اعتبرت "ميريل لينش" أن الأزمة في سوق النفط العالمية "لا تعود فقط الى تدني المخزون في الولاياتالمتحدة، لأنه تراجع أيضاً في مناطق أخرى من العالم في أوروبا وآسيا، نتيجة ازدياد الطلب والحد من الإمدادات بسبب مشاكل في عمليات التكرير، ما أفضى الى خلل في التوازن بين العرض والطلب، على رغم الزيادة الخجولة التي أقرتها"أوبك"أخيراً والتي ستقابلها زيادة من دول منتجة من خارج المنظمة تصل الى نحو مليوني برميل يومياً". ورأت"ميريل لينش"في تقرير عن تطورات سوق النفط أن بنية أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس تشير الى أن السوق في"ضيق شديد"لم تشهده منذ حرب العراق. وأن الطلب العالمي القوي وانخفاض الإنتاج في الدول من خارج"أوبك"، ونقص الإنتاج في دول المنظمة، تشكل عوامل"دفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط للارتفاع 30 في المئة منذ كانون الثاني يناير الماضي". واعتبرت أن الوضع أجبر"أوبك"على اتخاذ قرار بزيادة الإنتاج. وشهدت بنية أسعار التسليم تحولاً دراماتيكياً، ما جعل سوق النفط تدفع علاوة على التسليم الفوري بدلاً من العلاوة على التخزين". ولأن الربع الثالث من السنة كان أقوى من المرتقب، اضطرت"ميريل لينش"الى مراجعة توقعاتها لمتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط وسعر"برنت"، فرفعته الى 73.50 دولار للبرميل، ورجحت"أخطاراً من تسجيل ارتفاعات مهمة، يمكن أن تؤثر في تكهناتنا العائدة الى الربع الرابع من السنة الجارية و2008". وربطت المؤسسة خفض إنتاج"أوبك"الذي وصفته ب"الدراماتيكي"، في الربع الرابع من 2006 ، ب"الضيق"الذي تشهده سوق النفط العالمية، من دون أن تغفل المشاكل في إنتاج الخام في المشاريع الجديدة وتلك الفاعلة في أجزاء من العالم، التي"حدت من الإمدادات". وأشارت الى أن المخزون في مناطق الاستهلاك الرئيسة في أوروبا وآسيا"انخفض بسبب الطلب القوي والإمدادات المتناقصة"، ولا يتجاوز الآن مستويات عام 2005 في أوروبا، كما أنه أدنى مما كان عليه العام الماضي في آسيا، وهو تراجع بسرعة في الشهور الأخيرة في الولاياتالمتحدة. وتحدثت"ميريل لينش"عن مشاكل الإنتاج حول العالم، وقدرت"انحسار الإنتاج العالمي للنفط الخام بما يزيد على 650 ألف برميل يومياً، أي 0.8 في المئة في السنة الجارية مقارنة بالعام الماضي، ونتيجة لخفض"أوبك"إنتاجها وبالتالي إنتاج البلدان غير الأعضاء في المنظمة". وعلى رغم ذلك، توقعت"زيادة مهمة في إنتاج الدول غير الأعضاء في"أوبك"تبلغ مليوني برميل يومياً حتى كانون الثاني يناير". ورجحت أن ترد هذه الزيادة من مصادر عدة تشمل البرازيل وكندا وكازخستان وأذربيجان وبعض الدول الإفريقية. وإذا أُضيفت الى الزيادة المعلنة من دول"أوبك"أخيراً والبالغة 500 ألف برميل، يمكن توقع"عودة السوق الى توازنها في الشهور الثلاثة المقبلة، خصوصاً إذا افترضنا أن الطقس سيكون عادياً. لكن إذا حلّ فصل الشتاء باكراً وكان قارساً فيمكن أن"تبقى أسعار التسليم الفوري أعلى من التسليم الآجل لشهور". لذا فإن شتاء بارداً"ينتج أخطاراً تثقل الأسعار خصوصاً في أوقات يتراجع فيها المخزون، فتكون الزيادة التي أقرتها"أوبك"متأخرة لمنع ارتفاع الأسعار". ونظراً الى ضيق التوازن بين العرض والطلب، رجحت"ميريل لينش"أن تبقى منحنيات نفط غرب تكساس الوسيط وپ"برنت""منبسطة أو أن يحتفظ التسليم الفوري بعلاوته على التسليم البعيد حتى 2008 لأسباب ثلاثة، تتمثل بپ"انخفاض المخزون الأميركي، وتوافر طاقة التخزين وبالتالي تدني القيمة الهامشية له، فضلاً عن ارتفاع طاقة المصافي، ما أدّى الى انخفاض مستويات مخزون النفط الخام. وأخيراً اتساع التخلّف بين إنتاج"أوبك"والانسياب النهائي الى السوق ليبلغ نحو 5 شهور". وخلصت الى ترجيح"استغراق اكتمال المخزون في مناطق الاستهلاك شهوراً عدة، على رغم زيادة إنتاج"أوبك"وتوقعات ارتفاع الإنتاج في البلدان خارج المنظمة.