اتهم مسؤولون عسكريون أميركيون "جهات ايرانية عليا"، ضمناً مرشد الثورة آية الله علي خامنئي، بتزويد"جماعات عراقية متطرفة قذائف وعبوات متفجرة"أدت الى"مقتل 170 جندياً من قوات التحالف"، مشيرين الى أن منشقين عن منظمة"بدر"بزعامة عبدالعزيز الحكيم، ومنشقين آخرين عن"جيش المهدي"يتلقون هذه الأسلحة، بالاضافة الى التدريب، من"فيلق القدس"الذي يشرف عليه خامنئي مباشرة. وربطت أوساط سياسية عراقية بين هذه الاتهامات والخلاف بين القوات الأميركية ورئيس الوزراء نوري المالكي الذي يطالب بتطبيق الخطة الأمنية في بغداد بدءاً من الأحياء السنية واستبعاد قوات الحماية الخاصة المرتزقة منها. فيما يصر الأميركيون على البدء بمدينة الصدر الشيعية، حيث معقل"جيش المهدي"، ويبدو أن الطرفين توصلا الى اتفاق أمس، فقد أعلن المالكي أن الخطة ستنفذ في كل المناطق"بالتزامن". وفيما كانت حصيلة التفجيرات والاشتباكات 59 قتيلاً والعثور على 35 جثة في أنحاء متفرقة أعلن أمس إعدام 14"ارهابياً متورطين بأعمال عنف وقتل وخطف"في المناطق الجنوبية. وأفادت معلومات أن طائرة هليكوبتر أميركية، هي السابعة خلال ثلاثة أسابيع أسقطت أمس. وأكد مسؤولون عسكريون اميركيون أمس ان عبوات ايرانية الصنع متطورة قتلت 170 جندياً من قوات التحالف منذ حزيران يونيو 2004 وأصابت 620 آخرين. وأوضح ضابط رفيع المستوى من قوات التحالف أ ف ب، مشترطا عدم ذكر اسمه، ان"ايران متورطة في تزويد جماعات عراقية متطرفة قذائف وعبوات متفجرة ومواد أخرى". والتقى ثلاثة من كبار المسؤولين في قوات التحالف الصحافيين أمس، مشددين على دور"فيلق القدس"في"الحرس الثوري"الايراني، الذي اتهموه بإقامة روابط مع مقاتلين أجانب. واضاف ضابط ان الفيلق"يزود المتطرفين سلاحاً لشن هجمات إرهابية وحرب عصابات. ويقدم المشورة والتدريب والاسلحة للقوات المتعامله معه في العراق". ورفض الثلاثة ان يحمل الصحافيون كاميرات وأجهزة تسجيل الى القاعة، حيث عرض عدد من الاسلحة والعبوات الناسفة والصواريخ. وزود الصحافيون أقراصاً مدمجة تضم صوراً لاسلحة ومتفجرات، قالوا انها ايرانية الصنع، ضبطت في العراق مثل صاروخ جو - أرض من طراز"ميثاق"وقذائف هاون مصنوعة أواخر العام 2006. وقال مسؤول عسكري أميركي ان في حوزة قوات التحالف أدلة على ان ايران سرعت شحنات الاسلحة، بينها متفجرات، تخترق الدروع الى مجموعات شيعية. واضاف ان الايرانيين الذين اعتقلوا في أربيل الشهر الماضي"هم ضباط في فيلق القدس كانوا يحاولون اتلاف وثائق في الحمام عندما تم اعتقالهم". واتهم اثنين اعتقلا"قرب منزل زعيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم في كانون الاول ديسمبر الماضي"بأنهما من"كبار ضباط فيلق القدس، وكان في حوزتهما لائحة بأسلحة سيتم شحنها بينها بنادق قناصة وهاونات". وتابع المسؤول ان المجلس الأعلى"أكد حينها للأميركيين ان هذه الاسلحة مخصصة للحماية". وقال:"تقديراتنا تؤكد ان هذه النشاطات مصدرها مسؤولون كبار في ايران"، مشيراً الى ان"فيلق القدس مرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي". وكشف المسؤول للمرة الاولى ان قوة السلاح المستخدم والتي تخرق الاليات والدروع تزداد خطورة لأنه"يملك قوة تدميرية هائلة". وأظهر خبير بالمتفجرات للصحافيين العبوة المكونة من انبوب فولاذي بغلاف معدني محشو بمتفجرات، وقال:"عندما ينفجر الصاعق يذوب الغلاف المعدني وينطلق بقوة شديدة خارقاً دروع العربة العسكرية وموزعا شظاياه على من في داخلها". وحتى الآن، امتنع الاميركيون عن كشف طبيعة هذا النوع من العبوات، خوفاً من ان يشجع ذلك على استخدامها او يشكل تأكيداً لنجاحها بالنسبة الى صانعيها. وأوضح المسؤول ان المجموعة التي استخدمت العبوات الايرانية الصنع تضم"عناصر مارقة"من ميليشيا"جيش المهدي"كانت انشقت عن زعيمه مقتدى الصدر. وتابع ان"مجموعة أخرى يديرها مسؤول سابق في منظمة بدر انشق عنها وهرب الى ايران تلقت اسلحة مماثلة". وزاد:"أبلغنا هذه المعلومات الى أرفع المستويات في الحكومة العراقية".