تعرضت خطة القوات الأميركية القاضية بدعم العشائر العراقية في مواجهة تنظيم "القاعدة" الى انتكاسة كبيرة، اثر اغتيال زعيم"مجلس انقاذ الأنبار"ستار أبو ريشة الذي نعاه البيت الأبيض، مؤكداً أن"العمل المشين لن يردع باقي زعماء العشائر عن التعاون في محاربة القاعدة"، وأكدت وزارة الدفاع بنتاغون أن مقتله"خسارة فادحة". وجاء اغتيال زعيم عشيرة البوريشة، وهي إحدى عشائر الدليم العربية، بعبوة زرعت في طريق سيارته قرب منزله في الرمادي، بعد حوالي اسبوع على لقائه الرئيس جورج بوش الذي كان متوقعاً أن يلقي خطاباً في ساعة متأخرة ليل أمس، يدافع فيها عن استراتيجيته التي تعتمد في قياس نجاحها على ما تحرزه العشائر في مواجهة"القاعدة". وأوضح وكيل وزير الداخلية العراقية العقيد طارق الدليمي كيفية وقوع عملية الاغتيال، فقال ان"الشيخ نزل عند رغبة أحد المعوقين فأوقف موكبه وترجل من سيارته لمعرفة حاجته وبعد تفقده عاد الى سيارته وكانت العبوة قد زرعت في هذا المكان فانفجرت، وأسفر عن مقتله مع أحد حراسه وإصابة آخرين". وسارع زعماء سياسيون وشيوخ عشائر الى التنديد بالحادث، وقال الشيخ علي الحاتم، أحد زعماء قبيلة الدليم الذي انشق عن أبو ريشة منذ شهور، وتبادل معه الاتهامات، ان"الحادث يؤشر إلى أطراف أبعد من"القاعدة"والعشائر سترد بقوة على الجناة أياً كانوا وسنرفض تقييد القضية ضد مجهول على غرار ما حصل سابقا". واشار الحاتم في اتصال مع"الحياة"الى أنه وعدداً من شيوخ العشائر الذين انفصلوا عن ابو ريشة، بينهم حميد الهايس، كانوا في اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي عندما سمعوا بالحادث. وقال ان المالكي كان يحاول تنظيم جلسة مصالحة بين العشائر المتخاصمة في الأنبار، لكنه أضاف أن شيوخ العشائر تلقوا تهديداً مباشراً من"القاعدة"بعمليات كبيرة في رمضان. من جهته، قال الشيخ علي الفارس الدليمي، رئيس المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية، في اتصال مع"الحياة"ان"اغتيال ابو ريشة سيكون نقطة تحول في مسيرة عشائر الانبار". واتهم"المخططين لاغتيال زعماء العشائر في فندق المنصور في بغداد، قبل اشهر بالتورط في قتل ابو ريشة. ولفت الى ان القتيل"كان أزعج الحكومة حديثاً حين طالب بالمزيد من الدعم لدور العشائر كي تساهم في تقليص النفوذ الايراني في العراق". وكانت"الحياة"اتصلت بأبو ريشة قبل ساعات قليلة من اغتياله، وقال رداً على سؤال انه ينتظر إيفاء القوات الاميركية بوعودها في اطلاق جميع المعتقلين من السنة والشيعة. والتحرك لتوفير الدعم المطلوب ل"مجلس صحوة العراق"الذي أسسه بعد إلغاء"مجلس انقاذ الانبار". وأعلن مصدر عشائري أمس تولي شقيق أبو ريشة الشيخ احمد رئاسة المجلس. وساهم"مجلس انقاذ الانبار"الذي أسسه ابو ريشة عام 2006 في طرد عناصر"القاعدة"من معظم مدن المحافظة، وشارك في عمليات ضد التنظيم في عدد من مناطق بغداد، بينها العامرية والاعظمية والغزالية. واستثمرت القوات الاميركية تجربة ابو ريشة لتشجيع مزيد من العشائر لتشكيل قوى خاصة بها لمقاتلة"القاعدة"في محافظات ديالى وصلاح الدين والموصل، بالاضافة الى"مثلث الموت"، جنوببغداد، ما أثار استياء الحكومة التي اعتبرت ذلك تشجيعا للميليشيات الجديدة على إضعافها. وكان بوش الذي فاجأ الجميع بزيارة معقل ابو ريشة، واستدعى الزعماء العراقيين لمقابلته هناك، يستعد أمس لإلقاء خطاب يوافق فيه على خفض محدود للقوات الاميركية، ويدافع عن سياسته في العراق، مستشهداً بنجاح جهود العشائر في محاربة"القاعدة". ووصف البيت الابيض أمس اغتيال ابو ريشة بأنه"عمل مشين"، مؤكداً انه"لن يردع زعماء العشائر في المحافظة عن الاستمرار في التصدي ل"القاعدة". وقالت الناطقة باسم الرئاسة دانا بيرينو:"حاولت"القاعدة"مرات قتل الشيخ. وكان من الأوائل الذين توجهوا الى الاميركيين عارضين التعاون مع المارينز مشاة البحرية لطرد التنظيم من الانبار". واستشهدت بكلام منسوب الى زعيم عشيرة آخر قال:"هذا لن يردعنا بل يزيدنا عزماً على مقاتلة هذا العدو". من جهتها، اعتبرت وزارة الدفاع مقتل ابو ريشة"خسارة فادحة". وقال الناطق باسم البنتاغون جيف موريل"على رغم الخسارة الفادحة بمقتل الشيخ عبد الستار، إلا ان الحركة التي أطلقها ستستمر". وتابع:"من الواضح انه كان رأس حربة الحركة وانها خسارة فادحة"، مشيراً الى مقتل ثلاثة من حراسه الشخصيين في الاعتداء.