تمسكت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالحوار الفلسطيني، وقال القيادي في الحركة محمود الزهار إن حماس ستعمل على ألا يفشل هذا الحوار. لكنه في نفس الوقت أشار إلى أن المصالحة لا تعني التنازل عن نهج المقاومة. كما شدد الزهار في مؤتمر صحفي عقد في دمشق مساء أمس الأول لقياديين من حماس في الداخل الفلسطيني أن القضايا المطروحة على طاولة الحوار يجب أن تؤخذ رزمة واحدة ومن بينها إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف “إذا لم يتم تنفيذ بند من بنودها فإنه لن يتم الالتزام بباقي البنود” مشيرا إلى أن قضايا عالقة تم الاتفاق عليها سابقا لكنها لم تنفذ وضرب مثالا على ذلك بالاتفاق على إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية إداريا وتنظيميا وسياسيا. وكشف القيادي في حماس عن تلقي قيادة الحركة رسالة شفوية من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عبر أحد وزراء الخارجية العرب تطلب فيها “إبلاغ حماس النظر إلى المتغيرات حولها”. وأضاف “نحن ننظر حولنا دوما ونظرتنا تزيدنا اطمئنانا”. من جانبه جدد القيادي في حماس سعيد صيام في المؤتمر الصحفي نفسه موقف الحركة الرافض لوجود قوات عربية في قطاع غزة. وتزامنت تصريحات حماس مع اتهام عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي، لقيادات في قطاع غزة والضفة الغربية بالعمل على عرقلة المصالحة الفلسطينية لأهداف ومصالح وصفها بالشخصية، وأكد على أن إنهاء حالة الانقسام لن تتم إلا بالحوار الشامل وليس الثنائي. وفي حفل بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاقة الجبهة العربية، في غزة السبت قال المجدلاوي “هناك أصوات واضحة لا تساعدنا على إنهاء الانقسام، فمن يستمر في الاعتقالات السياسية يعرقل ويعقد مسيرة الوحدة”. وأضاف “لا نريد للانقسام أن يستمر بين فتح وحماس أو بين غزة والضفة، ولكن نريد أن يكون هناك انقسام أفقي لفضح الشخصيات التي تريد عرقلة الوحدة” متسائلاً “لماذا حماس تتمسك بالحوار الثنائي؟”. وأِشار إلى أن الحوار في القاهرة يواجه معيقات تتطلب من الكل الوطني كل الجهد للتكاتف والضغط لرفع كافة العقبات. وحدد المجدلاوي ثلاثة أسس يقوم عليها الحوار لضمان نجاحه، وهي “ديمقراطية الوظيفة الرسمية لكل أبناء الشعب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والمحافظة على تعدداتنا، والمحافظة على دورية الانتخابات الديمقراطية وفقاً لمبدأ التمثيل النسبي، وبهذا سنكون نجحنا في إنهاء الانقسام”. وفي وقت سابق دعا القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والأسير المحرر حسام خضر إلى إنجاح الحوار الفلسطيني الذي يجري الآن بالقاهرة، متهما بعض القيادات من حركتي حماس وفتح بالعمل لإفشال الحوار الفلسطيني والوحدة بهدف تحقيق مصالح شخصية. وأعلن النائب في المجلس التشريعي عن فتح في أول مؤتمر صحفي له بمدينة نابلس السبت أنه يتفق مع الدعوة لإنشاء دولة واحدة ثنائية القومية. وانتقد خضر صعوبة الوضع الفلسطيني وما آل إليه نتيجة النزاع والاقتتال الداخلي، وأكد أن “ما جرى كان مراهقة سياسية من حماس وتيار خياني بفتح تعارضت مصالحهم” داعيا إلى تجاوز ذلك. كما دعا خضر إلى عقد المؤتمر السادس لحركة فتح داخل الوطن، داعيا فتح إلى محاسبة من أوصلها للخسارة في الانتخابات التشريعية والبلدية ومن ساقها للاقتتال الداخلي. وقال “هناك 95% من أبناء فتح الشرفاء الذين يرفضون ما يجري، ويطالبون بعقد مؤتمر متسلح برؤية وطنية جديدة يحافظ على خيار المقاومة المسلحة لنيل الحقوق”.