تضاربت الأنباء حول مصير زعيم "القاعدة في بلاد الرافدين" أبو أيوب المصري وهويته أمس، إذ أكد وزير الامن الوطني شروان الوائلي مجدداً مقتله قائلاً إنه عراقي الجنسية، وهو ما نفاه مسؤولون أمنيون في القاهرة. وأكد مسؤولون مصريون ما جاء على لسان المحامي منتصر الزيات أن زعيم التنظيم في العراق هو الخبير في المتفجرات المصري عبدالمنعم عز الدين علي إسماعيل العضو السابق في جماعة"الجهاد الاسلامي"التي أسسها أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة". وأوضح الزيات أن المصري استخدم أسماء مستعارة كثيرة سابقاً كان بينها"أبو أيوب"و"أبو جهاد"و"يوسف حداد"و"لبيب حداد". وأضاف في حديث إلى وكالة"أسوشيتد برس"أن حكماً بالسجن سبع سنوات صدر غيابياً عام 1999 في حق زعيم"القاعدة"في العراق الذي ولد في محافظة دلتا النيل عام 1969، وكشف هؤلاء المسؤولون المصريون أن السلطات تعتقل محامياً مصرياً للاشتباه في ارتباطه باسماعيل الذي قاتل في ثمانينات القرن الماضي ضد الجيش السوفييتي في أفغانستان. وفي بغداد، أكد الوائلي ل"الحياة"أن"المصري قُتل في قرية النباعي التابعة لمنطقة التاجي شمال بغداد مع 11 قيادياً من تنظيم"التوحيد والجهاد"في وادي الرافدين بينهم غسان عدنان ناجي ووليد محمود ومحمد فاضل وثامر فوزي". وتابع أن"المصري كان يستخدم هذا الإسم ليختفي وراءه، وهو عراقي من أهالي بلدة جبلة شمال محافظة الحلة، واسمه الحقيقي صبري خريبط صالح 47 عاماً". وزاد أن صالح"أنهى دراسته الجامعية مطلع ثمانينات القرن الماضي وحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء، وعمل بعدها في التصنيع العسكري". وكشف تلقيه دورة تدريبية في فرنسا ابان الحرب العراقية - الايرانية على استخدام غاز الخردل"، مشيراً إلى مغادرته العراق الى افغانستان وقتاله الى جانب تنظيم القاعدة". وتابع الوائلي أن صالح خرج من العراق تحت"غطاء دورة تدريبية في ألمانيا ثم سُرح من الجيش العراقي عام 1984، وهو متزوج من امرأة تعمل في وزارة الصحة ولديها حالياً إجازة مرضية". ووفقاً لوزير الأمن الوطني، فإن زعيم"القاعدة في بلاد الرافدين"يسكن في منطقة الغزالية واختير وزيراً للحرب في دولة العراق الاسلامية خلفاً للمقدم"أبو اثيل"الذي قُتل مطلع العام الجاري في احدى بلدات الانبار. وكان الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون العميد قاسم عطا أكد خلال مؤتمر صحافي مقتل المصري وسبعة من معاونيه، لافتاً الى اتصاله هاتفياً برئيس مجلس انقاذ الانبار الشيخ عبد الستار ابو ريشة. وأكد مقتل ابو ايوب المصري وسبعة من معاونيه بينهم سعودي وخمسة عراقيين. وتضاربت الأنباء حول تسلم الحكومة جثة المصري. وعلى رغم اعلان مسؤول استخبارات وزارة الداخلية الفريق حسين كمال أنها"تحت سيطرة الحكومة وستعرضها على الجمهور خلال ساعات بعد الانتهاء من بعض الاجراءات"، إلا أن مصادر قريبة من وزير الامن الوطني وقائد عمليات فرض القانون قالت إن الجثة لا تزال حتى ظهر اليوم امس في قرية النباعي وتأخرت الحكومة في نقلها كون"المنطقة لا تزال تشهد اشتباكات بين تنظيم القاعدة ومسلحين من مجلس إنقاذ الانبار". وتبحث الحكومة العراقية وحلفاؤها من مقاتلي"مجلس انقاذ الانبار"عن ادلة تثبت مقتل زعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين""أبو أيوب المصري"في اشتباك شمال بغداد. وقال مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العميد عبدالكريم خلف إن"السلطات لم تعثر بعد على جثة للمصري تؤيد صحة المعلومات الاستخباراتية"، مشيراً الى أن"تحقيقات وجهوداً تجري للعثور على جثة المصري". وكان خلف أعلن أول من أمس أن المصري قُتل في اشتباكات بين تنظيمات متطرفة شمال بغداد، لكن الجيش الأميركي لم يؤكد مقتله، فيما نفى تنظيم"القاعدة"في بيان نشره على الانترنت مقتل زعيمه. وأكد رئيس"مجلس انقاذ الانبار"الشيخ حميد الهايس:"أرسلنا جماعة مسلحة صباح اليوم الى موقع الاشتباكات الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم القاعدة من أجل العثور على الجثة، لكن لم نسمع حتى الآن خبراً منهم". وأضاف أن"شهوداً وأدلة واتصالات مع أهالي المنطقة تؤكد مقتله". وكان"مجلس انقاذ الأنبار"أعلن مسؤوليته عن مقتل المصري مع خمسة من كبار مساعديه. وقال الهايس في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"أول من أمس إن"عشيرة الدليم التي تعمل تحت مظلة مجلس إنقاذ الأنبار اشتبكت مع عناصر تنظيم القاعدة ثلاث ساعات صباح امس في منطقة المقالع القريبة من النباعي شمال بغداد". وأضاف أن"الاشتباكات أسفرت عن مقتل المصري مع خمسة من قادته الكبار بينهم اثنان من التابعية السعودية". يذكر أن مجلس انقاذ الانبار هو الجناح المسلح ل"عشائر صحوة الانبار"التي تتألف من عشائر سنية تقاتل تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". الى ذلك، كشفت مصادر قريبة من الجماعات المسلحة في منطقة التاجي ل"الحياة"عن مشاركة كتائب من"الجيش الاسلامي"وأخرى من"كتائب ثورة العشرين"و"جيش محمد"في معارك النباعي أول من أمس الى جانب قوات"مجلس انقاذ الانبار"و"ثوار الانبار"وعشائر التاجي.