أعلنت الخارجية الايرانية ان ايران لا ترى "مانعاً" من زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طهران، وهو الذي تحدث اخيراً عن"حرب"محتملة لوقف البرنامج النووي الايراني. وصرح الناطق باسم الوزارة محمد علي حسيني في مؤتمر صحافي:"انه تحدث عن رغبته في زيارة ايران. لا نرى مانعاً، ونعتقد ان لقاءات ومبادلات سياسية من هذا القبيل تساعد على فهم وقائع المنطقة في شكل افضل". ورد كوشنير ب"نعم"على سؤال طرحته عليه صحيفة"لوفيغارو"عما اذا كان مستعداً لتلبية دعوة لزيارة طهران. وقال:"نعم للحوار الدائم مع ايران. نعم للجهود التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي غضون ذلك، يجب التفكير في عقوبات خاصة لإقناع الايرانيين بجديتنا". جاء ذلك بعد جدال أثاره تحذير كوشنير من مخاطر"حرب"مع ايران اذا فشلت المساعي الديبلوماسية في اقناع الايرانيين بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. في غضون ذلك، حذر نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني البرلمان محمد رضا باهنر القوى التي"تهدد إيران"من أن أدنى تهديد من شأنه أن يؤدي الى إشعال النار في المنطقة. وقال لدى رئاسته الجلسة العلنية لمجلس الشورى:"ان أدنى تهديد لإيران من شأنه أن يشعل النار في المنطقة لأنه كما تفضل قائد الثورة الإسلامية، فإن عهد الضرب والهروب ولى". وأعرب باهنر عن أمله"في الا يرتكب أحد هذه الحماقة حتى لا يزعزع الأمن والسلام في المنطقة". وقال باهنر أن"القوات المسلحة الإيرانية باتت أقوى وأكثر استعداداً مما كانت عليه في 22 أيلول سبتمبر 1980"لدى اندلاع حرب الخليج الأولى. نجاد في نيويورك جاء ذلك فيما وصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إلى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث تنتظره حملة من الاحتجاجات. ورفضت السلطات الاميركية السماح للرئيس الايراني بزيارة"غراوند زيرو"، موقع اعتداءات الحادي عشر من ايلول 2001. وأفادت وسائل الاعلام الايرانية بأن احمدي نجاد كان يريد زيارة الموقع في خطوة تكريم لضحايا تلك الاعتداءات. وسيلقي الرئيس الايراني خطاباً في جامعة كولومبيا في نيويورك. وتثير زيارة احمدي نجاد الانفعالات والانتقادات في آن معاً، لا سيما أنه دعا علناً الى ازالة اسرائيل من الخريطة، وشكك في المحرقة اليهودية، فضلاً عن تحدي بلاده الإرادة الغربية ببرنامجها النووي. وتقود حملة المعارضة لزيارة احمدي نجاد شخصيات سياسية من نيويورك وجماعات من اليهود الناشطين. وطلبت الديموقراطية كريستين كوين، العضو في المجلس البلدي في المدينة، بإلحاح من جامعة كولومبيا إلغاء دعوتها الرئيس الايراني. وانتظر حشد من المتظاهرين أمام الجامعة أمس، فيما يتوقع ان تتجمع المعارضة الايرانية في المنفى امام الاممالمتحدة غداً عندما يلقي الرئيس الايراني كلمته امام الجمعية العامة. وبرر رئيس جامعة كولومبيا لي بولينغر الدعوة الموجهة الى احمدي نجاد موضحاً ان المؤسسة"ملتزمة تبادل الافكار". وأكد بولينغر ان الاسئلة المطروحة ستكون مباشرة وأنه سيتعين على الرئيس الايراني ان يوضح موقفه. وأضاف:"ان حرية الكلمة تعتبر مسألة اساسية ومن القيم الاساسية في مجتمعنا". ورفض رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ انتقاد الجامعة، لكنه اضاف انه لن يذهب للاستماع الى الرئيس الايراني. وقبيل استقلاله الطائرة في مطار مهر آباد، قال احمدي نجاد في تصريح اوردته وكالة أنباء"فارس":"تشكل الجمعية العامة للامم المتحدة فرصة جيدة لعرض حلول الشعب الايراني من اجل تسوية مشكلات العالم"، مشيراً إلى أنه سيلتقي"مفكرين وسياسيين أميركيين مستقلين". وأضاف:"منذ الحرب العالمية الثانية، حرم الاميركيون من تلقي الأنباء في شكل صحيح"، لذلك يعتزم الافادة من زيارته الى الولاياتالمتحدة"ليعرض عليهم مواقف الشعب الايراني، لأنهم تواقون الى سماعها". وأوضح انه سيتوجه في ختام زيارته الى نيويورك الى كل من بوليفيا وفنزويلا، البلدين اللذين يتشاطر احمدي نجاد مع رئيسيهما موقفاً مناهضاً من الولاياتالمتحدة. سن الانتخاب داخلياً، أعلن احمدي نجاد أن الحكومة ستعرض قريباً مشروع قانون يخفض سن الانتخاب من 18 الى 15 سنة. وأعلن الرئيس ان"الحكومة ستعرض قريباً مشروع قانون يخفض سن الانتخاب من 18 الى 15 سنة. انها هدية للشبان بمناسة الدخول المدرسي". ورفع البرلمان سن الانتخاب من 15 الى 18 سنة في كانون الثاني يناير الماضي على رغم معارضة حكومة احمدي نجاد. وأوضح مساعد الرئيس برويز داودي ان الشباب يشكل"ركيزة الثورة الاساسية". وقال احمدي نجاد:"عندما كان سن الانتخاب 15 سنة، رأينا كيف يتحرك شبابنا بحماسة ويختار نهج الاستقلال الصائب وعظمة ايران". ويشكل الشبان خزاناً انتخابياً كبيراً للمحافظين والاصلاحيين على حد سواء. وتجري الانتخابات الاشتراعية المقبلة في آذار مارس 2008 ويستعد الطرفان من الآن لذلك الاستحقاق قبل الانتخابات الرئاسية عام 2009. على صعيد آخر، أفادت وكالة أنباء"مهر"شبه الرسمية بأن الشرطة اغلقت مكاتب موقع"بازتاب"الايراني المحافظ على الانترنت والذي ينتقد الرئيس محمود احمدي نجاد. وعلّق موقع بازتاب المقرب من القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، في شباط فبراير الماضي، وسمح له باستئناف نشاطه في آذار مارس ثم علق مجدداً في نيسان ابريل بتهمة"التحرك ضد الدستور وترويج اكاذيب".