اعلن تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب" في الجزائر مسؤوليته عن هجوم انتحاري استهدف موكبا لعمال أجانب على الطريق المؤدي من الأخضرية إلى بلدية معالة في ولاية البويرة شرق العاصمة. وقال ان انتحاريا من اعضائه، يدعى عثمان بن جعفر"، استهدف الموكب بسيارة مفخخة من طراز"مازدا". وذلك في الوقت الذي أجلت السلطات في فرنسا اثنين من مواطنيها من الجزائر بعد تهديد من"القاعدة"بخطفهما، معلنة انها تأخذ على محمل الجد تهديدات التنظيم. وأوضحت وزارة الداخلية الجزائرية أن التفجير ادى الى جرح تسعة أشخاص، بينهم خمسة من رجال الدرك وسائق جزائري وثلاثة أجانب هم فرنسيان وإيطالي. ويعمل الجرحى الأجانب في شركة فرنسية متخصصة في بناء السدود كانت تتولى بناء سد كدية تسردون في البويرة. ورجّحت مصادر محلية إن المجموعة التي نفذت االهجوم هي"سرية الأخضرية"التابعة ل"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وهذا الاعتداء الثاني من نوعه الذي تنفذه"سرية الأخضرية"منذ منتصف العام الجاري. وكان الاعتداء الأول استهدف ثكنة تابعة للجيش في 11 تموز يوليو الماضي وخلف 11 قتيلاً من العسكريين كانوا يقفون في ساحة الثكنة لأداء تحية العلم عشية انهائهم واجب الخدمة الوطنية. وجاءت عملية الأخضرية أمس بعد ساعات من تمكن قوات الأمن، مساء الخميس، من قتل أربعة مسلحين من تنظيم"القاعدة"، على حاجز في منطقة تامدة جنوب ولاية تيزي وزو 100 كلم شرق بعد معلومات قدمها أحد"التائبين"من التنظيم يدعى بقال ابراهيم الذي سلم نفسه إلى أجهزة الأمن قبل أسابيع. وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تأخذ"تماما على محمل الجد"تهديدات"القاعدة"ضد مواطنيها في المغرب العربي. وصرح فردريك ديزانيو الناطق المساعد باسم الخارجية بان باريس وجهت الى ممثلياتها الديبلوماسية في المغرب العربي"تعليمات بضرورة اتخاذ تدابير لتعزيز الاجراءات الامنية". وكان الرجل الثاني في"القاعدة"ايمن الظواهري دعا في شريط الخميس الى"تخليص"المغرب العربي من الفرنسيين والاسبان المقيمين في المستعمرات السابقة. وقال الناطق الفرنسي:"نحن نأخذ هذه التهديدات الجديدة تماما على محمل الجد". واكد ديزانيو محاولة خطف فرنسيين اثنين كانا يعملان في الجزائر لحساب شركة"مطارات باريس"اثر تهديدات بخطفهما صدرت عن مجموعة تدور في فلك"القاعدة". وقال:"انه تم افشال هذه المحاولة واؤكد صحة اجراءات اليقظة التي اتخذناها والتي تمت توصية الشركات والمواطنين الفرنسيين باتباعها"في الجزائر. وجاء هذا التأكيد بعدما نشرت صحيفة"لوموند"ان اثنين من موظفي الشركة الفرنسية أعيدا على وجه السرعة الى فرنسا هذا الشهر بعدما أشارت معلومات استخباراتية إلى أن"القاعدة"تخطط لخطفهما. وأوضحت أن أجهزة الاستخبارات الجزائرية تلقت معلومات في وقت سابق من هذا الشهر تشير إلى أن"القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"تريد خطف فرنسيين من موظفي الشركة التي تعمل في تشغيل المطارات. وكان الاثنان يعملان في مطار هواري بومدين في الجزائر والذي تقوم الشركة بتشغيله. وأوضحت"لوموند"ان أحدهما كان في مهمة من المقرر ان تنتهي في 26 ايلول سبتمبر بينما كان من المقرر أن يعود الآخر إلى فرنسا بعد اسابيع. وذكرت"لوموند"التي لم تكشف مصدر معلوماتها، ان القلق في أجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية زاد بعد ما ذكر زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن اسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمرة الأولى في شريط فيديو اذيع في وقت سابق هذا الشهر.