في السادس عشر من شباط فبراير 1992، هاجمت الطوافات الاسرائيلية قافلة سيارات في جنوبلبنان كان فيها أمين عام"حزب الله"، عباس الموسوي، وزوجته وابنه وعدد من المرافقين. ولاقى أفراد الموكب حتفهم في هذا الهجوم. وقضت الخطة الاولية بخطف الموسوي لمبادلته مع الطيار رون أراد المفقود في لبنان. ولكن سرعان ما تبين ان عملية الخطف معقدة. فقرر رئيس الاركان آنذاك، ايهود باراك، تصفيته. وأقرت اسرائيل بمسؤوليتها عن الاغتيال. وحل محل الموسوي رجل دين شاب اسمه حسن نصرالله. ورأت ايران، راعية"حزب الله""، أن عملية الجيش الاسرائيلي تتحدى نفوذها. وبعد التشاور مع حليفيها، سورية و"حزب الله"، قررت ايران الرد على اسرائيل. وفي آذار مارس 1992، غداة أسابيع على اغتيال الموسوي، تعرضت السفارة الاسرائيلية في الأرجنتين الى عملية تفجير قُتل فيها 29 شخصاً، وجُرح أكثر من مئتين. وفي 11 أيار مايو 1994، خطفت فرقة من الجيش الاسرائيلي مصطفى الديراني، زعيم تنظيم ارهابي صغير على صلة بإيران،"المقاومة المؤمنة"، اثر بلوغ اسرائيل معلومات تشير الى مسؤوليته عن أسر رون أراد في لبنان. وفي 2 حزيران يونيو 1992، هاجمت المقاتلات الاسرائيلية معسكر تدريب"حزب الله"في عين الدردارة القريبة من الحدود مع سورية. وبعد مرور شهرين على هذا الهجوم، في 18 تموز يوليو 1994، هزّ انفجار كبير مبنى الجالية اليهودية في بوينس أيريس، عاصمة الأرجنتين. وأودى الانفجار بحياة 86 شخصاً كانوا في المبنى أو في جواره، وجُرح نحو 240 شخصاً. وتشير الادلة الى وقوف ايران وراء الانفجار. وعلينا الاعتبار بالحادثتين هاتين في تقويم العملية العسكرية التي نفذتها اسرائيل ضد سورية، الاسبوع الماضي. ولا تزال تفاصيل هذه العملية غامضة. وجليّ أن طائرات سلاح الجو تسللت الى عمق الاجواء السورية، وشنت هجوماً. وعلى خلاف الحوادث السابقة، لم تجاهر اسرائيل بمسؤوليتها عن الغارة، ولم تدل بتصريحات متبجحة. وامتنعت سورية عن الرد"المناسب"على هجوم الجيش الاسرائيلي. وعلينا ألا نتجاهل احتمال رد إيراني على الغارة على سورية. فمن المستبعد ان تحذو ايران حذو سورية، وأن تكتفي بالتنديد. وليس في وسع إيران التساهل مع العملية الاسرائيلية. فهي سترد على الغارة من دون أن تخلف وراءها أدلة تثبت تورطها المباشر ومسؤوليتها عن العملية. فحلف ايران وسورية يمتحن، اليوم. واعلن زعماء ايران التزامهم الدفاع عن سورية في حال تعرضها لهجوم اسرائيلي. وعليه، فإيران مضطرة، اليوم، الى التزام عهودها. فحلفها مع سورية على المحك. وفي حال امتنعت ايران من الرد، خلصت سورية وپ"حزب الله"الى هشاشة دعم ايران. عن زكي شالوم باحث في معهد ابحاث الأمن القومي الاسرائيلي، "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية، 16/9/2007