سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سورية وتركيا تتبادلان الخطوات السياسية والرمزية لتأكيد "الأخوة" بعد الغارة الإسرائيلية . باباجان يحض دمشق على "المساهمة" في حل أزمات العراق ولبنان وفلسطين
حرص الجانبان السوري والتركي على اتخاذ جملة من الخطوات السياسية والرمزية لتأكيد "الصداقة والاخوة" بين البلدين وعدم تأثر علاقتهما الثنائية بمرور الطائرات الاسرائيلية فوق الاجواء التركية لدى شنها غارة على"مبنى عسكري غير مستعمل"شمال شرقي البلاد. وشدد وزير الخارجية التركي علي باباجان بعد محادثاته مع الرئيس بشار الاسد امس على اهمية"الدور السوري في المساهمة في ايجاد حلول في الازمات العراقيةواللبنانية والفلسطينية". وحض على حضور"مؤتمر الخريف"ويسعى لعقد لقاء بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيرته الاميركية كوندواليزا رايس في مؤتمر"جوار العراق الموسع"في اسطنبول بداية الشهر المقبل. كما حض سورية واسرائيل على"الحوار السياسي". ولوحظ ان باباجان حرص على ان تكون دمشق المحطة الاولى له ضمن جولته في الشرق الاوسط، والعاصمة الاولى التي يزورها بعد توليه حقيبة الخارجية خلفاً لعبدالله غل الذي انتخب رئيسا لتركيا. وقال مسؤول تركي ل"الحياة"امس انه"لم تكن صدفة"ان تتصادف زيارة باباجان لدمشق مع الذكرى ال34 لحرب تشرين الاول اكتوبر بين سورية واسرائيل لتأكيد مساعي انقرة ل"تشجيع الطرفين على اعتماد لغة الحوار السياسي وليس التصعيد العسكري"في حل المشاكل. وكان لافتا ان باباجان اعلن ان الرئيس الاسد سيزور انقرة في الايام المقبلة تلبية لدعوة خطية نقلها من الرئيس غل، بحيث يكون الرئيس السوري من اوائل المهنئين بتسلم غل الرئاسة، بعدما كان بين اوائل الذين بعثوا رسالة تهنئة عبر المعلم في 9 الشهر الماضي. وفيما يسود اعتقاد ان الغارة الاسرائيلية لا يمكن ان تتم من دون"ضوء اخضر"من المؤسسة العسكرية التركية، قال المعلم:"لا يمكن ان تسمح تركيا باستخدام اجوائها واراضيها او مياهها للعدوان على سورية. هذا ما سمعته من الاخوة الاتراك. واستطيع القول: لا احد يطلق النار على نفسه". وزاد باباجان:"دهشنا عندما سمعنا عن خرق الطائرات الاجواء. سورية وتركيا بلدان جاران وصديقان وشقيقان. لا يمكن ان تسمح تركيا بأن تستخدم طائرات اسرائيلية الاجواء التركية لنشاطات من شأنها ان تضر بأمن سورية وسلامتها". ومن المقرر ان يكون وزير الخارجية التركي بحث مع المسؤولين الاسرائيليين مسألة العملية الجوية. وكانت مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة"ان انقرة ابلغت دمشق ان رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي رفض الرد على اتصال نظيره التركي يشار يوريك اناوط عندما حاول الاستفسار عن الخرق الجوي بعد حصوله في الساعة الواحدة والنصف من فجر 6 الشهر الماضي، مشيرة الى ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اتصل بنظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت للتعبير عن"الاحتجاج وطلب توضيحات وضرورة عدم تكرار ذلك". وعلم ان طائرات تركية حلقت من قاعدة ديار بكر للحاق الطائرات الاسرائيلية. وشكلت زيارة باباجان لدمشق فرصة لبحث الملفات الاساسية في المنطقة، ومن بينها الازمة اللبنانية. وفيما قال المعلم ان المحادثات تناولت"الوضع في لبنان وضرورة التوافق بين الاشقاء اللبنانيين على مرشح للرئاسة يؤدي الى توحيد صفوف اللبنانيين وتعزيز دور لبنان العربي"، اشار باباجان الى ان"الازمة الحالية في لبنان تمر في مرحلة حساسة للغاية. ومن الاهمية بمكان ان تتبنى الاطراف المعنية مواقف بناءة وجدية لتخطي هذه المرحلة". وزاد:"هناك حاجة لأن تستمر الدول الصديقة والمجاورة في لبنان في دعمهم ومواقفهم التشجيعية والمساندة لحل الازمة. ونؤيد سورية لما لها من علاقة خاصة في لبنان". وتناولت المحادثات ايضا مؤتمر السلام المقرر في واشنطن، اذ قال المعلم ان"وجهات النظر كانت متفقة في شأن ضرورة استئناف عملية السلام وفق مرجعية مؤتمر مدريد والارض في مقابل السلام وقرارات مجلس الامن، وضرورة وحدة العمل الفلسطيني واستئناف الحوار الفلسطيني لضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وكان باباجان قال ل"الحياة"انه سيحض السوريين على المشاركة في"مؤتمر الخريف"، لكن المعلم قال امس ان المشاركة او عدمها"يتوقف الى حد كبير على الدعوة لحضور المؤتمر ومرجعياته واهدافه، والاهم: هل سيكون موضوع الجولان على الطاولة، آخذين في الاعتبار ان الدعوة التي وجهت الى الان هي دعوة كون سورية عضوا في مبادرة السلام العربية، بينما في واقع الحال سورية طرف معني مباشرة بالصراع العربي - الاسرائيلي". من جهته، قال باباجان ان"هناك حاجة ماسة لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط وان تتناول العملية السلمية جميع المسارات التفاوضية بما فيها المسار السوري. تركيا ستواصل دعمها ومساندتها الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط". وسئل باباجان اذا كانت بلاده تنقل رسائل بين سورية واسرائيل، فأجاب"ان تركيا تهتم في شكل كبير بكل المسائل والمشاكل الاقليمية ولديها علاقات مستمرة مع جميع دول المنطقة من دون استثناء. وتوصي تركيا دائما الاطراف المعنية بايجاد الحلول عبر الحوار السياسي وبالطرق السلمية سواء في اللقاءات الثنائية او في المحافل الدولية". وعن احتمال لقائه رايس على هامش مؤتمر جوار العراق الموسع في اسطنبول بداية الشهر المقبل، قال المعلم:"ان اجتماعي مع رايس في شرم الشيخ بداية ايار الماضي كان بناء على طلبها. خرجنا بانطباع ان الاميركيين سيعودون الينا برؤيتهم للمواضيع التي اثرناها في الاجتماع. والى الان، لم يعودوا الينا بهذه الاجوبة". وبحسب بيان رسمي، فإن الجانبين السوري والتركي"اكدا وحدة العراق وسلامة اراضيه والحفاظ على سيادته واستقلاله". وقال باباجان ان مؤتمر اسطنبول سيتخذ قرارات"تعزز عملية المصالحة"في العراق. سقوط طائرة الى ذلك، اعلنت "الوكالة السورية للانباء" سانا امس ان طائرة تابعة ل"المؤسسة العامة للمساحة"من نوع"نافاجو"سقطت صباح امس اثناء قيامها برحلة تدريبية في منطقة المعضمية جنوبدمشق"نتيجة خلل فني". وزادت ان"الحادث ادى الى استشهاد طاقم الطائرة المؤلف من ثلاثة افراد"، مضيفة ان لجنة تحقيق شكلت لمعرفة اسباب سقوطها.