإغاثية وإنقاذ العام الدراسي. وعقدت قيادة المقاومة الفلسطينية وأمناء سر اللجان الشعبية في الشمال اجتماعاً مع لجنة الطوارئ في"أونروا"، في حضور رئيسها محمد عبدالعال لمواكبة تطورات أزمة مخيم نهر البارد لجهة عودة النازحين إليه، إضافة إلى توفير الاحتياجات الإغاثية والاستشفائية للنازحين، والعمل على إنقاذ العام الدراسي. وتوقف المجتمعون عند ما توصلت إليه"أونروا"بموافقة الجهات المعنية في الدولة اللبنانية وبالتعاون مع قيادة المقاومة واللجان الشعبية والمؤسسات الاجتماعية والأهلية والإغاثية كافة. وأشار بيان صادر عن الاجتماع الى أن"أونروا"بدأت عملها في بناء ما يقارب 150 وحدة سكنية موقتة كمرحلة أولى على أرض في محاذاة المخيم القديم، إضافة إلى خطة لبناء مراكز خاصة ب"أونروا"على قطعة أرض في معمل السكر". وشددت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت على"أهمية وحدة الموقف الوطني الفلسطيني وتعزيزه وتطويره من خلال تعزيز لغة الحوار في معالجة القضايا الفلسطينية لما فيه حماية النسيج الوطني والاجتماعي في المخيمات الفلسطينية في لبنان ودرء المخاطر التي تهددها أكان ذلك بالمخططات الأميركية ? الصهيونية المعادية، أم من خلال انغماس البعض في حسابات ضيقة أو انخراط البعض في ممارسات الانضباطية والأخلاقية، ما يستلزم إعطاء أهمية قصوى للحفاظ على أمن المخيمات وجوارها من الإخوة اللبنانيين". ودعت"القوى والفعاليات والمؤسسات الوطنية والشعبية كافة الى التنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة الآفات الاجتماعية والمسلكيات اللاأخلاقية التي تتنافى مع مبادئ الشعب الفلسطيني العظيم، مما يتطلب أعلى درجات اليقظة والحذر والتنبه في المخيمات لمواجهة احتمال ما يعكر أمنها واستقرارها، كي لا تتكرر مأساة ونكبة أهالي مخيم نهر البارد".