تستكمل مساء اليوم مباريات الجولة الرابعة من مسابقة الدوري، عندما يستضيف الشباب نظيره الوحدة، وتتشابه ظروفهما إلى حد كبير، فكلاهما أخفق في الجولة السابقة من الدوري المحلي، وحقق فوزاً مهماً في أولى خطواتهما في الاستحقاق العربي، وهذه المواجهة بمثابة المحك الحقيقي لهما لتحديد المسار في مشوار الدوري، فالخسارة ستصعّب الموقف بين قائمة المتنافسين على الصدارة، في ظل السباق المحموم بين الأندية الأخرى على التزود بأكثر عدد من النقاط، تحسباً لاشتداد الصراع في الجولات الأخيرة. الشباب صاحب الأرض والجمهور يتطلع إلى تتويج مستوياته بنتائج إيجابية، فعلى رغم خسارته أمام الأهلي في الجولة السابقة، بعد أن أكمل المباراة بتسعة لاعبين، إلا أنه قدم أداء رفيعاً، ويبدو أن مدربه الأرجنتيني هكتور وضع يده على التوليفة المثالية للفريق، وأخذ الأداء الفني في تصاعد من مباراة إلى أخرى، ونجح هكتور في قيادة"الليث"إلى فوز مستحق أمام البنزرتي التونسي في ذهاب المرحلة الأولى من دوري أبطال العرب، وهو ما أعاد التوازن للخطوط، ورفع من درجة الثقة لدى اللاعبين، ولن تتأثر الصفوف الشبابية بغياب زيد المولد ومنصور الدوسري، اللذين يفتقدهما الفريق بسبب حصولهما على بطاقتين حمراوين في المباراة السابقة، فالبديل الجاهز يجعل المدرب الأرجنتيني يواصل نهجه الفني من دون تغيير، فلديه عناصر جيدة في المراكز كافة، وإن كانت منطقة الوسط هي الأبرز والأقوى، في ظل تألق صانع اللعب البرازيلي كماتشو وتحرك عطيف أخوان على الأطراف يميناً ويساراً، كما يوجد في خط المقدمة الثنائي ناصر الشمراني والنيجيري مايكل أنيرامو، وكلاهما يتحرك بعقلانية قرب منطقة الخصم. في المقابل، يدخل الوحدة المباراة بظروف مشابهة تماماً، إذ سقط في الجولة السابقة أمام الاتفاق، ما أجبره على التنازل عن صدارة الدوري، إلا أنه ضمد جراحه سريعاً من خلال ثمانية أهداف في شباك مضيفه السكة الحديد الجيبوتي في البطولة العربية، وهي المواجهة التي شفعت للمدرب الهولندي فيرسلاين لدى عشاق الفريق. المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق للوحداويين وهم يقابلون خصماً بوزن الشباب، لذا سيجند الهولندي أسلحته الفنية كافة لكسب الموقعة، لإدراكه أهمية النقاط الثلاث في هذه المرحلة بالذات لعناصر الفريق، من أجل مواصلة الأداء بالروح والحماسة ذاتهما، لتكرار المنافسة على الصدارة واستعادة سيناريو الموسم الماضي، ويظل عيسى المحياني وعلاء كويكبي في خط المقدمة أهم عناصر الكسب لفرسان مكة، إلى جانب حيوية ونشاط ماجد الهزاني وخالد الحازمي في منطقة المناورة، ويطمئن المدرب كثيراً على المناطق الخلفية بوجود الدوليين كامل الموسى وأسامة هوساوي، إلا أن تراجع أداء سليمان اميدو يقلق الجمهور الوحداوي، خصوصاً بعد الهفوات التي ارتكبها في مباراة الاتفاق وكان أحد عوامل الخسارة الثقيلة.