انتخب الرجل الثاني في "المحاكم الاسلامية" في الصومال شيخ شريف شيخ محمد الذي يوصف بأنه معتدل، على رأس تحالف المعارضة الصومالية التي توعدت بطرد الجيش الإثيوبي من البلاد. وقال زكريا محمد عبدي، الناطق باسم مؤتمر المعارضة الصومالية الذي اختتم أعماله أمس في أسمرا،"إن رئيس التحالف الذي انتخبه اعضاء اللجنة المركزية ال191 هو شيخ شريف شيخ أحمد. إنه رئيس التحالف واللجنة التنفيذية". وأضاف أن الرئيس السابق للبرلمان الصومالي الانتقالي شريف حسن شيخ آدم انتخب رئيساً للجنة المركزية للحركة. وكان شريف حسن شيخ آدم أقيل من رئاسة البرلمان في 17 كانون الثاني يناير الماضي بعد اتهامه بالتقرب كثيراً من الإسلاميين. وانشأ نحو 30 مندوباً عن المعارضة الصومالية - وهم زعماء اسلاميون ونواب في المنفى وممثلون عن الشتات - حركة سياسية جديدة الأربعاء أُطلق عليها"التحالف من أجل تحرير الصومال". وتضم هذه الحركة الجديدة"لجنة مركزية"من 191 عضواً ستكون بمثابة برلمان و"لجنة تنفيذية"من عشرة أعضاء. وعلق الناطق زكريا محمد عبدي"ان عملنا سيتركز حول مقديشو ومناطق محيطة بهدف طرد القوات الاثيوبية منها". وجاء مؤتمر أسمرا الذي بدأ في السادس من أيلول سبتمبر إثر مؤتمر المصالحة الوطنية في الصومال الذي بدأ في 15 تموز يوليو وانتهى في 30 آب اغسطس في مقديشو من دون نتائج ملموسة. وكان فشل هذا المؤتمر الذي هدف الى اعادة السلام الى الصومال بعد 16 عاماً من الحرب الأهلية، ظاهراً منذ انطلاقه حيث قاطعته ابرز حركات المعارضة وبينها الزعماء الاسلاميون وقسم كبير من اعضاء قبيلة الهوية التي تهيمن على مقديشو. واجتماع أسمرة ليس مؤتمراً للسلام ذلك ان المنظمين والزعماء الاسلاميين دعوا الشعب الصومالي مراراً الى التمرد وطرد القوات الاثيوبية. وتدخل الجيش الاثيوبي في الصومال في نهاية كانون الأول ديسمبر 2006 وبداية كانون الثاني يناير 2007 وهزم"المحاكم الاسلامية"التي كانت تسيطر منذ شهور على مناطق كبيرة من جنوب البلاد ووسطها وبينها مقديشو. وفي مقديشو، أعلنت الشرطة وشهود ان ستة اشخاص كانوا على متن عربة للشرطة الصومالية قتلوا مساء الخميس في مقديشو جراء تدمير السيارة في تبادل لاطلاق النار بين القوات الحكومية ومتمردين. وقال الناطق باسم الشرطة عبدالواحد محمد ان شرطيين اثنين واربعة مدنيين قتلوا، بينما قال شهود ان الضحايا هم خمسة شرطيين ومدني واحد. وقال الناطق ان"متمردين نصبوا مكمناً مساء استهدف شرطيين يقومون بدورية في حي سوكا هولاها وخسرنا شرطيين في المعارك. لقد قيل لي أن أربعة مدنيين قتلوا أيضاً". واكد أحد سكان الحي ويدعى حسن علي ان"خمسة شرطيين قتلوا خلال المعارك ودمرت عربتهم المجهزة بالاسلحة تدميراً كاملاً". وقال شاهد آخر يدعى محمد ديك آدم ان"المعارك كانت عنيفة واستمرت نحو 35 دقيقة. لقد تبادلوا اطلاق النار بواسطة المدافع الرشاشة وقاذفات الصواريخ. لقد شاهدت عربة شرطة مدمرة وكانت هناك ست جثث على الأرض، الا انني لم اتمكن من تحديد هوية اصحابها لأن الوقت كان ليلاً". ونقلت وكالة"رويترز"عن مواطنين في مقديشو عدم تفاؤلهم بهدوء أعمال العنف خلال شهر رمضان الفضيل. وقال عثمان محمد مودي 38 عاماً، وهو أب لأربعة أطفال الذي كان جالساً خارج منزله في أحد الشوارع الخلفية في المدينة:"لا أعتقد أن الجماعات ستوقف القتال في رمضان... لأن الذين لا يحترمون حياة الانسان لن يحترموا رمضان". وقالت كاشو أحمد ل"رويترز"بينما كانت تسير في سوق قريبة لشراء مواد غذائية لوجبة الافطار تدعو الله أن يتوقف العنف. وأضافت وهي ممسكة بيد طفلها البالغ من العمر خمس سنوات:"في الإسلام... القتال خلال الشهر المعظم إثم كبير". وبدأ رمضان في الصومال الخميس بعد يوم من تشكيل المعارضة الصومالية تحالفاً جديداً في اريتريا تعهد شن حرب على القوات الاثيوبية الداعمة للحكومة الصومالية. ورفض رئيس الوزراء علي محمد جيدي هذه الحركة الجديدة كما انتقد اريتريا لاستضافتها محادثات المعارضة و"اثارة العنف في القرن الافريقي".