اتهم الجيش الاميركي "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الايراني، بالاطلاع مسبقاً والمساعدة في التخطيط لهجوم اودى بخمسة جنود اميركيين في كربلاء مطلع السنة الجارية وأعلن اعتقال عنصر من"حزب الله"اللبناني يدرب عراقيين قرب طهران. وقالت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب ان تدخل دول الجوار في الشأن العراقي يتم من خلال بعض الاطراف السياسية العراقية. وقال الجنرال الاميركي كيفن برغنر في مؤتمر صحافي في بغداد أمس ان"فيلق القدس"كان يعلم وساعد في التخطيط لهجوم استهدف مركز التنسيق المشترك في كربلاء في العشرين من كانون الثاني يناير الماضي. واضاف ان الناشطين المعتقلين، والمتهمين بالتخطيط لهذا الهجوم، اكدوا ان كبار قادة"فيلق القدس"دعموا العملية. واضاف"قال المعتقلون ان قادة فيلق القدس كانوا على علم وساعدوا في التخطيط لهجوم كربلاء الذي اودى بخمسة جنود من قوات التحالف". وأضاف ان"فيلق القدس توصل الى معلومات مفصلة عن أنشطة جنودنا ومواعيد تغيير نوبات العمل والدفاعات وتقاسم هذه المعلومات مع المهاجمين". وكان محافظ كربلاء عقيل الخزاعي أعلن غداة الحادث ان"المهاجمين كانوا يرتدون ملابس عسكرية مشابهة لألبسة الجيشين العراقي والاميركي ودخلوا المدينة وهم يستقلون سيارات دفع رباعي من طراز"جي ام سي". وتحدث المهاجمون بالانكليزية وحملوا أسلحة أميركية ما سهل مرورهم عبر نقاط التفتيش العراقية والوصول الى المجمع. واكد ان"هذه العملية هي الاولى من حيث نوعيتها واسلوب التنفيذ ... لم تألفها المحافظة من قبل وقد شكلت مفاجأة لقيادات الجيش الاميركي". واعلن مسؤولون في البنتاغون حينها ان الجيش الاميركي يحقق في احتمال ضلوع ايرانيين خصوصاً وان الشكوك تزداد حولهم بسبب الطابع المعقد للعملية. وكانت محطة"سي ان ان"التلفزيونية الاميركية ذكرت ان الولاياتالمتحدة تشتبه بضلوع ايرانيين او مقاتلين تلقوا تدريبا على ايدي ايرانيين. واعلن الجيش الاميركي في 22 آذار مارس الماضي اعتقال عدد من الاشخاص للاشتباه بضلوعهم في قتل الجنود الخمسة بعد خطفهم في كربلاء، احدهم كان مقرباً من زعيم"جيش المهدي"مقتدى الصدر. واكد ان"قوات التحالف اعتقلت اخيراً في البصرة والحلة قيس الخزعلي وشقيقه ليث وآخرين من المتورطين مباشرة بعملية قتل وخطف خمسة جنود اميركيين في كربلاء في العشرين من كانون الثاني الماضي". والشقيقان خزعلي، خصوصا قيس، من الكوادر السابقة في"جيش المهدي"وكان احد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك بين الاميركيين و"جيش المهدي"في آب اغسطس 2004. وأكد مقربون من التيار الصدري ان"قيس الخزعلي انشق عن جيش المهدي وشكل مجموعته الخاصة"، مشيرين الى اشاعات مفادها انه"يتلقى الدعم من ايران". وقتل الجنود الخمسة واصيب ثلاثة آخرون بجروح خلال الهجوم على مركز التنسيق المشترك في كربلاء والذي خطف خلاله المهاجمون اربعة عسكريين اميركيين عُثر على جثثهم في وقت لاحق قرب الحلة، كبرى مدن محافظة بابل. وفي السياق ذاته، اكد برغنر اعتقال احد عناصر"حزب الله"اللبناني مسؤول عن تدريب عراقيين متطرفين. وقال ان الشخص المعتقل يدعى علي موسى دقدوق الملقب بحميدي محمد جبور اللامي، وهو قيادي في"حزب الله"جاء الى العراق بإيعاز وتغطية من فيلق القدس". واضاف ان"اعتقاله كان في البصرة 550 كلم جنوببغداد في العشرين من آذار مارس الماضي"خلال العملية التي استهدفت الاخوين الخزعلي. وتابع برغنر"ان قيادة حزب الله اللبناني ارسلت العام 2005 دقدوق الى ايران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين". واوضح ان الفيلق والحزب يديران ثلاثة معسكرات تدريب قرب طهران. وقال ان دقدوق"تلقى تعليمات من فيلق القدس بنقل عراقيين من بلدهم واليه وكتابة تقارير حول تدريبهم والعمليات التي تقوم بها مجموعات عراقية خاصة"، مشيراً الى تدريب"بين 20 و 60 عراقيا"في كل دفعة. وأكد برغنر"انهم يتلقون تدريبات على كيفية استخدام المتفجرات الخارقة للدروع والهاونات والصواريخ والمعلومات الاستخباراتية وعمليات الخطف". وتابع ان""استخباراتنا توضح أن قيادات كبيرة في ايران على دراية بهذا النشاط. ونعتقد أيضا أن زعماء عراقيين بارزين أعربوا عن قلقهم للحكومة الايرانية تجاه هذه الانشطة". وأجاب برغنر رداً على سؤال عما اذا كان من الممكن أن يكون فيلق القدس يقدم المساندة من دون علم مرشد الجمهورية علي خامنئي قائلا"سيكون من الصعب تخيل هذا". في بيروت قال مصدر في"حزب الله"لوكالة"فرانس برس"ان"حزب الله لا تعليق له في الوقت الراهن ويتحقق من السبب وراء الادعاءات الاميركية". وكان مسؤول في الاستخبارات الاميركية اعلن اواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي ان"حزب الله"القريب من دمشقوطهران يدرب ميليشيات شيعية عراقية بينهم مقاتلون في"جيش المهدي"، مؤكدا ما ذكرته صحيفة"نيويورك تايمز"عن توجه مقاتلين من"حزب الله"الى العراق للقيام بذلك. لكن الحزب نفى حينها ذلك قائلا ان"هذه الاتهامات باطلة ولا اساس لها من الصحة". من جهتها اكد نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب عمار طعمة ان"المعطيات على الساحة العراقية لا يمكن ان تنفي تورط بعض دول الجوار بما يجري على الساحة العراقية"وقال ل"الحياة"ان"اي تدخل خارجي لن يجد له فسحة للعمل من دون وجود تأييد واحتضان داخلي له". واضاف طعمة"ان التدخل الخارجي لا يمكن وقفه الا من خلال الاطراف الداعمة له في الداخل واقناع هذه الاطراف ان الدولة التي تدعمها لا تسعى الا لمصالحها، وان كانت هناك مصلحة مشتركة فان الاطراف الداخلية هي التي ستكون خاسرة اخيراً". ولفت عضو لجنة الامن والدفاع الى ان"بعض الفرقاء السياسيين يمهدون للتدخل الاقليمي سواء بالدعم المادي او المعنوي"، مشيراً الى وجود"ادلة جازمة"على تورط اطراف في ذلك من خلال معلومات وتقارير بحوزة الحكومة. وذكر ان"مصارحة الدول التي تتدخل في الشأن العراقي، بما فيها دول الجوار، وفتح حوارات حقيقية ودورية معها من شأنه ان يعمل على الحد من هذه التدخلات".