انكبت «القوات اللبنانية» على خلوة تستمر يومين لتحديد موقفها من مرشح التسوية النائب سليمان فرنجية، في وقت شدد عضو كتلة «القوات» النيابية أنطوان زهرا، على أن «ملف رئيس الجمهورية لبناني، ويجب التباحث فيه في لبنان». وكان وزير الصحة وائل أبو فاعور اعتبر في موقف سياسي أن «أمامنا فرصة سانحة لتسوية سياسية وطنية ممكن ان تتحقق عبر ترشيح النائب فرنجية الى رئاسة الجمهورية، اذا ما عطفت على التسوية المحتملة المقبلة في حكومة الوحدة الوطنية لتعيد انتاج التوازن الوطني وتكريسه الذي لا يمكن ان تسير عجلة الدولة والحياة الوطنية الا بهذا التوازن». ورأى أن «القسم الأكبر من أطياف «14 آذار» ومن القوى السياسية خارج «8 آذار» ونحن منهم، نؤيد وصول فرنجية للرئاسة، وقسم من اطياف «8 آذار» يقول نحن مع الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة على رأس حكومة وحدة وطنية». ورأى ان «الأزمة السورية تدخل في تعقيدات اضافية، ومنطق العقل يقول أن نلجأ الى الداخل اللبناني ونحمي الجغرافيا اللبنانية ونعود اليها، وأن نلجأ الى التسوية ونقبل بها، ربما لا تكون هذه التسوية افضل التسويات». وقال زهرا لمحطة «او تي في» التابعة ل «التيار الوطني الحر» أنه «عندما كان يقال لنا ليتفق المسيحييون على الاستحقاق الرئاسي، كنا نرد ان الاستحقاق ليس شأناً مسيحياً فقط بل وطنياً. لكن بكلامنا لا نقصد أن يكون شأناً اسلامياً، وتتبلغ به الجهات المسيحية»، معتبراً أن «هناك شيئاً ما يطبخ، والرئيس سعد الحريري لم يتشاور معنا ولا مع غيرنا في هذا الشأن». وأكد أن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع «ليس بوارد أن ينتقل لأي مكان لمقابلة أي أحد». وقال: «ليس المقصود منع رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية من الوصول إلى الرئاسة، وعندما نصل إلى المفاضلة، سيكون لرئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون الأولوية». وكان الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري اعتبر أن «المرحلة التي نعيشها دقيقة جداً، وواجب كل اللبنانيين اليوم الحفاظ على اتفاق الطائف، وتطبيقه كاملاً لكي يتسنى للجميع اكتشاف ثغراته حيث توجد، قبل المطالبة بتغييره أو تطويره». وقال ان مبادرة الرئيس الحريري لإنهاء الشغور الرئاسي، ليست مبادرة بين طرفين، بل مبادرة وطنية ويجب التقاط الفرص لإنقاذ لبنان، وإعادة إنتاج مرحلة من التفاهمات الوطنية شبيهة بالمراحل التي عمل فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري على إنجاز مشروعه». ولفت الى ان «مصلحة البلد تفرض علينا أن نأخذ قرارات لم يأخذها أحد وخصوصاً أننا لم نضع فيتو على أي مرشح رئاسي من الأقطاب الأربعة، ميشال عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية وأمين الجميل، الذين اتفقوا في اجتماعات بكركي، ألا يضع أي قطب منهم فيتو على الآخر في حال كانت لديه فرصة جدية للوصول إلى سدة الرئاسة، لكن في حال قام الأقطاب الأربعة بتعطيل إمكان وصول أي مرشح منهم، نصبح أمام خيار أن البلد لا يمكن أن يبقى من دون رئيس، ونكون نحن مرتاحي الضمير لأننا لم نضع فيتو على أحد، وبالتالي تصبح هناك ضرورة للذهاب جدياً إلى سبل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة». وقال: «الجميع يطالب بعودة الرئيس سعد الحريري لقيادة البلد، وإكمال مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا ما نريده عبر مبادرة وطنية تمكنه من العمل والإنتاج»، مؤكداً أن «توقيت إعلان المبادرة ملك الرئيس الحريري وفقاً للظروف والاتصالات حرصاً على إنجاحها».