كشفت صحيفة باكستانية أن الرئيس برويز مشرف أقنع الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض بلعب دور الوساطة للمصالحة بين رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف والحكومة الباكستانية. وقالت صحيفة نيشن الصادرة أمس ان مشرف طلب من سمو ولي العهد المساعدة في اعادة توحيد حزب الرابطة الاسلامية بشقيه المعارض بزعامة نواز شريف المتواجد في المملكة والحاكم بزعامة تشودري شجاعت حسين. وأشارت الصحيفة إلى ان الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس مشرف إلى المملكة الاسبوع الماضي جاءت في ظل اشارات ايجابية من جانب سمو ولي العهد حول رغبته في التوسط للتقريب بين مشرف وعائلة نواز شريف. وأوضحت ان نواز شريف تلقى معلومات من المسؤولين السعوديين حول فحوى اللقاء الذي دار بين سمو الأمير عبدالله وبين الرئيس مشرف وانه يقوم بدوره باجراء مشاوارت مكثفة مع أفراد عائلته. وكان الرئيس الباكستاني قد اصطحب معه وفداً ضم تشودري شجاعت حسين رئيس حزب الرابطة الاسلامية الحاكم وراو سكندر اقبال زعيم جناح حزب الشعب الباكستاني المؤيد للحكومة في اسلام اباد والذي يتردد انه وعد بالانضمام إلى حزب الرابطة الاسلامية في حال التوصل إلى اتفاق لتوحيده. وكشفت الصحيفة عن ان هذه الجهود جاءت في اطار تعزيز طموحات مشرف للاحتفاظ برئاسة الجمهورية بعد عام 2007 الذي تنتهي فيه فترة ولايته الرئاسية. وأشارت إلى ان الزيارة التي قام بها مشرف للرياض تم الترتيب لها على عجل وان اللقاء بينه وبين الأمير عبد الله تم يوم 25 يونيو في الرياض.. منوهة إلى ان رئيس مجلس الشيوخ الذي كان يقوم بزيارة إلى الولاياتالمتحدةالامريكية فوجئ بابلاغه بضرورة العودة حيث يقوم بأعمال رئيس الجمهورية اثناء سفره . غير ان آمال وطموحات الرئيس الباكستاني في المصالحة مع نواز شريف تصطدم كما تقول صحيفة نيشن الباكستانية بعدة عوائق يأتي على رأسها تشدد رئيس الوزراء السابق ازاء انخراط الجيش في الشؤون السياسية وتحفظات جماعة (تشودري) ضد نواز شريف نفسه. وتعود المشكلة بين مشرف ونواز شريف إلى اكتوبر عام 1999 عندما اقدم شريف الذي كان رئيسا للوزراء على عزل مشرف رئيس اركان الجيش أنذاك أثناء رحلة خارجية له وحاول منع طائرته من الهبوط لدى عودته إلى باكستان الا ان مشرف تمكن من الهبوط واقدم بمساعدة الجيش على اسقاط حكومة نواز شريف والسيطرة على مقاليد الحكم وتقديمه للمحاكمة وانتهى الامر بنفيه. وقد تعهد مشرف لسمو ولي العهد بأن تكون عودة نواز شريف إلى باكستان مع جميع أفراد اسرته عودة كريمة وشريفة وذلك في اطار تنفيذ الصفقة و تعهد مشرف أيضا بالمضي في تنفيذ الخطة مع حلول شهر اكتوبر المقبل. يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه عائلة ( تشودري) بضرورة حماية مصالحها في اقليم البنجاب الباكستاني الاوسط. واشارت الصحيفة إلى انه سيتم تنفيذ الصفقة بعد انتهاء الانتخابات المحلية في اول اكتوبر القادم حيث يكون امام تشودري شجاعت حسين وأفراد عائلته التي تسيطر على اقليم البنجاب الفرصة لاحكام قبضتها على الاقليم وتعزيز وجودها هناك للتفاوض مع نواز شريف من موقع القوة يأتي ذلك في الوقت الذي يشعر فيه نواز شريف بآلام الخيانة بعد ان طعنه تشودري في ظهره من خلال تقسيم حزب الرابطة الاسلامية والانضمام إلى الرئيس مشرف وقادة الجيش ضد زعيمه السابق نواز.