ضربت حرائق واسعة مجددا غابات في منطقة البلقان وفي اليونان، مخلفة عشرات القتلى والجرحى وخسائر مادية كبيرة، لتعلن دول المنطقة حال الطوارئ لمواجهة الكارثة المناخية، التي لم تشهد المنطقة مثيلاً لها منذ أكثر من 50 سنة. راجع صفحة8 وأعلنت السلطات اليونانية ان أسوأ حريق غابات يصيب اليونان منذ عقود أدى الى مقتل 44 شخصاً، ويخشى مقتل مزيد من الأشخاص في القرى التي عزلتها ألسنة اللهب. وقال مسؤول في المكتب الصحافي لإدارة الإطفاء:"عدد القتلى ارتفع الى 44 وجميعهم من منطقة البليبونيز". واجتاحت الحرائق شبه جزيرة البليبونيز منذ يوم الجمعة وانتشرت الى مناطق أخرى في البلاد، بما في ذلك حريق قرب أثينا، أدى الى قطع طريق يوصل الى مطار العاصمة على مدى ساعات. وطلبت الحكومة اليونانية مساعدة عاجلة من الشركاء في الاتحاد الأوروبي، وأعلنت الحكومة حال الطوارئ في إقليمي لاكونيا وميسينيا، فيما توجه رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس إلى المنطقة. وأوقف السياسيون حملاتهم الانتخابية استعداداً للانتخابات النيابية التي تجرى في 16 من الشهر المقبل، واستدعي ما لا يقل عن 19 عربة اطفاء حريق و18 مروحية لمكافحة النار. وتسبب مزيج من درجات الحرارة والرياح الساخنة والجفاف والحرائق المتعمدة في زيادة حرائق الغابات بعدما أتت على عشرات آلاف الافدنة في موجة حارة أشد وطأة من الشهر الماضي. واوقفت الشرطة اليونانية شخصاً في الخامسة والستين من العمر في اريوبوليس بجنوب البلاد واتهمته بتعمد اشعال حريق اول من امس أدى الى مقتل ستة اشخاص بينهم رجل اطفاء. وفي العاصمة المقدونية سكوبيا، بلغت درجات الحرارة أمس 55 درجة مئوية، ما جعل السلطات تخفض ساعات العمل وتغير مواعيدها، مانحة إجازات خاصة للحوامل والمرضى. وأفادت مصادر مصلحة الغابات المقدونية"أن نحو نصف غابات البلاد وأحراجها لحقت بها أضرار فادحة نتيجة الحرائق". وفي بلغراد، أعلن ميلان ميداريفيتش المسؤول الزراعي، بأن"19 ألف هكتار من غابات صربيا التهمتها النار، ولا تزال الحرائق تتسع وتزداد بسبب استمرار موجة الحر الشديد التي ترافقها رياح قوية". وفي الجبل الأسود، قالت مديرة غابات الجمهورية سلافكا تشاباركابا"إن أضراراً كبيرة لحقت بغالبية منتجعات البلاد المطلة على البحر الأدرياتيكي نتيجة الحرائق التي امتدت الى الغابات والأحراج المحيطة بها". وأعلن مسؤولو السياحة في مدينة دوبروفنيك جنوب شرقي كرواتيا التي تعتبر أهم المناطق الأثرية والسياحية في البلاد، بأن"الحرائق في الغابات القريبة من المدينة، تسببت في مأساة لم تشهد المدينة مثيلاً لها في تاريخها السياحي الحديث". وفي البوسنة، أدت درجات الحرارة المرتفعة الى توقف حركة السياحة في مدينة موستار التاريخية الجنوبية.