سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد ل "الحياة" أنه "لن يكون هناك مؤتمر للسلام في الخريف المقبل قبل المصالحة" . مستشار هنية السياسي : شخصيات مستقلة وحزبية تجري اتصالات لرأب الصدع بين "فتح" و"حماس"
كشف أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ل "الحياة" عن اتصالات تجريها شخصيات فلسطينية مستقلة وحزبية لها صدقيتها لرأب الصدع بين حركتي"فتح"و"حماس"، وقال في تصريحات ل"الحياة"أن حركة"فتح"تنكر هذه الاتصالات"لأنها ليست بتفويض رسمي من القيادة في رام الله لكنهم يعلمون جيداً أن هناك اتصالات وحلولاً مطروحة من أجل عودة التوافق بين الجانبين ولم الشمل الفلسطيني". واتهم يوسف بعض الشخصيات المحيطة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها تدفعه في اتجاه التصعيد والتحريض وتقول على لسانه ما لا يقوله لجعل الساحة الفلسطينية ساخنة باستمرار. وقال:"هؤلاء يتمنون أن تستمر هذه القطيعة ويحلمون بأن يبتلع البحر غزة وتنتهي من الخريطة مثلما تمنى رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين"، واصفاً إياهم بأنهم مجموعة من أصحاب المصالح الخاصة الذين يسعون حالياً الى الاستفادة من القطيعة ومن أموال الدعم التي ستتدفق على الضفة من أوروبا وأميركا. واعرب يوسف عن أمله في أن يتغلب صوت العقل والحكمة لدى الرئيس عباس، وتابع:"نتوقع منه أن يكون رئيساً للشعب الفلسطيني بأكمله وليس لفصيل بعينه وان تكون مواقفه كبيرة بحجم قضيته وبحجم شعبه الذي قدم تضحيات أذهلت العالم بأسره". ولفت الى أن حركة"حماس"متفهمة ردة فعل عباس الغاضبة وقال:"أبو مازن كان غاضباً ومتأثرا وكأننا غدرنا به وخنا الاتفاق لكن بعد التحقيقات التي جرت أخيراً خف غضبه وبدأ يهدأ ويبحث الأمور بعمق". وزاد: أن أبو مازن سيدرك أن حماس خير شريك له سواء في إدارة الصراع مع الاسرائيليين أو مع اطراف داخل فتح". ووصف الشخصيات التي تقوم بالاتصالات بين الحركتين بانها عناصر فلسطينية معتدلة طيبة لها احترامها وصدقيتها في الساحة الفلسطينية، مشيرا الى أن هناك اطرافاً من"فتح"تتصل مع"حماس"وان هناك أطرافا من"حماس"تتصل بحركة"فتح"إضافة الى شخصيات مستقلة لها علاقات طيبة بالجانبين لايجاد مخرج لهذه الأزمة، مشيراً إلى أن الحوارات تتم بشكل غير رسمي. وحول دور القيادي في حركة"فتح"جبريل الرجوب في هذا الصدد، أجاب:"الرجوب رجل عاقل يحاول أن يلعب دوراً ايجابياً ويعمل على تخفيف حال الاحتقان والغضب في الضفة الغربية خصوصاً أنه يعلم أن هناك شخصيات تسعى لإعادة اجواء العام 1996 عندما استباحت حرمات الناس"، لافتاً الى أن جهوده اثمرت عن الكثير والساحة في الضفة هدأت. وحذر يوسف من إضاعة الوقت والإطالة في محاولات الإصلاح، وقال:"لا يمكن تأجيل قضايا الوطن وكلما طال الوقت تباعدت القلوب والعقول ومحاولات التعاطي مع تداعيات ما جرى وإصلاحه ستكون صعبة". وشدد يوسف على أنه لن يكون هناك مؤتمر للسلام في الخريف المقبل قبل اجراء مصالحة فلسطينية، وقال:"الصلح قادم وسنصل الى فض النزاع والتفاهم قبل المؤتمر بكثير وستشكل حكومة فلسطينية بتوافق وطني وعندها سيذهب ابو مازن الى مؤتمر سلام مسلح بالموقف الفلسطيني كله"، وقال إنه"اذا ذهب والحال على ما هو عليه من قطيعة وشرخ في العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية فسيجد نفسه ضعيفاً لغياب موقف قوي يعتمد عليه يمثل الوطن بأكمله". وتساءل مستنكراً:"كيف سيذهب ابو مازن الى المؤتمر ليفاوض وحماس التي تمثل اكثر من نصف الشعب الفلسطيني غائبة؟ هل سيفاوض عن جزء من الوطن؟ هذا غير معقول وليس منطقياً ويخرج غزة من المعادلة". وشدد على أنه لن يكون هناك مؤتمر للسلام قبل أن يتم توحيد الصف الفلسطيني وعودة الانسجام بين"فتح"و"حماس". وعزا التكتم حول هذه الاتصالات والتحركات الى حمايتها، وقال:"إذا سمحنا لهذه التحركات وهي مازالت في المهد أن تعلن إعلامياً سيتم وأدها اسرائيلياً واميركياً"، لافتاً الى أن الموقف الاسرائيلي الذي ابلغ لعباس هو أنه"بقدر ابتعادك عن حماس بقدر اقترابك منا ومن تحقيق مكاسب"، واتهم الاسرائيليين باللهو بالوضع الفلسطيني . وشدد يوسف على أن الاجواء الآلية تسمح بتقدم في هذه الجهود"خصوصاً أننا لا نوجه اتهامات للرئيس عباس وموقفنا منه أنه رئيس شرعي". واعتبر أن عدم تشغيل معبر رفح كان بغرض تركيع"حماس"، وقال:"هم يستخدمون معبر رفح كورقة ضغط على حركة"حماس"ولذلك يمنعون فتح المعبر خشية من استخدامه من قبل كوادر"حماس"في ادخال اموال أو كوادر للحركة من الخارج". واستنكر دعوة عباس لإجراء انتخابات مبكرة، وقال:"طبقاً للدستور هو لا يملك هذا القرار فالدعوة لانتخابات مبكرة خارج اطار صلاحياته ولا يمكن أن تجري الانتخابات المبكرة إلا بالتوافق". وتساءل:"كيف يعلن عن انتخابات لن يتمكن من اجرائها في غزة أو لانتخابات في الضفة يقاطعها الاسلاميون؟". ولفت يوسف الى أن هناك دوراً عربياً من خلال الجامعة العربية ودوراً أوروبياً للتوافق بين"فتح"و"حماس"وعلى رأسها روسيا، وقال إن زيارة عباس الاخيرة الى روسيا والتي جاءت بطلب منها، مشيراً الى حرص روسيا على الوضع الفلسطيني، موضحاً أنها حذرت الجانبين فتح وحماس على أن استمرار القطيعة بينهما سيتسبب بكارثة على القضية الفلسطينية خصوصاً أنه سيضعف موقف السلطة السياسي والتفاوضي. ولفت إلى أن روسيا على تواصل مستمر مع قيادة حركة حماس في سورية، موضحاً أنها شرحت للرئيس عباس أن حركة حماس مرنة ويمكن التعاطي معها ويمكن أن تكون شريك فاعل في اية محادثات سلمية. مشدداً على عدم إمكان اغفال رؤية حماس للحل فيما سيتم طرحه في مؤتمر السلام المقبل. وعن الصدامات الاخيرة بين"فتح"و"حماس"، قال"أنها حوادث عرضية"، مشدداً على أن ابناء الحركتين"رفقاء درب واخوة متحابون يجمعهم الكثير ورؤيتهم الاسلامية متقاربة لذا يجب ألا يقع بينهم أي خلاف او اقتتال". وتابع:"لن ينجح أي طرف في استدراجنا الى معارك جانبية لأن سلاحنا واحد ومعركتنا واحدة"، داعياً إلى ضرورة وجود توافق وطني في مسألة المقاومة. وأضاف:"نحن لسنا ضد أي جبهة تريد المقاومة لكن ذلك يتطلب تنسيقا واجماعا حول هذا الملف حتى لا يتم استغلاله كذريعة امام الاسرائيليين فيفتح لهم الطريق للتغول والعربدة والاغتيالات في غزة ونحن نعيش هذا الظرف الاستثنائي". وتحدث المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة عن اتصالات مع الاسرائيليين، مشدداً على أن هذه الاتصالات تستدعيها الضرورة الحياتية مثل قضايا الإشراف على المعابر وتوفير المواد التموينية والاساسية للاقتصاد الفلسطيني، وقال:"هناك خط اخضر لمن يريد ان يتحرك في هذا الجانب من باب التسريع في الاجراءات والحالات الضرورية لتسهيل حياة الناس فليس لدينا ممانعة من التواصل مع اطراف اسرئيلية لأننا داخل سجن كبير وانقطعت بنا السبل". ولكنه نفى وجود اتصالات مع اسرائيل لفتح حوار سياسي، واضاف:"ليس هناك ما يستدعي المباشرة رغم أن اطرافا اوروبية تحمل لنا بعض الرغبات الاسرائيلية لفتح حوار سياسي، ونحن نرد عليهم بأن المفاوضات منوط بها الرئيس عباس"، مشدداً على أن التواصل الاسرائيلي مع"حماس"محظور سياسياً. وحول ماهية الاتصالات التي يبذلها الوسطاء الأوروبيون، أجاب:"الأوروبيون يجتهدون ويتحدثون معنا على ضرورة تحريك المسار السياسي وضرورة ان تكون هناك رؤية ومخرج لحال الجمود في العملية السياسية من خلال افق سياسي وهم يستمعون لرؤيتنا ونقلوا لنا أن هناك جهداً أوروبياً لمحاولة اقناع سائر الاطراف الغربية بضرورة التواصل مع حماس باعتبارها عنصراً اساسياً وأصيلاً من النسيج الفلسطيني ولا يمكن أن يكون هناك افق سياسي فاعل او حل من دون مشاركة حماس وانه يمكن اجراء علاقات وحوارات جدية مع عناصر حماس في الحكومة للبحث في ملف المفاوضات"، معتبراً أن هذه المحاولات هي استكشاف لمدى صدقية"حماس". ولفت إلى أن هناك خطوطاً خلفية لمحاولة ايجاد مساحة للحراك السياسي، مشيراً الى أن هناك اتصالات مع اميركيين ديموقراطيين ونواب وبرلمانيين سابقين في ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون واضاف: ه"ؤلاء يطرحون حلولاً واقعية وهي اكثر توازنا من الطروحات السابقة ويعتبرون أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في المنطقة وهي جوهر حل الوضع في الشرق الاوسط"، مشيراً إلى أن الاميركيين الديموقراطيين يبحثون عن طرح حل يرضي الفلسطينيين و"هم يرسمون من الآن مستقبل الادارة الديموقراطية المقبلة في البيت الابيض من أجل إعادة مكانة اميركا وهيبتها في المنطقة بعد ان وصلت صورتها للحضيض". وقال يوسف:"لا نريد أن نجلس مع الاسرائيليين وعندما نصل الى قناعات بوجود حل عندها نبحث عن اللقاء للتوقيع"، مشيرا الى أن الفلسطينيين جلسوا مع الاسرائيليين على مدى من 15 عاماً اثبتت عدم جدية الاسرائيليين وانهم يحاولون فقط ترويض الوضع الفلسطيني"، مشيراً الى عدم التزام اسرائيل الاتفاقات التي وقعت عليها. واشار يوسف الى موقف"حماس"بعد اتفاق مكة واعلانها التزام كل الاتفاقات التي وقعت والتعاطي معها سواء تفاهمات القاهرة او ما وقعته منظمة التحرير الفلسطينية، مستنكراً الاعتراف باتفاقات لا تلتزمهااسرائيل.