هدّد «أحمدي نجاد» بالاستقالة من سدّة الرئاسة لأوّل مرّة بقوله: «إذا كان يصعب عليكم وجودنا.. سأكتب سطراً واحداً والسلام عليكم». وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الإيرانية، لم يستثن «نجاد» أحداً في الحكومة الإيرانية إلا وعرّضه للنقد. وطالت انتقاداته كلاً من رئيس البرلمان، رئيس بلدية طهران، مجمع تشخيص مصلحة النظام، وزارة الثقافة، وكالة فارس للأنباء، اللجنة المشرفة على الإعلام، البرلمان، وحتى مراجع التقليد.. ونسب الأزمة الاقتصادية والمالية في إيران إلى أيادٍ خفيّة، وعبّر عن تذمّره الشديد من اعتقال مستشاره الإعلامي ورئيس جريدة الشرق «علي أكبر جوانفكر». وأثارت قائمة انتقادات «نجاد» كثيراً من الجدل والتساؤلات. وتحدّث نجاد بلغة ال«أنا» قائلاً: «أنا الوحيد الذي أجيب على التساؤلات» و«أنا الوحيد الذي أحضر في أوساط الشعب». ويرى بعضهم أن عملية اعتقال «مهدي» و«فائزة» ابْنَي «هاشمي رفسنجاني» رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، عبارة عن سيناريو لمحاسبة المقرّبين من «نجاد» المتوّرطين بالسرقة والاختلاس وإهدار مليارات الدولارت. وأوعز موقع «بازتاب» الإيراني، سبب انتقادات «نجاد» وتهديده بالاستقالة إلى صدور حكم اعتقال نائبه «محمد رضا رحيمي» أثناء وجود نجاد في أمريكا. وأكد «بازتاب» إن «اعتكاف نجاد في منزله بعد العودة من أمريكا يكمن في سعيه لمنع إيقاف نائبه رحيمي بعد لقاء خامنئي ورئيس السلطة القضائية للتدخل لمنع إصدار الحكم، إلا أن اللقاءات باءت بالفشل». ووصف الموقع تصريحات «نجاد» ب«الانتحارية»، وما هو تهديد «نجاد» بالاستقالة إلا رسالة موجّهة للنظام لعدم تجاوز الخطوط الحمراء والمساس بالمقرّبين منه. ووصف البرلماني «بهروز نعمتي» تصريحات «نجاد» ب«محاولة الهروب إلى الأمام والتخلي عن مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد».