ما إن أخذت اللقاءات الحوارية في لبنان بين فرقاء الأكثرية والمعارضة تساهم في تخفيف الحرائق السياسية وسخونة المواجهات الكلامية حول الاستحقاق الرئاسي حتى عادت حرائق الاحراج الى الاشتعال مسببة كارثة بيئية، خصوصاً في شمال لبنان، وتحديداً منطقة زغرتا ومحيطها، حيث استعانت السلطات اللبنانية بطوافات لإطفائها من قبرص. في وقت قال وزير الداخلية اللبناني حسن السبع ان هذه الحرائق مفتعلة. وأتت الحرائق التي شبّت في مناطق جنوبية وجبلية وشمالية على مساحات كبيرة من المناطق الحرجية. راجع ص7 و8 أما على الصعيد السياسي فعادت لغة التوصل الى تسوية سياسية بين الأكثرية والمعارضة لتطغى على المشهد السياسي في ظل التهيؤ لعقد لقاء بين"زعيم التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون وزعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري، فيما جرت اتصالات لترتيب لقاء بين الأول ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط بعد لقاء عون الرئيس السابق أمين الجميل، ثم مع النائب في قوى 14 آذار سمير فرنجية، خصم الوزير السابق سليمان فرنجية حليف عون. وأوفد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري الى البطريرك الماروني نصرالله صفير لإطلاعه على الاتصالات الوفاقية. وأعلن الرئيس الجميل في تصريح له أمس أنه لا يمانع في انتخاب رئيس من خارج قوى 14 آذار، شرط التزامه السيادة والاستقلال. وقال أنه أعلن في البداية انه ليس مرشحاً للرئاسة وأنه لم يطرح الامر في أي من لقاءاته الأخيرة. وتحدّث عن"رسائل متبادلة بين الكتائب ودمشق عبر أصدقاء مشتركين"لكنها لا تُترجم عملياً ولا مجال إلا ان تقتنع سورية بعلاقات سوية وتطبيع مع لبنان". لكن رئيس حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع انتقد الكلام الصادر من بعض اعضاء قوى المعارضة الذين"يروّجون لنظرية"إما التوافق وإما خراب البصرة"، مشيراً الى ان المعادلة الصحيحة يجب ان تكون"إما التوافق وإما الانتخاب". واتهم المعارضة بالمناورة للإتيان برئيس على شاكلة رؤساء الجمهورية في ال15 سنة الماضية. وهاجمت كتلة"الوفاء للمقاومة"حزب الله النيابية"التدخل الأميركي في الشؤون اللبنانية"، وأبدت ارتياحها الى موقف الفاتيكان والدول الأوروبية"لدعمها التوافق والاستقرار"في لبنان. وإذ أكدت الكتلة دعمها مبادرتي بري والبطريركية المارونية عُلم ان وفداً منها سيزور البطريرك نصرالله صفير اليوم. من جهة ثانية، أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي لندن يو بي آي، دافع مسؤول بارز في وزارة الخارجية البريطانية عن سياسة الانخراط الايجابي التي تنتهجها بلاده حيال سورية، وأمل بأن تشهد العلاقات بين البلدين تطوراً نوعياً. لكن المسؤول قال أن لبنان"يمثل الامتحان الكبير أمام تحسّن العلاقات بين لندن ودمشق". واعتبر ان الاغتيالات السياسية في لبنان"تخدم مصالح سورية وحزب الله وإيران أكثر من أي جهات أخرى، وبينها اسرائيل التي اعتبر إن مصالحها في لبنان"تنحصر في منع حزب الله من إطلاق الصواريخ على أراضيها، لكنها تتعامل مع المسألة اللبنانية أحياناً بعين واحدة".