يرغب علماء في الولاياتالمتحدة وسواها ان يحقّقوا "ثورة خضراء" ثانية، خصوصاً في أفريقيا، تساعد البلدان الفقيرة على سدّ حاجاتها الخاصة من الغذاء ومتطلبات أسواق الصادرات. ويعكف باحثون في الحكومات والجامعات والشركات على تطوير تقنيات زراعية جديدة كفيلة بمساعدة البلدان الفقيرة على وضع حدّ لشح الغذاء وسوء التغذية. ومن التقنيات المبتكرة تحسين أصناف المحاصيل وتصنيع أسمدة أكثر فاعلية ولقاحات للماشية وأساليب لمعالجة الأطعمة وتصنيعها. وفي المركز الدولي للأسمدة والتنمية في ولاية ألاباما الأميركية، المدعوم من الإدارة الأميركية، تعمل الخبيرة الكيماوية أميت روي، مع علماء من بلدان أخرى، على تطوير سماد يمكن ان تمتصه التربة بسهولة ومساعدة المزارعين في الإفادة إفادة تامة من أصناف الحبوب المحسنّة نتيجة زرعها الأراضي التي تنقصها مادة النيتروجين. ولأن السماد المستحدث أكثر كفاءة من الأسمدة التقليدية، يصبح بمقدور المزارعين ان يستخدموا كميات أقل منه فيخفّضوا نفقاتهم ويقلصوا الترسبات التي تنساب إلى الأنهار والمجمعات المائية. ويعمل باحثون جامعيون في الولاياتالمتحدة على مشاريع تبدأ بالمحاصيل ذات صفات خاصة وتنتهي بتقنيات لنقل المنتجات الزراعية. وفي جامعة بيردو في ولاية إنديانا، يعكف بروس هاميكير وزملاؤه الدوليون على تطوير نوع من السرغوم يكون أسهل هضماً بما يتيح لمستهلكيه ان يمتصّوا البروتين الذي تحتويه هذه الحبوب على نحو أفضل. والسرغوم هو المحصول الرئيس في بلدان الساحل الإفريقي القاحلة ومحصول ثانوي في بلدان أفريقية أخرى. كما انه الغذاء المختار للناس الذين لا يستطيعون هضم مادة الغلوتين الموجودة في القمح. وطوّر فيليب نلسون، وهو باحث آخر في جامعة بيردو، تقنيات تتيح تخزين الفاكهة والخضر على نطاق كبير ونقلها مسافات طويلة. وساعدت هذه التقنيات على زيادة حصول الناس على الأغذية حول العالم، كما أشار نلسون الذي حاز جائزة الغذاء العالمي لعام 2007. ويساعد لويد روني من جامعة"إي أند إم"في ولاية تكساس مزارعي السرغوم والجاروس ومعالجيهما في أفريقيا على توفير حبوب مطحونة وخالية من الزؤان للمستهلكين في المدن الذين يفضلون الحبوب التي يسهل طهوها والتي يمكن أكلها بمفردها أو ممزوجة مع أطعمة أخرى لتحقيق تغذية أكثر توازنا. وتقدم مصلحة البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية وتملك 100 فرع في البلاد والخارج مجالاً آخر لجهود البحوث التي يمكن ان تفيد البلدان النامية. وفي فرع هذه المصلحة في ولاية نورث داكوتا، مثلاً، يسعى العلماء الى تصنيع المنيهوت الكاسافا وهو غذاء أساسي لملايين الأفارقة بحيث تدر الأراضي المزروعة به غلالاً أكبر وتكون أكثر مقاومة للحشرات والمرض. وفي مراكز أخرى لمصلحة البحوث يعكف الباحثون على تطوير أصناف مختلفة من الفول المجفف المقاوم للبكتيريا والفيروسات وهم يتعاونون مع معهد البحوث الزراعية في كينيا والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح لغرض التعرّف على مقاومة القمح لپ"صدأ الساق"وهو مرض ينتشر في شرق أفريقيا. ومن المشاريع الأخرى لمصلحة البحوث الزراعية تطوير صنف من القمح يمكن ان ينمو في أتربة تحتوي كميات كبيرة من الألمنيوم الذي يحدّ من النمو، وتطوير رز يكون مقاوماً للفطر الضار. وأدت الزراعة المكثفة للرز إلى بروز سلالات أقوى من الفطر الذي ظهر في أجزاء من آسيا. ويعمل علماء أميركيون على مشاريع غايتها مساعدة أصحاب المزارع الكبيرة وكان من إحدى ثمرات جهودهم لقاح واعد لحماية قطعان الماشية والخنازير والماعز من الحمّى القلاعية. وهذا المرض المنتشر في أنحاء العالم قلما ينتقل إلى البشر لكن قد يسبب خسائر فادحة في إنتاج الحليب واللحوم. ودرّب علماء زراعيون دوليون كثر الذين يعملون في جامعات ومراكز بحوث أميركية في الولاياتالمتحدة وسواها من بلدان من خلال برامج تدعمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الزراعة الأميركية. والولاياتالمتحدة عضو في المجموعة الاستشارية حول البحوث الزراعية الدولية التي تدعم 15 مركز بحوث منتشرة حول العالم.