يطارد الجيش الاميركي منذ شهور دونما هوادة خلايا تضم مقاتلين شيعة في العراق، تعتبرهم واشنطن رأس الحربة في حرب تشنها ايران بالوكالة على قوات "التحالف" بقيادة الولاياتالمتحدة. وهذه الوحدات السرية المعروفة باسم"الجماعات الخاصة"تتلقى وفقاً للأجهزة الأميركية مساعدة مالية ومادية من إيران وتدريبات على القتال. وترفض طهران على الدوام هذه الاتهامات في وقت يواصل الجيش الاميركي اعتقال ايرانيين يتهمهم بالعمل على زعزعة استقرار العراق، كان آخرهم واحداً أكدت القوات الأميركية أنه"ضابط"في فيلق"القدس"التابع للحرس الثوري الايراني. وتفيد مصادر أميركية أن"الجماعات الخاصة"التي يقودها حوالي 50 قائداً متمرساً، مسؤولة عن قسم كبير من الهجمات على القواعد والقوات الاميركية، وقادرة على شن هجمات جريئة مثل الهجوم على مبنى محافظة كربلاء في كانون الثاني يناير الماضي الذي أدى الى مقتل خمسة جنود أميركيين. ومقاتلو"الجماعات الخاصة"عراقيون وغالبيتهم منشقون عن ميليشيا"جيش المهدي"التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وفقاً لأحد عناصرها الذي تحدث إلى وكالة"فرانس برس"، طالباً عدم الكشف عن هويته. والمقاتلون يتحركون في شكل مستقل وفي خلايا منفصلة. وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس كشف أخيراً:"يتضح أكثر فأكثر للتحالف وللقادة العراقيين ان ايران .. تسعى الى تحويل ميليشيات عراقية الى قوة شبيهة بحزب الله خدمة لمصالحها ولتشن حرباً بالوكالة ضد الدولة العراقية وقوات التحالف في العراق". وكان يشير الى"حزب الله"الشيعي اللبناني الذي تأسس اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وأصبح منذ ذلك الحين بدعم من ايران وسورية العدو اللدود للدولة العبرية. وقال الجنرال بترايوس إنه أدرك هذا الخطر الجديد مطلع هذه السنة وان الجيش الاميركي يشن حرباً لا هوادة فيها منذ ذلك الحين على هذه الخلايا السرية. وتفيد القيادة الاميركية أن"الجماعات الخاصة هي امتداد في العراق للحرس الثوري الايراني ووحدة النخبة فيه فيلق القدس". وكان قائد منطقة وسط العراق الجنرال ريك لينش اعتبر في نهاية آب اغسطس أن حوالي 50 شخصاً هم"أهداف رئيسية"، بينهم 30 تدربوا في ايران، يديرون هذه الخلايا. وأوضح أن حوالي 20 مستشاراً ايرانياً من فيلق القدس"يمرون في أرض المعركة لكنهم لا يبقون فيها". وتؤكد الاجهزة الاميركية أن جيش الظل هذا يتلقى امدادات متواصلة من الاسلحة المتطورة والذخائر من ايران. وتفيد تقديرات اميركية ان فيلق القدس يقدم لهذه"المجموعات الخاصة"ثلاثة ملايين دولار شهرياً، ويرسل أفضل العناصر العراقيين للتدرب في ثلاثة معسكرات قرب طهران بوتيرة 20 الى 60 عنصراً شهرياً. وفي تموز يوليو الماضي، كشف الجيش الاميركي أنه أوقف في 20 آذار مارس الماضي ثلاثة من قادة"الجماعات الخاصة"بينهم العراقي قيس الخزعلي واللبناني علي موسى دقدوق. وتفيد المصادر الاميركية أن دقدوق قيادي في"حزب الله"، وكان صلة وصل فيلق"القدس"في العراق حيث كان مكلفاً تنظيم"الجماعات الخاصة"على طراز"حزب الله"والاشراف على تدريبها. وبعد اعتقال دقدوق والخزعلي، وقعت موجة من الاعتقالات وشنت عمليات جديدة في تموز يوليو وآب اغسطس الماضيين، وهي تتواصل بشكل شبه يومي وتتركز خصوصاً في بغداد. وفي محاولة لقطع طرق الامدادات، عززت قوات"التحالف"وجودها في المحافظات الحدودية مع ايران وضاحية بغداد الشمالية الشرقية والمحاور المؤدية الى مدينة الصدر الشيعية. وتحدثت وكالة"فرانس برس"الى أحد عناصر هذه"الجماعات الخاصة"، والذي كشف عمله خلال النهار موظفاً في شركة أمنية عراقية، وليلاً مقاتلاً يحارب"المحتل الاميركي"في حي البياع جنوب غربي بغداد. وقال إن"الافضل بين المقاتلين يرسلون عادة الى لبنان عند حزب الله أو الى ايران في معسكرات يسيطر عليها فيلق القدس"، فيما يذهب"الآخرون الى معسكرات في جنوبالعراق"تحت اشراف مدربين عراقيين ولبنانيينوايرانيين. وأضاف هذا الشاب الذي لا يمكن التأكد من أقواله، أن غالبية عناصر هذه الجماعات الخاصة تأتي من صفوف الميليشيا الشيعية العراقية الرئيسية"جيش المهدي". وتابع هذا الشاب وهو من أم شيعية وأب سني أنه"غير متدين"، وتضم مجموعته 50 عنصراً يمكن تعبئتهم في أي لحظة عبر اتصال مرمز.