يتوجه اليوم اكثر من 140 ألف ناخب في دائرة بيروت الثانية الى نحو 250 قلم اقتراع موزعين على 21 مركزاً لاختيار مرشحهم الى المقعد السني الذي شغر باغتيال عضو"كتلة تيار المستقبل"النيابية وليد عيدو في 13 حزيران يونيو الماضي. وتكاد المعركة الانتخابية تنحصر بمرشحين اثنين على رغم وجود ستة, ويمثل المرشحان الأكثرية محمد الأمين عيتاني والمعارضة ابراهيم الحلبي. ولم تتوقف أمس, الحملات الانتخابية للمرشحين على رغم وجود قانون بوقفها قبل 24 ساعة من موعد بدء الاقتراع, وأكد مرشح"تيار المستقبل"محمد الأمين عيتاني في حوار مع منتدى"تيار المستقبل"، أن برنامجه الانتخابي والسياسي هو"تظهير لبرنامج تيار المستقبل, وان موقفه من سلاح"حزب الله"هو موقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وشدد على"إن الجيش يجب ان يأخذ حقه في التسلح لمواجهة العدو الإسرائيلي". واكد عيتاني"أن قناعته السياسية تجعله محصناً ضد التهديدات، وان اللبنانيين لن يعدموا وسيلة للإتيان برئيس للجمهورية لأن البديل عن ذلك هو الفوضى وليس بمقدور أحد أن يخطف المجلس النيابي في هذا الاستحقاق". وقال:"ان استعادة مقعد الشهيد عيدو لصالح تيار المستقبل, ومقعد الشهيد الشيخ بيار الجميل لصالح حزب الكتائب تعطل النتائج المرجوة من عمليات الاغتيال وتشكل بالتالي وسيلة لحماية باقي النواب". ورأى"ان الوضع الأمني حرج جداً لأن المتربصين بسيادة لبنان واستقلاله لا يعدمون وسيلة ولا فرصة لزعزعة الاستقرار وتعكير صفو الأمن, في محاولة يائسة لإظهار عجز اللبنانيين عن تدبر شؤونهم. أما الوضع السياسي الحالي فهو دقيق لأننا على عتبة استحقاق الانتخابات الرئاسية التي تأتي وسط أجواء انقسام سياسي حاد وتدخل خارجي في الشأن اللبناني". ونفى الأشاعات عن وجود خلافات بين عائلتي العيتاني والحلبي مشيراً الى ان"رياض الحلبي كان من بين القيادات الشعبية التي طالبت سعد الحريري بترشيحي لهذا المقعد". واذ اعتبر"ان معركة المتن اكثر حدة"، رأى"ان ذلك لا يعني ان المعركة محسومة في دائرة بيروت الثانية", وقال:"أنا مطمئن لمحبة الناس لتيار المستقبل ومحبتهم لي كواحد منهم وكعامل على شد إزر عائلاتهم, ومطالب بحقوقهم وساع لتحقيق أحلامهم، لكنني أستعد لخوض هذا الاستحقاق لوجود عدة مرشحين, فعلى البيروتيين أن يستنفروا طاقاتهم لتأدية واجبهم الإنتخابي لأن صندوق الاقتراع يحسم هذه المعركة وليس التمني". وأعرب عن اعتقاده بأن"حزب الله"و"حركة أمل"سيلتزمان موقفهما المعلن بأن الانتخابات الفرعية في بيروت الثانية لا تعنيهما، مذكراً البيروتيين بأن عدم مشاركة البعض يجب ألا يحول دون مشاركتهم في التصويت, لأن المعركة الانتخابية قائمة, وعليهم أن يعدوا العدة لها ويشاركوا فيها بكثافة. وترك عضو كتلة"المستقبل"النيابية نبيل دو فريج الباب مفتوحاً أمام احتمال مشاركة القواعد الشعبية ل"حزب الله"وحركة"امل"في الاقتراع في دائرة بيروت الثانية، وقال دو فريج في حديث الى"وكالة أخبار لبنان""ان تيار المستقبل قد تحسب لمثل هذا الاحتمال وأخذ الاحتياطات اللازمة بما يضمن فوز مرشحه". وقال:"ان المشاركة ستكون كثيفة على رغم إعلان"حزب الله"انه لن يشارك في عملية الاقتراع بسبب ازمة الثقة بين الأطراف السياسية اللبنانية". واعتبر دو فريج"ان الرأي العام اللبناني سئم الأساليب الاتهامية والتخوينية، وهو يريد ان يعرف الى من يصوت في صناديق الاقتراع هل الى مشروع او الى شخص يريد رمي الاتهامات على الآخرين"، لافتاً الى"ان الشعب المتني واللبناني لم يسمع آراء المرشح كميل خوري وبرنامج عمله"، وقال:"نتفهم ان يكون هناك رئيس كتلة او رئيس حزب ولكن عضو هذه الكتلة هو الأساس ايضاً لأن المقترعين سيمنحونه ثقتهم". الحلبي: معركة سياسية وعقد مرشح"حركة الشعب"إبراهيم الحلبي ندوة سياسية حول برنامجه السياسي وأسباب خوضه المعركة السياسية في بيروت بدعوة من المكتب التنفيذي"لاتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني". وركز في كلمته على"أهمية المعركة السياسية التي تخوضها المعارضة في بيروت والمتن", متمنياً على جميع الشباب"المشاركة الفعالة في صناديق الاقتراع من اجل التغيير والتعبير الديموقراطي الحر". وتحدث عن المعركة التي هي"معركة سياسية بامتياز وهي معركة استعادة بيروت ثانية، بيروت مقاومة دحر الاحتلال الإسرائيلي في العام 1982 وبيروت الحركة الوطنية"، معتبراً"انه لا يوجد دم غالٍ ودم رخيص وهناك الكثير من الشهداء الذين سقطوا قبل العام 2005"، داعياً الى"عدم استغلال سقوط الشهداء لتوظيف اغتيالهم في المعركة ومنع المنافسة وترهيب المنافسين"، معتبراً"انها معركة استعادة بيروت من الفساد والتسلط والهيمنة والوراثة السياسية من سلطة لا شرعية ومن سلطة مهيمنة على القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي المعيشي"، داعياً الى"الحق في الممارسة الديموقراطية من حق الترشح والترشيح وللشعب حرية التقرير في صناديق الاقتراع". الجماعة الاسلامية من جهتها, اعتبرت"الجماعة الإسلامية"في بيروت في بيان"ان الرد على الجريمة النكراء التي اودت بحياة النائب الشهيد وليد عيدو يكون عبر المشاركة الكثيفة والنزول الى صناديق الاقتراع. فليكن يوم غد الأحد صفعة في وجه المجرمين الذين أرادوا من خلال اغتيال النائب وليد عيدو اغتيال الوطن ومسيرة الاستقلال فيه". ودعت الجماعة"الى عدم التراخي والتسليم بنتيجة الانتخابات, فالمعركة ليست على مقعد نيابي فحسب, ولكنها معركة الرد على الاغتيال السياسي الذي أودى بحياة عدد من رموز استقلال لبنان الحديث". بدوره, أكد"منبر الوحدة الوطنية"ان قواعد المنبر الشعبية لن تشارك في الاقتراع في دائرة بيروت الثانية،"نظراً لعدم دستوريتها وشرعيتها".