بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاورات مع زعماء الكتل النيابية تحضيراً للانتخابات الاشتراعية المقررة في الثاني من كانون الاول ديسمبر المقبل، فيما تزايد نشاط الاحزاب السياسية لخوض معركة انتخابية حاسمة تعتبر نفقاتها الاعلى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي . وأجرى بوتين في منتجع سوتشي مقره الصيفي مشاورات اول من امس، مع زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف تناولت التحضيرات الجارية لخوض الاستحقاق الانتخابي، في اطار لقاءاته مع قادة الاحزاب الروسية. وكان اجتمع قبل يومين بممثلين عن حزب"روسيا العادلة"الذي يخوض الانتخابات للمرة الاولى منذ تأسيسه، وينتظر ان يواصل خلال الاسبوعين المقبلين مشاوراته مع بقية الاحزاب السياسية. ويشغل الشيوعيون حالياً نحو 15 في المئة من مقاعد البرلمان، ويسعون الى زيادة تمثيلهم في الانتخابات المقبلة ، ومنحت بعض الاستطلاعات المعارضة اليسارية التي يقودها الحزب الشيوعي نحو 20 في المئة من الأصوات ، لكن زيوغانوف اعرب عن امله في ان يحتل الشيوعيون ثلث مقاعد الهيئة الاشتراعية الجديدة . وفي اطار التحضيرات للمعركة الانتخابية"الحاسمة"كما يصفها البعض، لأن نتائجها ستكون مؤشراً الى مسار انتخابات الرئاسة الروسية الربيع المقبل ، اشتدت سخونة الموسم السياسي مع انعقاد المؤتمرات الحزبية لتقديم لوائح المرشحين، علماً بأن هذه ستكون اول انتخابات نيابية يجرى الترشح اليها عبر اللوائح الحزبية فقط بعدما تم تعديل قانون كان يتيح الترشيح الفردي. وعلى رغم ان لوائح لجنة الانتخابات المركزية تضم اسماء 15 حزباً سياسياً يحق لها المشاركة في المعركة الانتخابية، فإن استطلاعاً للرأي نشرت نتائجه اخيراً، كشف انه سيكون بمقدور اربعة منها فقط احتلال مقاعد في المجلس الاشتراعي الجديد ، هي اضافة الى الحزب الشيوعي ، حزب"روسيا الموحدة"الموالي للكرملين، و"روسيا العادلة"الذي"استعار"شعارات الشيوعيين ويحظى بدعم من اوساط قريبة من الكرملين بصفته"حزب يسار الوسط في روسيا"، واخيراً الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يقوده السياسي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي. وتباينت نتائج الاستطلاعات بشدة مع انطلاق السباق الانتخابي ، لكنها اجمعت على ان الأصوات ستصب لمصلحة "روسيا الموحدة" 32 في المئة على الاقل، يليه الحزب الشيوعي 13 في المئة، ثم"روسيا العادلة"و"الليبرالي الديموقراطي"في المركزين الثالث والرابع بعد حصولهما على اكثر بقليل من 7 في المئة وهي النسبة التي تؤهل اللائحة الانتخابية لدخول البرلمان بحسب التشريعات الروسية. واللافت ان الحملة الانتخابية الحالية تعد الاغلى ثمناً منذ انهيار الدولة السوفياتية، وبحسب رئيس لجنة الانتخابات المركزية فلاديمير تشوروف فإنه تم تخصيص نحو 160 مليون دولار لتمويل نفقات الانتخابات من الموازنة الفيديرالية بزيادة تبلغ نحو 40 في المئة عن الانتخابات السابقة . ويرجح خبراء روس ان تؤثر نتائج الانتخابات الاشتراعية في بورصة الترشيحات لمعركة الرئاسة في آذار مارس المقبل. وفي حال حقق حزب"روسيا الموحدة"الفوز الكاسح المتوقع، فإن ذلك يشكل"استفتاء على سياسات الكرملين ويمنح الرئيس فلاديمير بوتين هامشاً واسعاً للمناورة وتقديم مرشحه للرئاسة". ومعلوم ان بوتين اعلن اخيراً عن وجود خمسة مرشحين لخوض معركة الاستحقاق الرئاسي ، ابرزهم نائبا رئيس الوزراء المستقيل سيرغي ايفانوف وديمتري ميدفيديف، ورئيس هيئة السكك الحديد فلاديمير ياكونين ورئيس مجلس الدوما الحالي بوريس غريزلوف ، اضافة الى رئيس الوزراء الجديد فيكتور زوبكوف الذي لم يكن اسمه مطروحاً قبل ان يفاجئ بوتين الاوساط السياسية الاسبوع الماضي بإعلان احتمال ترشيحه لخلافته .