أكدت احدى كبريات المؤسسات الاستثمارية الأميركية أن قرار خفض الانتاج الذي اتخذته منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أخيراً قلل بشكل كبير احتمالات انهيار الأسعار تحت ضغط عامل الطلب على النفط، لكنها خفضت بحدة توقعاتها في شأن المستويات المحتملة التي يمكن أن تصلها هذه الأسعار السنة الجارية. وخفض محلل الشؤون النفطية في مؤسسة "ميريل لينش" ستيفن فايفر توقعاته عن متوسط أسعار الصفقات الفورية لخام القياس الاميركي "غرب تكساس الوسيط" السنة الجارية من 23 دولاراً للبرميل الى 19 دولاراً، وذلك تماشياً مع ما وصفه ضعفاً أكبر من المتوقع في آفاق الطلب على النفط بسبب دخول الاقتصاد العالمي أسوأ فتراته منذ 20 عاماً. وقال فايفر في رسالة الى المستثمرين أول من أمس ان متوسط الأسعار الجديد ينسجم مع توقعات الموازنة السعودية للسنة الجارية. يشار الى أن أسعار الصفقات الفورية لخام القياس الأميركي تقل عن أسعار الصفقات الآجلة بمقدار ضئيل نسبياً وتزيد على أسعار سلة نفوط "أوبك" بنحو 1.2 دولار للبرميل. وجاء تعديل الأسعار بعدما كشفت ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية في معطيات أولية مساء الخميس الماضي أن الطلب الأميركي على النفط الخام لم يحقق، وللمرة الأولى منذ عقد كامل، نمواً يذكر عام 2001 مقارنة بالعام السابق وبقي من دون تغيير عند 19.7 مليون برميل يومياً. واستبعد فايفر احتمال اجراء تعديلات اضافية على الأسعار ممتدحاً الجهود التي تبذلها "أوبك" في هذا الاتجاه، قائلاً: "تبقى وحدة أوبك صلدة متيحة شبكة أمان، وما زال التزام دولها الأعضاء يربو على 70 في المئة مقارنة بتوقعات السوق بالتزام يتراوح بين 55 و60 في المئة، كما أن خفض الحصص 1.5 مليون برميل يومياً الشهر الجاري من شأنه تقليل مخاطر انهيار الأسعار في حال تفاقم وضع الطلب". وتوقعت "ميريل لينش" حدوث تحول دراماتيكي في أسواق النفط مع اكتساب الانتعاش الاقتصادي العالمي زخماً متعاظماً في النصف الثاني من السنة الجارية، ممهداً للعودة الى "معدلات النمو الاعتيادية". واعتبرت من المهم احتفاظها بتوقعاتها السابقة في شأن متوسط الأسعار في السنة المقبلة وهو 24 دولاراً للبرميل. وأعربت المؤسسة عن اعتقادها أن "العوامل الهيكلية" التي أدت الى ارتفاع الأسعار الى مستوى 35 دولاراً للبرميل سنة 2000 ما زالت باقية وستعود الى الظهور من جديد مع انتعاش الاقتصاد العالمي، مشيرة على وجه الخصوص الى أن ضعف الأسعار في النصف الأول من السنة الجارية قد يفاقم مشكلة محدودية الامدادات من جراء احتمال اضطرار المنتجين لخفض الانفاق على عمليات الانتاج والتنقيب. وكان فايفر توقع أن تؤدي تطورات الأسعار المحتملة الى خفض توقعات أرباح شركات النفط الأميركية الرئيسة بنسبة 33 في المئة السنة الجارية وذلك قبل عودتها الى المستويات المعتادة سنة 2003. أسعار النفط وارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية في لندن الى 22.19 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.52 دولار على سعر الاقفال السابق، وهذا أعلى مستوى له منذ منتصف تشرين الاول أكتوبر الماضي. وعلى غير العادة كان ارتفاع "برنت" اكبر من ارتفاع الخام الاميركي "غرب تكساس الوسيط" الذي قفز 1.32 دولار الى 21.69 دولار.