ركز خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات في العراق امس على الازمتين الامنية والسياسية في البلاد ودعا الشيخ مهدي الكربلائي، خطيب الصحن الحسيني، السياسيين العراقيين للعودة الى الدستور لحل المشاكل العالقة بينهم، فيما اشاد الشيخ علي الحسين، خطيب وامام جامع سعاد النقيب، بخطوة تشكيل فوج حماية الغزالية مؤكداً انه سيلعب دوراً مهماً في حماية المدينة من هجمات الميليشيات الطائفية. وانتقد الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خطيب وامام الصحن الحسيني وممثل السيد علي السيستاني، الازمة الحكومية التي لا تزال مستمرة وحض"جميع الكتل السياسية للحوار والرجوع الى قواعد الدستور والقانون لحل المشاكل العالقة والمعرقلة لسير العملية السياسية واضعين امام اعينهم المصلحة الوطنية العليا". كما انتقد ازمة الخدمات مبيناً انها تسبب"تذمر بعض المواطنين"وحذر من وجود"اطراف تحاول استغلال هذا التذمر لاثارة الفتن في البلاد التي تمر بوضع حساس"مطالباً الجهات المسؤولة"بالانتباه لذلك والعمل على رفع الحجج التي تتذرع بها تلك الجهات لإشاعة الفوضى وتخريب العملية السياسية"داعياً المواطنين"الى عدم التأثر بالحملة الاعلامية التي تحاول مساندة تلك الجهات"وطالبهم"بتوحيد الصف لمواجهة تلك المخاطر والتحديات". وخاطب"المسؤولين المعنيين بأزمة الكهرباء"قائلاً"ان هذه الازمة وما يتبعها من نقص في كثير من الامور الحياتية للمواطنين، تشكل امراً خطيراً يحتاج الى حل سريع وقد وردنا بأن السبب في ما جرى في الايام الماضية من انقطاع للتيار الكهربائي في عموم البلاد انما هو ناتج عن ان بعض المسؤولين المحليين في بعض المحافظات المنتجة للكهرباء منعوا تزويد الشبكة الوطنية بالكهرباء وبالتالي ادى الى سوء تقديم الخدمة الى المواطنين"وحذر الكربلائي"هؤلاء المسؤولين من اتخاذ مثل هذه القرارات التي تضر بمصلحة ملايين المواطنين". وانتقد"الفتاوى التكفيرية التي اصدرها بعض علماء الدين في دول الجوار حول تهديم المراقد المقدسة". وقال:"إن هذه الفتاوى لن ترضي السنة او الشيعة في البلاد لأن جميع المسلمين في العراق يحترمون تلك المراقد". مطالباً"الدول التي تصدر منها تلك الفتاوى بأن تساعد في عدم اصدارها"كما دعا"علماء الاسلام المعتدلين من الطوائف الاخرى الى مجابهة تلك الفتاوى". واشاد الشيخ علي الحسين خطيب وامام جامع سعاد النقيب بالاستجابة من قبل القوات الاميركية في تشكيل فوج حماية الغزالية الذي تم قبل يومين وقال ان"هذا الفوج يضم متطوعين من اهالي المنطقة من ضباط الجيش العراقي السابق كما يخضع الى امرة احد الضباط السابقين ويضم 80 شخصاً ستتم زيادتهم الى 120 عنصراً في الاسبوع المقبل". واكد ان مهمة هذا الفوج ستتركز على رصد الهجمات التي تقوم بها الميليشيات المسلحة على المواطنين والاخطاء والتجاوزات التي تصدر عن عناصر الجيش في المنطقة ضد الاهالي، وقال ان"هذا الفوج سيرتبط بشكل مباشر مع القوات الاميركية للابلاغ عن تجاوزات الميليشيات والقوات الامنية"لافتاً الى ان الميليشيات بدأت تعمل بأسلوب عشوائي بعيداً عن العقلانية وتقوم بتهجير الاهالي من المناطق والاستيلاء على منازلهم الامر الذي ولد حقداً طائفياً بين المناطق. من جانبه انتقد الشيخ ابو علي، خطيب وامام جامع المهاجرين في الغزالية، نقص الخدمات في بغداد وعجز الحكومة عن تقديم ابسط وسائل العيش للمواطنين كما انتقد انتشار الحواجز الاسمنتية في منطقة الغزالية وقطع شوارعها عن بعضها بعضا. وقال ان القوات الامنية هناك"احاطت المنطقة بحواجز اسمنتية وخصصت مدخلاً واحداً الى المدينة ونشرت مجموعة من نقاط التفتيش التي تعمل وفق اساليب تضايق المواطنين حيث منعت الشباب والاطفال من ركوب الدراجات الهوائية والنارية داخل الحي". وعن عودة المهجرين الى منازلهم قال ابو علي"ان عودة المهجرين باتت مستحيلة في الوقت الحالي بسبب سوء الوضع الامني وعدم السيطرة على المنطقة وتركها بيد مجاميع مسلحة وميليشيات تمارس فيها اعمالاً اجرامية".