أعربت موسكو عن أملها في توسيع تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطالبت طهران بتقديم أجوبة على "المسائل العالقة" في برنامجها النووي في أسرع وقت. وحملت المطالب الروسية لهجة أكثر تشدداً حيال الإيرانيين، إذ اعتبرت أوساط ديبلوماسية أن"حان وقت التوقف عن المماطلة"في تنفيذ المطالب الدولية، وألمحت تقارير إلى أن موسكو تعمدت المماطلة في تزويد إيران بالوقود النووي اللازم لتشغيل محطة"بوشهر"الكهروذرية، إلى حين التزام الإيرانيين بمطالب المجتمع الدولي، وأفاد ديبلوماسيون في فيينا بأن روسيا أبلغت إيران بأنها ستمنع الوقود النووي عن المحطة النووية الإيرانية التي تبنيها، إلى أن تجيب إيران على أسئلة الأممالمتحدة حيال برنامجها النووي. وأعلنت موسكو قبل أسبوعين أنها أرجأت بدء تشغيل مفاعل بوشهر إلى العام 2008، وعللت ذلك بتأخر طهران في دفع مستحقات تتعلق بالعمل على بناء المحطة. وقال ديبلوماسي رفيع مطلع على عمليات التفتيش التي تقودها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، وعلى الاتصالات الإيرانية - الروسية بخصوص بوشهر، أن موسكو سلمت التحذير لإيران قبل نحو أسبوعين. ويزور وفد رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران هذا الأسبوع لحض الإيرانيين على الوفاء بوعدهم تخفيف القيود على دخول المفتشين إلى محطة تخصيب اليورانيوم في نطنز في إطار عملية أوسع نطاقاً للوصول إلى الشفافية الكاملة من جانب إيران في ما يتصل ببرنامجها النووي. وأبلغت مصادر روسية"الحياة"أن التشدد الروسي يتزامن مع تصعيد الجهود الأميركية لممارسة ضغوط أكبر على إيران، بهدف تبني قرار صارم حيال هذا البلد في مجلس الامن، وان موسكو ترى ضرورة"إقدام الإيرانيين على خطوات جادة وعملية"لتخفيف اندفاع واشنطن، خصوصا أن قناعة تسود لدى بعض الأوساط الروسية بأن القرار المبدأي بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران قد اتخذ بالفعل وأن الإدارة الأميركية تنتظر الوقت المناسب لإصدار قرار سياسي في هذا الشأن. ورأى المصدر أن أي تطور من هذا النوع ستكون له آثار سلبية بالغة على روسيا، ما يفسر اللهجة الروسية القوية في مطالبة الإيرانيين بتحرك جاد وسريع. وقال مصدر ديبلوماسي غربي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية:"تستخدم روسيا مسألة تزويد محطة بوشهر بالوقود أداة للضغط على الإيرانيين. أتظن أن روسيا تريد أن ينظر إليها على أنها مسؤولة عن السماح للإيرانيين بصنع قنبلة نووية؟ ستستخدم روسيا كل ما في جعبتها لمنع ذلك". وفي واشنطن، رفض الناطق باسم الخارجية الأميركية توم كايسي، تأكيد إذا كانت روسيا وضعت مزيداً من الشروط لتسليم الوقود لمحطة بوشهر. وقال:"الروس يعتقدون كغيرهم بأن على الإيرانيين أن يفوا بالتزاماتهم، قبل أن تتاح لهم الفرصة للتمتع حقاً بعلاقة طبيعية مع العالم في ما يتعلق بالشؤون النووية".