وقع المسؤول الإعلامي و الناطق الرسمي باسم تنظيم "فتح الإسلام"، الملقب بپ"أبو سليم طه" في قبضة الجيش اللبناني، أمس، مع ثلاثة من رفاقه، بعد أن كان فرّ وإياهم ليل الأول من أيلول سبتمبر الماضي من المخيم، أي في الليلة التي سبقت الاشتباك الأخير مع الجيش والذي أدى إلى دخوله المخيم و إنهاء تحصن التنظيم داخل المخيم. وكانت الأنباء أشارت إلى احتمال أن يكون قد قتل، إلى أن ألقي القبض عليه أمس. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:"فجر اليوم أمس وفي منطقة الشمال، تمكنت قوى الجيش من إلقاء القبض على مجموعة من أربعة عناصر من تنظيم"فتح الاسلام"، موزعين كالآتي: فلسطيني وسوري وسعودي وتونسي ومن بينهم الناطق الإعلامي باسم التنظيم المدعو محمد صالح زواوي المعروف بپ"أبو سليم طه"الفلسطيني الجنسية". وكشفت مصادر أمنية أن مع زواوي، وهو من الفلسطينيين المقيمين في مخيم اليرموك في سورية، أوقف كل من: عمر محمد عثمان سوري فتحي بن نصر العصابي تونسي وعامر سلمان سعودي. وعلمت"الحياة"أن الأربعة عثر عليهم في منطقة جبل تربل القريب من مدينة طرابلس، حيث للجيش موقع، وأن الجنود اللبنانيين اشتبهوا بوجود أشخاص يتحركون في الأحراش فراقبوهم وتحينوا الفرصة لإلقاء القبض عليهم، وهو ما حصل فجر أمس. وأخضعت مديرية المخابرات في الجيش طه ورفاقه للتحقيق منذ الأمس، لمعرفة ما لديهم من معلومات عن الفارين الباقين وخصوصاً قائد التنظيم شاكر العبسي، وسط تكتم على نتائج هذا التحقيق لئلا يتسرب شيء يمكن أن يسهل اختباء المطاردين أو انتقالهم من مكان إلى آخر. وأوضحت مصادر عسكرية لپ"الحياة"أن الجيش لم يحدد المنطقة التي ألقي فيها القبض على طه ورفاقه نظراً إلى أن التفتيش عن قادةپ"فتح الإسلام"وعناصره، وخصوصاً العبسي، الذين هربوا وما زالوا متوارين عن الأنظار، مستمر على قدم وساق ولم يتوقف، وأن الدوريات العسكرية في الأحراش متواصلة بحثاً عن المجموعات الهاربة. من جهة ثانية، أفادت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية أن بعد نتائج فحوص الپ"دي ان أي"التي أجريت على الجثة المرمزة 16-أ والمنسوبة الى شاكر العبسي، أجريت تحاليل على هيكلها العظمي تبين أنها تعود لشخص في العقد الثالث من العمر، في حين ان العبسي يبلغ ال53 من العمر. وفي هذا السياق، استجوب قاضي التحقيق العدلي في أحداث"نهر البارد"القاضي غسان عويدات زوجة العبسي، رشدية، التي تراجعت عن أقوالها وقالت إنها قد تكون أخطأت. وسيستجوب القاضي عويدات لاحقاً المشايخ الذين عاينوا الجثة. على خط مواز، قال والد شاب سعودي من تنظيم"فتح الإسلام"ومعتقل لدى السلطات اللبنانية، ان ابنه سافر إلى لبنان من دون جواز سفر أو نقود. وسأل ناجي والد مبارك الكربي:"كيف خرج ابنه من المملكة من دون جواز سفر؟"، معرباً عن ثقته الكبيرة في الحكومة السعودية لإعادة ابنه الذي فوجئ بخبر اعتقاله. وقال الكربي لصحيفة"الوطن"الصادرة أمس:"ابني شاب صغير في السن غرر به بطريقة غامضة. فجواز سفره محجوز لدي في المنزل وغادر ببطاقة أحواله المدنية إلى جدة للعمرة وهو لا يملك نقودا تكفيه للسفر إلى أي بلد في العالم، مما يثير الشك بوجود عصابات منظمة تغرر بأبناء هذا الوطن". الى ذلك، نفذ طلاب مخيم نهر البارد اعتصاماً أمام مكتب مدير خدمات وكالة"اونروا"في مخيم البداوي، بدعوة من لجنة المتابعة الطلابية في المخيم، طالبوا فيه المسؤولين في الوكالة وجامعة الدول العربية والهيئات الإنسانية، بپ"تحمل مسؤولياتهم حيال النازحين". من جهته، طالب رئيس"التيار الشيعي الحر"الشيخ محمد الحاج حسن باعتقال النساء اللواتي خرجن أخيراً من مخيم نهر البارد واعتقال علماء رابطة فلسطين وإجراء تحقيقات موسعة معهم،"للاشتباه بتورطهم في تأمين هروب السفاح الإرهابي شاكر العبسي". وقال في لقاء رمضاني في منطقة رويسات الجديدة، ان إلقاء القبض على"أبو سليم طه سيسهل كثيراً الطريق لكشف النقاب عن حقيقة تشكيل تنظيم فتح الإسلام المرتبط بالمخابرات السورية وببعض الخونة في لبنان". ودعا القضاء والجهات الأمنية الى"عدم التساهل مع الشخصيات المشبوهة التي تعمل كبريد بين النظام السوري وعصابات التخريب في لبنان كالمدعو وئام وهاب". من جهة ثانية، سرت في بيروت قبل ظهر أمس اشاعة عن حصول انزال اسرائيلي فوق جبل نيحا في البقاع الشرقي، نتيجة تحليق طوافات عسكرية خلال الليل، لكن سرعان ما تبين أنها غير صحيحة إذ ان طوافات الجيش اللبناني كانت تقوم بتدريبات ليلية لتحليق الطيران في المنطقة سبق أن أعلنت عنها في بيان.