باريس، واشنطن - «الحياة»، أ ب - تبنى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، عملية خطف سبعة أجانب في النيجر، بينهم خمسة فرنسيين وصفهم ب «خبراء نوويين». وحذر التنظيم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من ارتكاب «حماقة» بمحاولة تحرير الرهائن، فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس أن ساركوزي أمر ب «تعبئة كاملة لكل أجهزة الدولة لتحرير الرهائن الخمسة في أحسن الظروف» الممكنة. ووضع التنظيم بإعلانه تبني الخطف، حداً للتكهنات حول هوية خاطفي الفرنسيين، علماً أن أصابع الاتهام توجهت منذ البداية الى عناصره المنتشرة في الساحل الصحراوي. وأعلن مسؤول اللجنة الإعلامية في التنظيم «صلاحي قاسيمي» الملقب ب «صلاح أبو محمد» أن الفرنسيين محتجزون لدى «أبو زيد» القائد الميداني للفرع الصحراوي، «في سياق الرد على فرنسا الذي توعد به أميرنا أبو مصعب» عبدالودود. وقال «صلاح أبو محمد» في تسجيل صوتي أن عملية خطف الرهائن نفذت ليل الأربعاء الماضي، ملمحاً إلى أن منفذيها اقتادوا المخطوفين من موقع شركة «أريفا» الفرنسية التي يعملون لديها. وتابع: «تمكنت مجموعة من المجاهدين الأبطال الأربعاء الماضي بقيادة الشيخ أبي زيد، من اقتحام منطقة أرليت في النيجر» حيث تستثمر الشركة مناجم «تعد من أهم مصادر اليورانيوم في العالم، والتي ظلت فرنسا تمارس فيها سرقتها لهذا المورد الإستراتيجي لعقود». وتعمد التنظيم إخفاء الجهة التي نفذت الخطف، ونسبت ذلك الى «حميد السوفي أبو زيد»، ما أعطى انطباعاً بأن القيادي تمكن من اختراق الموقع من دون تواطؤ من عناصر الجيش النيجري المكلفة الحراسة. وأثار الإعلان تساؤلات عن كيفية اقتحام المسلحين موقعاً يحظى بحراسة بهذا الحجم، من دون اعتراضهم. وأشار التنظيم الى ان الاقتحام نفِذ «على رغم الإجراءات العسكرية المتشددة في المنطقة والأطواق الأمنية». ورداً على إعلان ساركوزي التعبئة استعداداً لتحرير الرهائن، حذر الخاطفون الحكومة الفرنسية من «حماقة ثانية» في إشارة إلى محاولة باريس تحرير الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، إثر تدخل عسكري فرنسي - موريتاني، ما دفع التنظيم الى إعدام الرهينة. ولم يصل «صلاح أبو محمد» الى حد التلميح بقتل الرهائن، وقال إن «المجاهدين سيعلنون لاحقاً مطالبهم المشروعة» للإفراج عن المخطوفين، ما يوحي بأن التنظيم ترك مهمة إعلان شروط تحرير الرهائن لأي مفاوض من قبائل الطوارق، أو أحد المقربين من حكومات المنطقة. ولم تعلق الجزائر على عملية الخطف، لكن مصادر جزائرية تحدثت عن فريق «أمني» جزائري وصل الى مالي قبل يومين، للمساعدة في تحديد موقع الرهائن. وتصر الحكومة الجزائرية على إقناع باريس بتجنب أي سيناريو يؤول الى دفع فدية، باعتبار ان «95 في المئة من تمويل الإرهاب يأتي من دفع الفدية الى هذه التنظيمات»، كما قال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل. ويُعتقد بأن «أبو زيد» فر بالرهائن إلى أراضي مالي، حيث قسمت مجموعات. في غضون ذلك، أكد المدير العام للشرطة الفرنسية فردريك بيشنار وجود «مؤشرات الى تهديد كبير بحصول اعتداء إرهابي في فرنسا»، ملمحاً الى معلومات استخباراتية موثوقة تلقتها باريس من عواصم مغاربية. وأضاف انه مجرد تهديد «لكن ذلك يكفينا كثيراً لزيادة استعداداتنا قليلاً»، مذكراً بأن الخطة الأمنية «فيجيبيرات» وضعت منذ أيام في المستوى الأحمر وهي الدرجة التي تسبق الإنذار الأقصى. ويأتي ذلك بعد تأكيدات في باريس بأن التنظيم المغاربي يستهدف فرنسا تحديداً. في واشنطن، قال مسؤولون بارزون إن السلطات الأميركية تواجه صعوبات متزايدة في كشف التهديدات الإرهابية على الأراضي الأميركية، في وقت تخوض الولاياتالمتحدة صراعاً مفتوحاً مع المتشددين، واضاف هؤلاء، ومن بينهم وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي روبرت مولر، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ، ان تنظيم «القاعدة» وفروعه عززت مخططاتها لتنفيذ هجمات في أميركا على نطاق صغير، وبوتيرة متزايدة وضد مجموعة واسعة من الأهداف. واشار المسؤولون الى ان المتشددين كثفوا جهودهم لتجنيد عملاء داخل اميركا، على امل اختراق الطوق الأمني في الولاياتالمتحدة.