أكد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف عزمه على العودة مع شقيقه شهباز شريف الذي كان يتولى رئاسة حكومة إقليم البنجاب الى البلاد، قبل بداية شهر رمضان، على رغم إعلان حكومة الجنرال برويز مشرف أنها قد تلجأ الى اعتقاله في حال عودته أو إعادته إلى المنفى حيث قضى سبع سنوات. وأبلغ شريف الصحافيين في لندن أنه عازم على العودة وأنه لن يلجأ إلى تأخيرها أو"المساومة مع الديكتاتور العسكري مشرف، لأن ذلك قد يوجد مشكلة لباكستان شبيهة بما حصل عام 1971 حين انفصلت بنغلادش عن الوطن الأم". ونفى أحسن إقبال مسؤول الإعلام في حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف أي لقاء أو مفاوضات مع حكومة مشرف، وقال إن الحكومة تفاوض حزباً آخر لم يسمه، وذلك في إشارة الى حزب الشعب الباكستاني بزعامة بينظير بوتو، مؤكداً ان حزبه الرابطة الإسلامية لا يقبل المساومة مع الجنرال الذي اعتبره رئيساً غير شرعي. واتهم أحسن إقبال جهات حكومية وشخصيات بارزة في البلاد بمحاولة إيجاد نزاع بين المحكمة العليا في باكستان ودول صديقة، من خلال القول إن المحكمة العليا حكمت بحق نواز شريف وعائلته بالعودة إلى البلاد ضاربة عرض الحائط باتفاق تم التوصل إليه برعاية هذه الدولة، تضمن عدم عودة شريف من المنفى قبل مرور عشر سنوات. ووصف أحسن إقبال هذه المحاولات بأنها تهدف إلى النيل من استقلالية القضاء الباكستاني. وغمز مسؤول الإعلام في حزب نواز شريف من قناة بوتو، واتهمها بأنها أخلت بميثاق الديموقراطية المتفق عليه بينها وبين شريف في لندن العام الماضي. في غضون ذلك، أرسلت الحكومة مستشار الأمن القومي الباكستاني طارق عزيز إلى لندن للاتفاق مع بوتو حول سبل دعمها للرئيس مشرف لإعادة انتخابه مجدداً رئيساً لباكستان خمس سنوات أخرى. وتأتي زيارة عزيز إلى لندن وسط خلافات حادة وبوادر انقسام في الحزب الحاكم المنشق عن الرابطة الاسلامية حول مسألة دعم مشرف أو عودة عدد من أعضاء الحزب إلى جناح نواز شريف، إذ أشار رئيس الوزراء السابق مير ظفر الله خان جمالي إلى ضغوط يمارسها رئيس الحزب الحاكم تشودري شجاعت حسين بطلب من الرئيس على رئيس الوزراء الحالي شوكت عزيز من أجل تقديم استقالته وتعيين رئيس وزراء جديد مقبول من بوتو ويحظى بتعاطف من الأحزاب الدينية لاستمالتها من أجل دعم إعادة انتخاب الرئيس. ويعارض رئيس الحزب الحاكم أي اتفاق بين مشرف وبوتو، اذ يرى أن اتفاقاً من هذا القبيل يهمش دوره كقائد للحزب ويصبح اعتماد الرئيس على بوتو وحزبها. وكان تشودري صرح بأنه يقبل بأن يكون رئيس الوزراء المقبل الشيخ فضل الرحمن زعيم المعارضة الدينية في البرلمان ولا يرضى بتولي بوتو المنصب. وتأتي هذه التطورات وسط أنباء سربها حزب نواز شريف عن تلقيه اتصالات من أعضاء برلمانيين من الحزب الحاكم يطلبون فيها العودة إلى الحزب الأم الرابطة الإسلامية وأن شريف أقر أوراق 17 من بين اثنين وعشرين منهم، فيما قال رئيس حزب الرابطة بالوكالة جناح نواز شريف مخدوم جاويد هاشمي أنه تلقى أوراقاً باستقالة خمسين عضواً على الأقل من برلمانيي الحزب الحاكم في حال أصر مشرف على ترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى. وكانت مصادر إعلامية باكستانية أكدت الاثنين أن مشرف تقدم بعرض جديد لبوتو يؤكد فيه استعداده للتنازل عن منصبه العسكري قبل انتخابات الرئاسة وعدم إصراره على إعادة انتخابه من قبل البرلمان الحالي وإنما من البرلمان القادم مع تقليص صلاحيات الرئيس وحرمانه من تعديل دستوري يخوله حل البرلمان حين يشاء.