سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنافسة محسومة ل "المستقبل" في بيروت و "حزب الله" يحجم ل3 أسباب ومعركة المتن اختبار مسيحي إلا إذا ... الحكومة تعتبر الترشيحات للانتخابات تكريساً لشرعيتها
تتوافر للبنانيين محطات عدة، في "الوقت الضائع" الذي يفصل بين محاولات استعادة حوار الأكثرية والمعارضة للتوصل الى تسوية، وبين بدء معركة انتخابات الرئاسة اللبنانية التي ستكون الفاصل مع هدنة صنعتها الاتصالات الخارجية الجارية لتمرير هذا الاستحقاق. وإذا كان حوار سان كلو إحدى هذه المحطات واستكمال التحرك الفرنسي لعودة الحوار بين الفرقاء هو محطة أخرى، فإن الانتخابات الفرعية المقررة في 5 آب أغسطس المقبل لملء المقعدين الشاغرين عن دائرة المتن الشمالي باستشهاد النائب والوزير بيار الجميل ودائرة بيروت الثانية باستشهاد النائب وليد عيدو، هي محطة تبدو فائقة الأهمية وترمز الى الكثير من الدلالات على المرحلة المقبلة. وتتعاطى الأكثرية مع الانتخابات الفرعية بداية على ان حصولها تكريس لشرعية الحكومة وقراراتها سواء اعترفت المعارضة بهذه الشرعية أم لم تعترف، بمجرد إقبال الهيئات الناخبة على الاستجابة لمرسوم الدعوة الى هذه الانتخابات. ويقول مصدر وزاري ان مجرد ترشّح أي من رموز المعارضة للانتخابات في أي من الدائرتين يشكل اعترافاً بشرعية الدعوة يفقد قيادتها حجتها اعتبار الحكومة غير شرعية، وبالتالي يضعف مطلبها إعادة النظر بقرارات الحكومة الصادرة منذ 11-11-2006، في إطار الاتصالات الجارية من أجل توسيع الحكومة الحالية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بعودة الوزراء الشيعة المستقيلين منها، وبضم وزراء لتكتل التغيير والإصلاح بزعامة العماد ميشال عون اليها. كما ان الاكثرية التي تضمن فوز مرشحها في بيروت أمين عيتاني الذي أعلن عنه تيار"المستقبل"، وتتوقع فوز الرئيس أمين الجميل والد الشهيد بيار في المتن نظراً الى التعاطف الذي ستشهده منطقة المتن مع آل الجميل بفعل الاغتيال المأسوي للنائب الشاب، تسعى الى استعادة مقعدين حرمت منهما بالاغتيال، رداً على محاولة إنقاص عددها قبل الانتخابات الرئاسية. وإذ خرقت"حركة الشعب"التي يتزعمها النائب السابق نجاح واكيم بترشيح إبراهيم الحلبي منها، قرار القوتين الرئيسيتين من المعارضة أي"حزب الله"وحركة"أمل"عدم المشاركة في الانتخابات في بيروت لاعتبارهما دعوة الهيئات الناخبة أتت من حكومة تراها المعارضة غير دستورية، وانها بالتالي لا شرعية، فإن المرشح المدعوم من واكيم، وغيره من المرشحين المغمورين لا حظوظ لهم في وجه مرشح تيار"المستقبل"، خصوصاً بعد ان أيد النائب السابق تمام سلام وابن الزعيم السنّي البيروتي رئيس الحكومة السابق صائب سلام ان يكون هذا المقعد هو ل"المستقبل"باستشهاد عيدو بعد ان كان ربط أي ترشيح له بأن يصدر عن تيار"المستقبل". وهذا يؤدي الى توحيد البيت السنّي، اذا اضيف اليه إحجام"الجماعة الاسلامية"عن تسمية مرشح لها نزولاً عند رغبة زعيم"تيار المستقبل"سعد الحريري بتوحيد الموقف، في شكل يصعب اختراقه على رغم ان دائرة بيروت الثانية تتضمن تنوعاً طائفياً يتيح قيام تحالفات. فعدد الناخبين السنّة يبلغ بحسب لوائح الانتخابات السابقة 54400 ناخب والشيعة 30180 فيما يبلغ عدد ناخبي الطوائف الأخرى مجتمعة زهاء 40 ألفاً. وتقول الأوساط السياسية المتابعة"للمعركة"في بيروت انه إذا كان إحجام"حزب الله"عن دعم أي مرشح سنّي، وقراره عدم المشاركة في الاقتراع يعود الى حرصه على عدم إضفاء شرعية على قرارات الحكومة، فإن السبب الثاني لهذا الإحجام يتعلق برغبة قيادته تجنب حصول استنفار سنّي - شيعي في البلاد لأن الكتلة الناخبة الشيعية هي الأكبر بعد الكتلة السنّية في هذه الدائرة. أما السبب الثالث لإحجام الحزب فهو ان المناخ العام في الطوائف الأخرى يجنح الى التعاطف مع مرشح تيار"المستقبل"بسبب استشهاد عيدو، ما يجعل تحالفات المعارضة قاصرة عن إحداث توازن مع مرشح التيار، في هذه الدائرة. لكن المعركة في المتن الشمالي، وقبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم الترشيحات منتصف ليل أمس، تبدو هي الراجحة لأنها الحلبة التي يسعى فيها العماد ميشال عون الى إثبات استمرار تفوقه على نواب الأكثرية في الوسط المسيحي، فيما تسعى الأكثرية الى إثبات قدرتها على استعادة جزء من جمهور التيار الجارف الذي انحاز الى عون في انتخابات العام 2005. وأبلغ عون من التقاهم أمس انه مصر على ترشيح أحد رموز تياره الدكتور كميل خوري. وقالت أوساطه ان لقاءه أول من أمس حليفيه النائب ميشال المر الذي يتمتع بنفوذ انتخابي مهم في الدائرة، وقيادة حزب الطاشناق، كان للاتفاق على التحضير لهذه المعركة، لكن مصادر المر أبلغت"الحياة"ان نبأ حصول الاجتماع صحيح لكن اتفاقاً لم يحصل بعد على كيفية التعاطي مع الانتخاب الفرعي وان ما ذكر عن اتفاق عن خوض المعركة ضد الجميل غير صحيح، لأن الاتصالات والمشاورات ما زالت مفتوحة. وكذلك كان رأي الطاشناق. وكان المر أعلن قبل أسابيع انه إذا ترشح الرئيس الجميل فإنه يحبّذ حصول توافق يؤدي الى فوزه بالتزكية. لكن عون ما زال مصراً على خوض المعركة على رغم مطالبة بعض القوى المسيحية باغتنامها مناسبة من اجل حصول توافق على حلول الجميل الأب مكان نجله بيار. وفيما يتوقع ان يبحث المر والطاشناق مع عون في الموقف الانتخابي الاثنين المقبل، فإن أوساط مراقبة رأت ان الوقت ما زال يسمح بالتوصل الى توافق على تزكية الجميل اذا نجحت الجهود لهذا الغرض لأن مهلة سحب الترشيحات تنتهي الأحد المقبل.