أتمت روسيا استعداداتها لحملة الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من آذار مارس المقبل، وسط مشهد سياسي شكل إعادة لسيناريو انتخابات مجلس الدوما النواب قبل أسابيع، في ظل انفراد حزب"روسيا الموحدة"الحاكم في رسم ملامح هياكل السلطة الجديدة والغياب الكلي لمرشحي اليمين وعدم حماسة المعارضة اليسارية لخوض المنافسة. وجاءت نتائج أعمال مؤتمر"روسيا الموحدة"أول من أمس، لتشكل نقطة انطلاق فعلية في حملة انتخابية محسومة النتائج ،إذ أيد المؤتمر بالإجماع ترشيح النائب الأول لرئيس الوزراء ديميتري ميدفيديف الى الرئاسة، في خطوة كانت منتظرة بعدما رشحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اسبوع لخلافته. وبذلك يكون الحزب الذي يسيطر على أكثر من ثلثي مقاعد الهيئة الاشتراعية، سار الخطوة الأولى نحو تثبيت أركان السلطة الجديدة على هوى بوتين الذي دعم المؤتمر بالإجماع أيضاً فكرة توليه رئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة بعد الانتخابات. ومن بين قرارات المؤتمر ترشيح رئيس الحزب بوريس غريزلوف لرئاسة البرلمان وهو المنصب الذي شغله خلال السنوات الأربع الماضية. وقال غريزلوف أن كتلة الحزب في مجلس الدوما ستؤيد ترشيح بوتين لرئاسة الحكومة. وكان بوتين تعهد قبل أسابيع بأن تشهد الفترة المقبلة تغيرات جذرية في هياكل السلطة وإعادة بناء التركيبة السياسية والاقتصادية في البلاد. واعتبر مراقبون نتائج مؤتمر"روسيا الموحدة"أول إشارة الى طبيعة الحياة السياسية في روسيا خلال الفترة المقبلة، إذ انفرد الحزب بتحديد مهمات الاصلاح في ظل غياب كامل لأحزاب المعارضة بشقيها اليميني واليساري. وتبدو الفرص معدومة بالنسبة الى مرشحين رئاسيين من الأحزاب اليمينية الليبرالية، امثال غاري كاسباروف بطل الشطرنج السابق وزعيم تكتل"روسيا الأخرى"المعارض، وميخائيل كاسيانوف رئيس الوزراء السابق، إضافة إلى بوريس نيمتسوف زعيم حزب"اتحاد قوى اليمين". أما الحزب الشيوعي الذي حصل على نحو 11 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاشتراعية الأخيرة فأعلن زعيمه غينادي زيوغانوف عزمه على خوض السباق الرئاسي، مشيراً إلى قناعته بأن الجولة الأولى للانتخابات لن تحدد الفائز وأنه سيكون أحد المرشحين الأقوى. ويرى محللون أن الكرملين يرغب في أن يخوض زيوغانوف الانتخابات ويحصل على نسبة مرتفعة نسبياً من أصوات الناخبين لإضفاء جو تنافسي على الانتخابات، وتجنب ظهور ميدفيديف وكأنه يفوق بوتين شعبية.