حلّ شعار "التواصل والتطور" مكان شعار "الأبحاث والتطوير" في شركة "بروكتر أند غامبيل" الأميركية، في وقت تحاول استيعاب أفكار أصحاب المشاريع في العالم، بحسب ما أعلنت الخبيرة في توظيف المواهب والخبرات الإدارية في"شركة مستشاري موارد المنظمات"العاملة مع الشركات الكبيرة المدرجة في لائحة"فورتشن 500"جودي ستاركمان. فطبيعة العمل"بدأت تتبدل بالنسبة الى الأميركيين العاملين لدى شركات عالمية، سواء كانت متعددة الجنسية أو شركات تكنولوجيا حديثة التأسيس". وتستغّل الشركات الأميركية مواهب عالمية وتدير شؤون هؤلاء الموظفين باستخدام التكنولوجيا. وتعمل الشركات بعدد أقل من الموظفين والمكاتب، لأن العديد منهم لا يداوم في مكان العمل ولا تنشر جداول بساعات عملهم، كما لا تطبق عليهم سياسة الإجازات ونظمها. ويتوقع خبراء تطبيق تغييرات أخرى تعود الى طبيعة الأعمال المتزايدة وعولمتها، فيترأس شركات أميركية مواطنون أجانب ويقودونها، حتى أن مفهوم"المقر العام للشركة الأميركية"سيزول. وأشار نافي رادجو من شركة"فوريستر"للأبحاث الى تحوّل شركة"آي بي أم"من تركيزها التقليدي على نشاطاتها داخل الولاياتالمتحدة، و"يصمم فرع الشركة في بنغالور في الهند نماذج الأعمال بمساعدة لوجيستية من خبراء في سويسرا ومهندسي برمجيات في اليابان". وينطوي وجود قوة عمل عالمية واستخدام شبكة الإنترنت على قدرة المصنعين في إدخال تغييرات على تصاميم نماذج منتجات، تعرض بثلاثة أحجام خلال 24 ساعة. كما يستطيع مهندسون في قارة ما تنفيذ تغييرات تمهيدية، ويطرح غيرهم على بعد آلاف الأميال ردود فعلهم الاسترجاعية، بينما يقوم فريق ثالث بترتيبات معينة. وأوضح دالاس سالزبوري في مؤسسة أبحاث مزايا الموظفين، أن الشركات"درجت وفي شكل متزايد على تقديم أجور نقداً لموظفيها بدلاً من المزايا الوظيفية، وهي لا تريد أن يبقى الموظفون على مدى عقود". وأشار الى أن شركات أميركية مثل"آي بي أم"، و"جنرال إلكتريك"، و"إميرسون"للكهرباء بدأت تضغط ل"تعديل برامج المزايا الوظيفية ونظمها في بلدان أجنبية بالاستعداد ذاته الذي أبدته في الولاياتالمتحدة في الماضي". ولفت كلينت روزويل الى أن العمليات اليومية في شركة"آي بي أم"تتغير إذ"أصبح 40 في المئة من الموظفين في الشركة جوالين، أي لا يداومون في المكاتب. كما لا يتقيد أحد في الشركة بسياسة إجازات محددة، بل يأخذ الموظفون الإجازات كل بحسب حاجته". ولدى شركة"صن مايكرو سيستمز"نسبة مشابهة من الموظفين المتنقلين. وهذا الوقت ليس حراً، اذ يتصلون هاتفياً ببعضهم من طريق المكالمات الجماعية في الخامسة صباحاً، ويكونون متاحين لزملائهم عبر القارات بواسطة البريد الإلكتروني ونظام الرسائل الفورية، و"قاعات الفرق الإلكترونية"والمواقع التي تؤمن لها حماية بواسطة كلمة السر ما يتيح تبادل المستندات. ويوضح روزويل"نتعاون كثيراً من خلال أنظمة من نوع الرسائل الفورية وبوجود موظفين في 170 بلداً، فتصبح المكالمات الجماعية عالمية، ويمكننا ربط 3 أو 4 قارات معاً في معظم الأحيان". وتعمل الشركات الأميركية على تجهيز موظفين أجانب للمراكز القيادية، لأن البديل باهظ الثمن. إذ يكلف نقل عامل أميركي الى الصين 600 ألف دولار سنوياً، واستناداً الى الاقتصادي في جامعة بوسطن فريد فولمس، فإن الشركات المتعددة الجنسية مثل"بروكتر أند غامبيل"و"كولغيت ? بالموليف"، و"جنرال إلكتريك"، تعمل ل"التأكد من أن لديها مواطنين غير أميركيين جاهزون للانتقال الى مناصب تنفيذية، وهي لا تتطلع الى قياديين صرفوا معظم مجال عملهم في نيويورك"، مستشهداً بشركة"نستله"للأغذية السويسرية نموذجاً، إذ أن 35 في المئة من مديريها من غير السويسريين. ولا يتعلق الأمر بالنسبة الى الشركات الأميركية المنتجة للحاجات الاستهلاكية، بإدارة الموظفين والابتكارات الإنتاجية بل بالبيع والتسويق. ورجحت مارثا رايش التي وضعت مؤلفات عن التغييرات الديموغرافية التي تؤثر في الأعمال والإنتاج، أن"تصبح الهند أو الصين أو الإثنتان معاً سوقي الاستهلاك الرئيسيين".