أعلنت أجهزة الأمن الروسية انها قتلت رباني خليلوف أحد ابرز زعماء الفصائل المسلحة الانفصالية في داغستان خلال عملية خاصة نفذتها وحدات تابعة لهيئة وزارة الأمن الفيديرالي. وأكد مسؤول أمني بارز تحقيق"نجاحات ملموسة على صعيد إحباط الاعتداءات الإرهابية في منطقة القوقاز"، فيما رجح خبراء روس تصاعد حدة التوتر في الإقليم خلال المرحلة المقبلة. وأوضحت جهات أمنية ان مواجهة جرت في جمهورية داغستان المجاورة للشيشان أول من أمس، أسفرت عن مقتل خليلوف الذي تلاحقه السلطات الروسية منذ سنوات بتهمة المشاركة في تنفيذ اعتداء دموي شهدته في مدينة كاسبيسك عام 2002 أسفر عن مقتل عشرات، وتفجير مجمع سكني في مدينة بويناكسك عام 1999. وأشارت الى ان خليلوف أبدى مقاومة مسلحة ضارية لدى محاولة رجال الوحدات الخاصة اعتقاله، و"أسفر التبادل الكثيف لاطلاق النار عن مقتله الى جانب اقرب مساعديه المعروف باسم نبييف. وتولى خليلوف، بحسب معلومات أجهزة الأمن الروسية، قيادة العمليات العسكرية ضد الروس في داغستان قبل عامين بتكليف من القائد الميداني العربي"ابو حفص"الذي قتل في داغستان نهاية العام الماضي والذي تعتقد موسكو بأنه الممثل الأساسي لتنظيم"القاعدة"في القوقاز، وحمل منذ أيلول سبتمبر عام 2005 لقب"قائد جبهة داغستان". واعتبر خليلوف زعيم الانفصاليين البارز الثاني الذي تقتله القوات الروسية في القوقاز خلال شهر بعد إعلان موسكو مقتل أحد زعماء الانفصاليين في الشيشان. وعلى رغم تزايد حدة التوتر وتصاعد نشاط التشكيلات الانفصالية في المنطقة خلال الشهور الأخيرة، أفاد تقرير أصدره رئيس الهيئة الفيديرالية للأمن الفيديرالي نيكولاي باتروشيف أخيراً بأن الهجمات والاعتداءات التي تستهدف القوات الفيديرالية ومراكز الأمن تقلصت في شكل ملحوظ خلال العام الأخير مقارنة بالسنوات الماضية. وتزامن تقرير باتروشيف مع تصاعد الخطر في عدد من جمهوريات الإقليم وعلى رأسها انفوشيتيا وداغستان. وتعتقد أجهزة الأمن بأن انغوشيتيا التي يرى كثيرون بأنها تحولت الى مركز أساسي لنشاط التطرف في المنطقة شهدت اكثر من أربعين تفجيراً واعتداءً دموياً منذ بداية السنة، كما ان أعداداً كبيرة من المقاتلين الشيشان والقوقازيين انتقلوا الى انغوشيتيا بعد تشديد القبضة الأمنية في الشيشان. ويرى محللون ان انغوشيتيا ستتحول الى مسرح لحرب جديدة في القوقاز بسبب تركيبتها السكانية المماثلة للشيشان، واتساع جبهة المعارضة للرئيس مراد زيازكوف فيها. وتفيد تقارير مراكز مهتمة بالوضع في القوقاز ان عدداً من السياسيين الانغوش المعارضين وبعض رجال الأعمال يعملون على زيادة تدهور الوضع في الجمهورية. ودخل على الخط عنصر آخر حين أعلنت الأجهزة الفيديرالية الروسية أخيراً عن توافر معطيات في حوزتها حول تسلل ثلاثة مبعوثين عرب ينتمون ل"القاعدة"في أيار مايو الماضي الى الجمهورية،"حيث عملوا على تنظيم معسكرات تدريب ونشطوا في مجال تجنيد شبان جدد مستغلين حال الاستياء التي تسيطر على الجمهورية بسبب تدهور الأحوال المعيشية ومعارضة سياسات زيازكوف". يذكر ان موسكو نشرت الشهر الماضي تعزيزات عسكرية إضافية في الجمهورية، بعد تزايد المخاوف من اندلاع مواجهات واسعة. ودفعت التطورات الأخيرة ومعلومات سربتها أجهزة الأمن عن قيام مقاتلين بإعداد لعملية واسعة في انغوشيتيا او إحدى الجمهوريات القوقازية، مجلس الدوما البرلمان الى عقد جلسة خاصة لمناقشة الوضع، وإصدار توصية نصت على ضرورة إيجاد حلول شاملة للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية في الجمهورية. وتضمن التقرير إشارة الى ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة تفاقم ظاهرة التطرف في انغوشيتيا، ومنع تدهور الموقف أكثر في هذا الإقليم.