تواصلت المواقف المتشنجة بين الاكثرية والمعارضة في لبنان من الاستحقاق الرئاسي المقبل, وسجلت ردود فعل متبادلة على خلفية أقوال لبعض الأقطاب ولا سيما رئيس"تكتل التغيير والإصلاح النيابي"ميشال عون والنائب السابق سليمان فرنجية. واعتبر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس"إن التأزيم السياسي الحاصل، وتمسك كل طرف بموقفه من شأنهما أن يدخلا لبنان في دوامة رهيبة من الفوضى السياسية والدستورية التي لا يمكن لأحد تدارك نتائجها". ودعا الى"بلورة قواسم لبنانية مشتركة تتلاقى مع المساعي التي تقوم بها الدول الشقيقة والصديقة، من أجل تمرير هذا الاستحقاق ومن ثم تشكيل حكومة تجمع القوى والأطراف السياسية كافة تتولى إطلاق عجلة الحل الاقتصادي والاجتماعي، إذ بلغت مستويات التدهور في هذا الميدان حدود الانهيار التام". وأبدى قلقه من"حديث بعض السياسيين عن التقسيم، وكنت أنتظر منهم موقفاً صلباً برفضه والتصدي له". وعلق عضو"اللقاء الديموقراطي"النيابي وائل أبو فاعور على"هجوم عون وفرنجية على رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط، فأشار الى"ان النائب عون أرسل الى جنبلاط موفدين وآخرهم الاسبوع الماضي للمطالبة بالجلوس الى طاولة ثنائية والتفاهم السياسي", وقال:"ان كلام عون الذي اعتبر فيه ان جنبلاط لا يمكنه إعطاء رأيه في موضوع الرئاسة يبشر بالكثير في حال انتخاب عون رئيساً للجمهورية لأنه قد يمنع الناس من الكلام". وعن تهجم فرنجية على الاكثرية وعلى الوزير مروان حمادة, قال:"هذا كله يأتي في سياق عام موحى به ومدفوع اليه من قبل النظام السوري الذي يريد توتير الأجواء السياسية في لبنان، وخلق اكبر حالة ممكنة من التعريض والتشنج السياسي والأمني تبريراً لخطوات لاحقة أعلن عنها رئيس الجمهورية بالأمس حيث قال انه سيشكل حكومة عسكرية". وسارع"التيار الوطني الحر"الى النفي"بشكل قاطع"ان يكون عون طلب موعداً للقاء جنبلاط, طالباً من النائب أبو فاعور"التأكد من معلوماته قبل إطلاق الإشاعات، خصوصاً أنّ الذين يحاولون طلب المواعيد لزيارة عون من قبل النائب وليد جنبلاط كثر". ورد ابو فاعور على رد التيار الحر مؤكداً ان"النائب وليد جنبلاط تلقى على مدى الاسابيع الاخيرة رسائل سياسية ودية من عون عبر احدى الشخصيات المقربة والموثوقة، ونقلت الي شخصياً، واذ اتحفظ عن ذكر اسم الموفد وتفاصيل الرسالة عملاً بمبدأ المجالس بالامانات، ادعو لجنة الاعلام في"التيار"الى التأكد من معلوماتها قبل اصدار اشاعاتها او بيانات يقينها المطلق"، متمنياً الا أضطر الى كشف عناوين الرسائل وتفاصيلها،"وفي كل الحالات، نحن لا نأخذ على الجنرال انفتاحه السياسي بل نأخذ عليه التناقض في المواقف بين ما يرسل وما يعلن". ورد عضو"اللقاء الديموقراطي"فؤاد السعد على عون وسأله:"الا يعرف ان تراجع الموجة العونية الذي شهدناه في المتن سيكون هو نفسه والحجم نفسه في انتخابات بعبدا - عاليه اذا جرت حالياً؟". ولفت الى ان"عدم وجود مجلس دستوري حالياً يعود الى تعطيل عمل المجلس النيابي منذ الثلثاء في 20 آذار مارس 2007". وكرر رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط في كلمة ألقاها نيابة عنه النائب علاء الدين ترو في مناسبة شوفية، رأيه"بأن الأكثرية النيابية ستنتخب رئيساً جديداً في اي مكان من لبنان اذا اضطرت لذلك كي لا يحصل الفراغ ولكي يبقى الرئيس مارونياً". وحيا ترو"الجيش اللبناني الذي يخوض معركة الدفاع عن لبنان في نهر البارد بمواجهة العصابات المصدّرة من"الأشقاء", او في الجنوب حيث يتولى الدفاع عن الوطن بمواجهة إسرائيل, وفي حفظ أمن لبنان". فرعون: فرنجية تجاوز الاصول وعلق وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون على كلام فرنجية، لافتاً الى انه كان"شارك في الحملات السياسية والإعلامية التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويعود اليوم، للأسف، ويشارك في أجواء تحريض وتهديد قد تمهد لعمليات اغتيال أخرى او لعمليات تخريب يخطط لها او يدفع في اتجاهها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية". وكان فرنجية قال خلال حديثه ان"القول ان رفيق الحريري لم يكن مع الوجود السوري إهانة له لأن ذلك يعني إما انه جبان او انه كان لا يقول الحقيقة، ولكن الرئيس الحريري نحترمه وهو من قام بحملة إعلامية على الرئيس لحود". ورأى فرعون ان فرنجية"الذي تجاوز أصول التخاطب لم يتردد في التطاول بكل الاتجاهات حتى على الشهداء ومنهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما يعكس حال التوتر الشديد لدى الفريق الذي يمثله وينسق معه". واستغرب"تولي فرنجية الذي تولى مسؤوليات في الدولة الدفاع عن تمديد شبكة اتصالات"حزب الله"العسكرية ومحاولة اتهام الآخرين باستهداف السيد حسن نصر الله والهدف منه التهويل كي تتوقف الدولة اللبنانية عن القيام بواجبها لمعالجة هذه التعديات التي تعتبر انتهاكاً لسيادة الدولة والتي أصبحت تشمل معظم المناطق اللبنانية". ورأى عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية أنطوان زهرا أنّ عدم نقل السفير الأميركي جيفري فيلتمان أي أجوبة الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خلال لقائهما أول من أمس"يؤكّد أنّ الاستحقاق هو لبناني". واستبعد زهرا في حديث الى محطّة"العربية"الفضائية أي حرب في لبنان"تشبه الحروب الداخلية السابقة على رغم التهويل الذي يجري للابتزاز في موضوع رئاسة الجمهورية والذي يقوم به فريق 8 آذار وعلى رأسه القوة القائدة للمعارضة وهي"حزب الله"عبر التهويل إمّا بانتخابات بشروطهم أو لا انتخابات"، لافتاً الى"أنّ قوى 14 آذار تأمل أن يشارك كلّ المجلس النيابي في الانتخابات الرئاسية". ولم يستبعد"إمكانية أن يتمّ الاتفاق من قبل كلّ الأطراف على مرشّح مقبول من الجميع". وشدد النائب روبير غانم المرشح الى رئاسة الجمهورية على ان الحضور الى المجلس النيابي"إلزامي وضروري، خصوصاً ان للنائب دورين دور تشريعي رقابي منحه إياه الدستور والآخر يتعلق حصراً بانتخاب رئيس الجمهورية وأي تخلف او ابتزاز في هذا الموضوع من قبل أي فريق هو ابتزاز للوطن وتخلف عن واجب وطني ومعنوي وأدبي". وحذر في حديث الى موقع"لبانون فايلز"الإلكتروني من الفراغ"لأنه كارثة على لبنان, كما ان أي انتخاب من أي فريق معارضة او أكثرية من دون مشاركة الفريق الآخر لا يقل خطورة عن الفراغ". وحذر عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية حسن فضل الله"من خطورة فتح الأبواب السياسية والعسكرية أمام الهجمة الأميركية على لبنان". وقال:"عندما يذهبون لانتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً إنما ينتخبون رئيساً لحزبهم وزعيماً لجماعتهم لا رئيساً للبنان، فنحن لن نقر لهم بهذا الأمر ولن نقبل به ولن نجعله ساري المفعول في لبنان", معتبراً"ان هذه الإدارة في هذين الشهرين المتبقيين لإنجاز الاستحقاق الرئاسي تريد ان تمارس ضغطاً قوياً بأدوات لبنانية من أجل ان تفرض على لبنان رئيساً للجمهورية". وكرر موقف"حزب الله"بمد"أيدينا الى شركائنا من موقع الاقتناع بان لبنان لا يمكن ان يقوم الا على التفاهم, ولأن القوي هو الذي يمد يده الى الآخر ليستنقذه من الورطة التي يغرق فيها. عندما تسمعون خطاباً تصعيدياً متوتراً من بعض الأفرقاء في السلطة فهذا يعني انهم ضعفاء غير قادرين على مواجهة الاستحقاقات السياسية في الداخل وعندما يرفض الآخر التسوية يعني انه في موقف ضعيف يريد ان يستقوي بالخارج وهذا الخارج لن يدوم لهم". سعيد: فرنجية يخشى المحاكمة ورد النائب السابق فارس سعيد في تصريح لموقع"ناو لبنانون"الإلكتروني على المواقف التي أطلقها فرنجية قائلاً:"كلما اقترب موعد المحكمة الدولية لمحاكمة المجرمين الذين دبروا أو خططوا أو نفذوا أو كتموا معلومات حول الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان، وعلى رأسها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يدخل بعض السياسيين في لبنان بحالة من التوتر العصبي، من هنا كانت مداخلة الوزير السابق سليمان فرنجية متهماً فريق 14 آذار بأنه إلغائي وأنه يدبر اغتيال السيد حسن نصر الله". واعتبر"أن هذا الكلام، من خلال الهجوم على 14 آذار، يهدف الى إخفاء معالم التوريط لكل الشخصيات السياسية التي كانت تدور في فلك سورية خلال مرحلة الوصاية السورية على لبنان والتي استمرت على رغم ثورة الأرز وانتقال البعض من موقع الى آخر". وقال سعيد:"سليمان فرنجية يخشى المحاكمة ويخشى دخوله السجن، لأنه كان وزيراً للداخلية أثناء حصول جريمة اغتيال الحريري، وأنا أحمله المسؤولية، ومن الطبيعي ان يُسأل عما حصل، فإذا كان لا يدري فتلك مصيبة، وإذا كان يدري فالمصيبة أكبر". وعن كلام فرنجية عن إعادة صلاحيات الرئاسة، اعتبر سعيد أنه"للتسويق السياسي الرخيص، وهو يطرح نفسه كمدافع عن حقوق الطائفة المارونية من خلال العمل وهذا ليس بجديد من سليمان فرنجية، فهو وأمثاله كانوا خلال الوصاية السورية يقولون إن مصدر القلق للمسيحيين هو المسلم اللبناني، وأن بقاء سورية في لبنان يعزز موقع المسيحيين من أجل مواجهة المسلمين، بينما نظرية قرنة شهوان آنذاك كانت أن مصدر القلق يأتي من سورية، وأن علينا التفاهم مع المسلم اللبناني من أجل إخراج الجيش السوري من لبنان". وعن كلام عون رأى أن"أسلوب الشتائم الذي يتبعه عون بدأ يتعب ويرهق أعصاب اللبنانيين. وهذا الأسلوب الاستفزازي في العمل السياسي القائم على استخدام الشتيمة يبعد الرأي العام اللبناني كل البعد عن هذه الشخصية السياسية". ورأى حزب"الكتلة الوطنية اللبنانية"في بيان ان"كلام فرنجية والخطابات التحريضية المتكررة لعون، تجعلنا نعتقد انهم يحرضون على التصفية الجسدية لمعارضيهم ولكل من ينتهج الخط السيادي. كيف يمكن لقوى 14 آذار ان تقتنع بان قوى 8 آذار تريد التوافق والمشاركة؟". واعتبرت"ان مطالبات بعض أقطاب المعارضة، المتحالفين مع سورية، باسترداد صلاحيات رئيس الجمهورية، وآخرها كان في حديث فرنجية، هي مهينة لأن الصلاحيات تم التنازل عنها أيام حكم الرؤساء الموالين لسورية".