سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة العراقية ترحب بالاتفاق بين قطبي النزاع الشيعي و "الائتلاف" يأمل بعودة الصدر إلى التكتل . بترايوس يتهم السفير الإيراني بالإنتماء إلى "فيلق القدس"
في ظل التصعيد الأميركي المتواصل ضد طهران، شن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس هجوماً عنيفاً على السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي، واتهمه بالانتماء الى"فيلق القدس"المكلف تنفيذ مهمات"الحرس الثوري"الخارجية. وتجنبت الحكومة العراقية أمس التعليق على الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، مركزة اهتمامها على الترحيب باتفاق زعيمي التيارين الشيعيين مقتدى الصدر وعبدالعزيز الحكيم على"حقن دماء العراقيين". ورد الناطق باسم السفارة الايرانية محمد رضا أحدي على تصريحات بترايوس، فقال ل"الحياة"إن الاتهام"يصب في خانة الأساليب الاستفزازية للقوات الاميركية ضد الديبلوماسيين الإيرانيين العاملين في العراق في محاولة لإلقاء اللوم في فشلها الواضح على أطراف عدة". وأوضح أن السفير يعمل ديبلوماسياً منذ فترة طويلة في العراق، و"لدى وزارة الخارجية سيرته الذاتية التي تفنّد مزاعم الجنرال بترايوس". وشدد على أن الجانب الأميركي لا تروق له طبيعة"العلاقة الحميمة بين إيرانوالعراق، ما يدفعه الى تعكير صفوها باستخدام أساليب عدة أبرزها اعتقال ديبلوماسيين بحجة انتمائهم الى منظمات ايرانية". وجدد الجيش الأميركي رفضه الافراج عن ستة إيرانيين اعتقلهم في مدينتي أربيل والسليمانية في كانون الثاني يناير وأيلول سبتمبر الماضيين. وكان بترايوس اتهم السفير الايراني بأنه عضو في فيلق"القدس"التابع ل"الحرس الثوري"، وعمل على زعزعة استقرار العراق، مستغلاً صفته الديبلوماسية كونه سفير بلاده في بغداد. كما اتهم فيلق"القدس"بتدريب ميليشيات عراقية تهاجم الأميركيين والعراقيين على حد سواء، عبر تزويدهم مالاً وسلاحاً"متقدماً"، خصوصاً العبوات الخارقة للدروع. الى ذلك، أكد الجنرال ريموند أوديرنو، مساعد قائد القوات الاميركية في العراق، أن الايرانيين المعتقلين في العراق يشكلون خلية تابعة ل"فيلق القدس"، تتولى تهريب الأسلحة وتدريب مقاتلين مناوئين لقواتنا"، إلا أن طهران تنفي ذلك وتؤكد أنهم ديبلوماسيون أو تجار كانوا في مهمات رسمية أو تجارية داخل العراق. وكان مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي قال أول من أمس إن حركة تمويل المسلحين في العراق"تتم بموافقة كبار المسؤولين الإيرانيين ومنهم المرشد علي خامنئي". على صعيد آخر، رحب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي باتفاق المبادئ لحقن الدماء الذي وقعه الزعيمان الشيعيان عبدالعزيز الحكيم ومقتدى الصدر واعتبره"خطوة لتعزيز الوحدة الوطنية". وسربت مصادر المعارضة ان الاتفاق تم بضغط ورعاية ايرانيتين. وكان الحكيم والصدر وقعا السبت اتفاقاً لتحسين العلاقة بينهما ل"حفظ واحترام الدم العراقي تحت أي ظرف كان ومن أي طيف كان". وأكد النائب عن كتلة"الائتلاف"الشيعية عباس البياتي أن اتفاقاً آخر سيوقع بعد عطلة عيد الفطر يمهد لعودة الصدر الى التكتل. إلا أن رئيس الكتلة الصدرية نصار الربيعي نفى ذلك. وقال ل"الحياة"إن كتلته"اعلنت بعد المفاوضات التي جرت مع ممثلي"الائتلاف"الشهر الماضي انها ستبقى مستقلة داخل مجلس النواب"، وان"اتفاق الحكيم والصدر ذو طابع أمني لإزالة التوتر بين الطرفين في بعض المحافظات".