شنت جهات سياسية اسرائيلية عديدة هجوما عنيفا على رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت اثر تسريبات تتعلق بموافقته على "الانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل مقابل تحقيق السلام مع سورية". وتناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس على نطاق واسع ما اوردته وكالة الانباء السورية المستقلة " شام برس" نقلا عن مصادر دبلوماسية "بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أبلغ دمشق موافقة أولمرت على الانسحاب الكامل من الجولان المحتل مقابل تحقيق السلام مع سورية". ورغم تشكيك مراقبين إسرائيليين في قدرة واستعداد اولمرت على إطلاق مثل هذا التعهد والوقوف من خلفه، الا ان هذه الانباء اثارت حالة من الجدل والتوتر في مختلف الاحزاب الاسرائيلية، التي وجهت اتهامات شديدة لاولمرت، وعبرت عن رفضها لاية تسوية في الجولان. بدوره عقب مكتب اولمرت على هذه الانباء بشكل مقتضب وقال للعديد من وسائل الاعلام: "إننا نعرف ماذا يريد السوريون منا وهم يعرفون ماذا نريد منهم". اما عضو الكنيست عن حزب كاديما (حزب اولمرت) مارينا سلوديسكي فابدت معارضتها للانسحاب من الجولان، لعدة أسباب، منها لأن سورية تتعاون مع إيران وحزب الله. وفي هذه المرحلة يعتبر إحلال السلام مع سورية انتحارا جماعيا لإسرائيل". وقال دافيد طال من حزب "كاديما" انه سيقدم مشروع قانون للكنيست من اجل سن قانون يمنع اي انسحاب من الجولان الا بعد اجراء استفتاء وطني. واوضح انه سيقدم هذا المشروع فور عودة الكنيست من عطلتها، مؤكدا ان الانسحاب من الجولان سيخلي الساحة لحزب الله وستتحول حياة سكان الشمال الى جحيم. زئيف ألكين من "كاديما" اعتبر هو الاخر: ان أولمرت يستخف بالجمهور الإسرائيلي وبالمجتمع الدولي من خلال إطلاق بالونات اختبار وإطلاق تعهدات ليس لها غطاء. وكما حصل مع تصريحاته حول تقسيم القدس سيحصل أيضا في قضية الانسحاب من هضبة الجولان وسيتضح قريبا أن خطوة رئيس الوزراء لا تحظى على تأييد في الكنيست، ولا داخل حزبه". اما عضو الكنيست عن حزب الليكود يوفال شتاينتس فقد رأى في استعداد أولمرت للانسحاب من هضبة الجولان تعبيرا عن عبثية سياسية وأمنية غير مسبوقة. "لن تتمكن إسرائيل بدون الجولان أن تدافع عن وجودها والحفاظ على بحيرة طبريا ومصادر المياه. ليس لدي شك أن الشعب هو مع الجولان وليس إلى جانب رئيس الوزراء". وقال عضو الكنيست من حزب "المفدال" إيفي إيتام إن أولمرت يتنازل عن أمن إسرائيل. وفي محاولة يائسة لعرض إنجاز سياسي للناخبين هو على استعداد للتنازل عن مكتسبات أمنية ووطنية بفضلها الحدود الشمالية مع سورية هادئة منذ 40عاما. اذكر أولمرت بأن الشعب مع الجولان ولن يسمح لأي شخص بإعادتها إلى السوريين".