اكثر من مشهد وشاهد يقول ان (اسرائيل) هي الجهة التي اغتالت المسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية، حتى لو تأخر اصدار البيان الرسمي، كما حصل عند الهجوم الجوي على "مركز دير الزور" شمال سورية. فالطريقة التي تعاطى بها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت لدى عودته من المانيا والسعادة الغامرة التي احس بها كونه سجل اول انتصار له على حزب الله باغتيال قائد قوات الحزب التي كسرت شوكة الجيش الاسرائيلي. الصحافي الاسرائيلي شمعون شيفر مراسل صحيفة "يديعوت"، عنون الخبر الرئيسي في صحيفته أمس ب"الابتسامة التي تقول كل شيء"، وفيها يصف المزاج الرائق الذي بدا عليه اولمرت لدى هبوط الطائرة التي اقلته من المانيا. وقال شيفر: خلافا للطقوس الثابتة في الرحلات الجوية مع اولمرت، امتنع عن التوجه الى منطقة جلوس الصحافيين وما ان هبطت الطائرة في مطار اللد حتى تناول أولمرت ميكروفون فريق الجو وبمزاح غيرعادي ودع الطيارين والمضيفين ومجموعة الصحافيين الذين لم يكفوا عن مضايقته بأسئلتهم على مدى الزيارة. واضاف: عندما دخل أولمرت أول من أمس الى كافتيريا الكنيست بدا في مزاج رائق، مستعد لأن يحتك بالمراسلين الذين حاولوا ان ينزعوا منه تلميحا بصلة اسرائيلية بموت مغنية.. اذا تبين في المستقبل ان اسرائيل صفت مغنية في قلب دمشق فسيكون ممكن القول بأن النصر الذي تطلعت اليه القيادة السياسية جدا في حرب لبنان الثانية جاء بتأخير سنة ونصف. وتابع: اولمرت كان بطل اليوم في الكنيست. نواب عديدون ووزراء توجهوا اليه كي يصافحوه وان يعربوا عن فرحهم بالتصفية. الكثير من التهامس دار هناك. اما وزير الحرب ايهود باراك الذي يعتبر مسؤولا عن اغتيال امين عام حزب الله السابق عباس موسوي اوائل التسعينيات، كقائد لاركان الجيش الاسرائيلي فقد عبر عن سروره لدى تلقيه خبر اغتيال مغنية اثناء عودته من زيارته الى تركيا. مثل هذه "السعادة" عبر عنها اكثر من مسؤول سياسي وامني اسرائيلي. ومع ذلك يسود تخوف كبير في الجيش الاسرائيلي من محاولات ثأر يقوم بها حزب الله او ايران اللذان يتهمان (اسرائيل) بتصفية عماد مغنية. وتقدر (اسرائيل) ان هذا الرد سيوجه نحو سفارات او اهداف اسرائيلية في ارجاء العالم مثل الهجوم على السفارة الاسرائيلية في الارجنتين في العام 92، وبعد اشهر الهجوم على مبنى الطائفة اليهودية في بوينس ايرس في الارجنتين. وتجزم (اسرائيل) ان الرد على اغتيال مغنية قادم لا محالة لكن السؤال هو أين ومتى؟ الكاتب في صحيفة "معاريف" عوفر شيلح شكك في مقال له في نجاعة الاقدام على اغتيال مغنية، قائلا : خلافا للاخرين عماد مغنية لم يكن فقط "رأس افعى" و... ولكن هل تحقق في موته ضرر حقيقي وبعيد المدى على قدرة حزب الله في العمل. بالتأكيد لا. وقال: باراك يحمل في ذكرياته ندبة تصفية امين عام حزب الله عباس موسوي. من تلك التصفية ولد حسن نصرالله، والنمو الهائل للتنظيم الشيعي الصغير، وعمليات الثأر في أرجاء العالم تلك التي خطط لها واخرجها الى حيز التنفيذ عماد مغنية. وختم بالسؤال هل كل هذا يساوي قتل مغنية ثأر حزب الله، في شكل عملية في خارج البلاد او شيء آخر؟ كل ما يمكن قوله بيقين هو انه لمرات عديدة لم تجر (اسرائيل) مثل هذه الاعتبارات في الزمن الحقيقي.