أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في روسيا أن ستة مرشحين سيواصلون التنافس للوصول الى سدة الرئاسة في روسيا بعد انسحاب عدد من المتنافسين أبرزهم بطل الشطرنج السابق المعارض غاري كاسباروف، فيما يتوقع أن"يسقط"آخرون من المنافسة قبل الوصول إلى مرحلة الحسم. وانتهت أمس مرحلة تسجيل المرشحين لخوض الاستحقاق المقرر في الثاني من آذار مارس المقبل. وبعدما كادت أعداد المتنافسين تناهز ال 25 شخصاً قبل أسابيع، أعلن نيكولاي كونكين الناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية أن ستة منهم فقط سجلوا رسمياً لخوض المعركة الانتخابية، بعدما أخفق الآخرون في تنفيذ شروط المشاركة في السباق. وبحسب قانون الانتخابات، ينقسم المرشحون إلى فئتين، أولئك الذين تدعمهم أحزاب ممثلة في البرلمان، ولا يتعين عليهم جمع تواقيع أو عقد مؤتمرات خاصة لتثبيت ترشيحهم، والمستقلون الذين يتعين عليهم جمع مليوني توقيع في كل أقاليم البلاد، وعقد مؤتمر خاص يضم 500 شخص على الأقل يشكلون"لجنة المبادرة التي تدعم المرشح". وأخفق كثيرون في الالتزام بهذه الشروط، ما أدى لانسحابهم من المنافسة باكراً، وأبرزهم كاسباروف الذي روج كثيرون له بصفته زعيم المعارضة الليبرالية وممثلها في الانتخابات الرئاسية، لكنه لم يتمكن من عقد المؤتمر الترشيحي بعدما"أغلقت السلطات في وجهه كل الأبواب ولم يجد حتى من يؤجره صالة لجمع أنصاره"، بحسب تعبير لودميلا مامينا الناطقة باسم حركة"روسيا الأخرى"التي يقودها كاسباروف. وقال كاسباروف إنه"لن يتمكن من خوض السباق الرئاسي بقوانين الانتخابات المعمول بها حالياً". وبقي في المنافسة غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي وفلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي وديميتري ميدفيديف النائب الأول لرئيس الوزراء ومرشح حزب"روسيا الموحدة"بزعامة الرئيس فلادمير بوتين. يضاف إلى هؤلاء بوريس نيمتسوف أحد قادة"اتحاد القوى اليمينية"ومرشحان مستقلان ليسا على لوائح حزبية هما ميخائيل كاسيانوف رئيس الوزراء السابق وأندري بوغدانوف رئيس الحزب الديموقراطي. وضمن أول ثلاثة مرشحين مواصلة السباق حتى النهاية لأن أحزابهم الممثلة في مجلس الدوما تدعم ترشيحهم، ما يعني أنهم لن يضطروا لجمع تواقيع أو تنظيم فاعليات إضافية لتثبيت ترشيحهم، فإن مراقبين يتوقعون أن"يسقط"من المنافسة قريباً واحد أو أكثر من المجموعة الثانية، إذ تبدو عملية جمع مليوني توقيع مهمة شاقة بالنسبة إليهم، خصوصاً بعدما أظهرت انتخابات مجلس الدوما الأخيرة عجز أحزاب اليمين عن تجاوز نسبة الواحد في المئة المطلوبة للتمثل فيه أي حوالي مليون ناخب. ولا يعول قادة المعارضة على تحقيق"اختراق"في الانتخابات المقبلة التي باتت نتائجها محسومة سلفاً بعد دخول بوتين على الخط وإعلان تأييده ميدفيديف، ما يعني تأييد حزب"روسيا الموحدة"الموالي للكرملين الذي يسيطر على أكثر من ثلثي مقاعد الهيئة الاشتراعية. وتشير تقديرات إلى احتمال أن يحسم ميدفيديف المنافسة منذ الجولة الأولى للانتخابات بنسبة تزيد عن خمسين في المئة، في حين لا يستبعد فريق من المراقبين أن يتعمد الكرملين إطالة أمد المنافسة لتصل إلى جولة ثانية ينافس فيها مع ميدفيديف الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف. ويرى البعض أن هذا السيناريو يهدف إلى إظهار أن التأييد لميدفيديف لا يوازي شعبية"زعيم الأمة"بوتين.