على غير العادة خفف المسلحون، الذين يُعتقد بانتمائهم إلى جيش المهدي، قصفهم لمباني القصور الرئاسية في البصرة، التي يتخذها الجيش البريطاني مقرات له، بعد إعلانه الإفراج عن 30 معتقلاً من عناصر تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في سجن الشعيبة 40 كلم شمال غربي المدينة. ويجري الحديث في البصرة عن"شبه اتفاق"غير معلن بين قادة جيش المهدي والقوات البريطانية عبر وسطاء جرى التكتم على أسمائهم من اجل تخفيف حدة المواجهات بين الطرفين، ويعتقد مراقبون محليون بأن استجابة البريطانيين للإفراج عن بعض المعتقلين من التيار الصدري تأتي نتيجة لشدة القصف الذي تعرضت له خلال الشهرين الماضيين المقرات التابعة للجيش البريطاني في البراضعية ومطار البصرة الدولي وكإجراء يستبق انسحاب القوات البريطانية من العراق . من جهته نفى الميجور ماثيو بيرد، المتحدث الإعلامي في القوات متعددة الجنسية، وجود أي اتفاق بين الجانبين، غير انه لم يذكر سبباً لعدم تعرض القصور الرئاسية للقصف من قبل المسلحين في اليومين الماضيين. من جهة اخرى أكد بيان للقوات المتعددة صدر امس مقتل مسلحين اثنين على يد القوات البريطانية إثر تعرضهم لدورية بريطانية بالقرب من القصور الرئاسية. وأشار إلى تعرض مركز التنسيق المشترك شرطة عراقية - بريطانية مشتركة الكائن في الحكيمية 2 كلم عن مركز المدينة لقصف بالصواريخ من قبل عناصر جيش المهدي، كتأكيد على وجود أكثر من جهة تدعي الانتماء إلى جيش المهدي، على رغم عدم وقوعها تحت سيطرة مكتب الشهيد الصدر الواجهة السياسية للجيش. وشكك مراقبون في المدينة بمصداقية واستمرارية الاتفاق بين الطرفين البريطاني والمهدي وقال بعضهم ان الانشطارات التي حدثت في جيش المهدي جعلته فريسة للأجهزة الاستخباراتية الدولية، ولا يمكن الحديث عن مستوى منخفض للهجمات ضد قواعد الجيش البريطاني ما لم تتدخل إيران كطرف مهم في الاتفاقات هذه، فضلاً عن وجود المنافع الشخصية التي يجنيها المسلحون جراء قصفهم هذا حيث يتقاضون مبلغا من المال لقاء كل قذيفة تُطلق على البريطانيين. ويجري الحديث عن انسحاب ال500 جندي بريطاني من مبنى قصر السراجي يوم 15 أيلول سبتمبر القادم خارج البصرة باتجاه القاعدة العسكرية البريطانية التي بوشر بإنشائها قبل سنتين تقريبا في منطقة ارطاوي 100 كلم على طريق البصرة - الناصرية كأكبر قاعدة للقوات متعددة الجنسيات في الجنوب والتي تقع بعيداً عن متناول صواريخ المسلحين. جدير بالذكر ان القوات البريطانية إذا ما أرادت الانسحاب من البصرة فإنها ستنسحب إلى القاعدة هذه أو إلى قاعدة طليل العسكرية قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية بدلا من قاعدة الشعيبة التي لم تجن من انسحابها منها نهاية العام الماضي شيئاً.